
قَوْله تَعَالَى: إِنَّمَا حرم عَلَيْكُم المينة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير وَمَا أهل بِهِ لغير الله فَمن اضْطر غير بَاغ وَلَا عَاد فَلَا إِثْم عَلَيْهِ إِن الله غَفُور رَحِيم
أخرج أَحْمد وَابْن ماجة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحلّت لنا ميتَتَانِ وَدَمَانِ
السّمك وَالْجَرَاد والكبد وَالطحَال
أما قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمَا أهل بِهِ﴾ الْآيَة
أخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿وَمَا أهل بِهِ﴾ قَالَ: ذبح
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿وَمَا أهل بِهِ لغير الله﴾ يَعْنِي مَا أهلّ للطواغيت
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد ﴿وَمَا أهل بِهِ﴾ قَالَ: مَا ذبح لغير لله
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن أبي الْعَالِيَة ﴿وَمَا أهلَّ بِهِ لغير الله﴾ يَقُول: مَا ذكر عَلَيْهِ اسْم غير الله
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿فَمن اضْطر﴾ يَعْنِي إِلَى شَيْء مِمَّا حرم ﴿غير بَاغ وَلَا عَاد﴾ يَقُول: من أكل شَيْئا من هَذِه وَهُوَ مُضْطَر فَلَا حرج وَمن أكله وَهُوَ غير مُضْطَر فقد بغى واعتدى
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿غير بَاغ﴾ قَالَ: فِي الْميتَة
قَالَ: فِي الْأكل

وَأخرج سُفْيَان بن عَيْنِيَّة وآدَم بن أبي أياس وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة وَفِي السّنَن عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿غير بَاغ وَلَا عَاد﴾ قَالَ: غير بَاغ على المسلمسن وَلَا مُعْتَد عَلَيْهِم من خرج يقطع الرَّحِم أَو يقطع سَبِيل أَو يفْسد فِي الأَرْض أَو مفارقا للجاعة وَالْأَئِمَّة أَو خرج فِي مَعْصِيّة الله فاضطر إِلَى الْميتَة لم تحل لَهُ
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله ﴿فَمن اضْطر غير بَاغ وَلَا عَاد﴾ قَالَ: العادي الَّذِي يقطع الطَّرِيق لَا رخصَة لَهُ ﴿فَلَا إِثْم عَلَيْهِ﴾ يَعْنِي فِي أكله حِين اضْطر إِلَيْهِ ﴿إِن الله غَفُور﴾ يَعْنِي لما أكل من الْحَرَام ﴿رَحِيم﴾ بِهِ إِذْ أحل لَهُ الْحَرَام فِي الِاضْطِرَار
وَأخرج وَكِيع عَن إِبْرَاهِيم وَالشعْبِيّ قَالَا: إِذا اضْطر إِلَى الْميتَة أكل مِنْهَا قدر مَا يقيمه
وَأخرج وَكِيع وَعبد بن حميد وَأَبُو الشَّيْخ عَن مَسْرُوق قَالَ: من اضْطر إِلَى الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير فَتَركه تقذراً وَلم يَأْكُل وَلم يشرب ثمَّ مَاتَ دخل النَّار
وَأخرج عبد بن حميد عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿فَمن اضْطر غير بَاغ وَلَا عَاد﴾ قَالَ: غير بَاغ فِي أكله وَلَا عَاد بتعدي الْحَلَال إِلَى الْحَرَام وَهُوَ يجد عَنهُ بلغَة ومندوحة