آيات من القرآن الكريم

وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ

جعلوها نكرة، ومعنى يدعون ربهم بالغداة والعشي، أي يدعونه بالتوحيد
والإخلاص له، ويَعْبُدونه يريدون وجهه، أي لا يقصدون بعبادتهم إلا إياه.
وقوله: (وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ).
أي لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة.
روي أن جماعة من عظماء المشركين قالوا للنبي عليه السلام،: باعد عنك هؤلاء الذين رائحتهم كرائحة الضَّأنِ، وهم مَوَال وليسوا بأشراف لِنُجالِسَك ولنَفْهَمَ عنك، يعنون خَبَّاباً، وصُهَيْباً وعَمَّاراً - وبِلَالًا ومن أشبهَهُم، فأمره اللَّه بأن لا يفعل ذلك وأن يجعل إقباله على المؤمنين وألا يلتفت إلى غيرهم فقال: (وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).
أي كان أمْرُهُ التفريطُ، والتفريط تقديم العجزِ.
* * *
وقوله: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (٢٩)
المعنى وقل الدي أتيتكم به الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ.
(فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).
هذا الكلام ليس بأمْرٍ لَهُمْ، ما فعلوه منه فهم فيه مطيعون، ولكن كلام
وعيد وإنذار قد بين بعده ما لكل فريق مِنْ مؤمِن وكافر.
قال عزَّ وجلَّ: (إِنَا أعْتَدْنَا للظَّالِمينَ نَاراً).
معنى أعتدنا جعلناها عِتَاداً لهم كما تقول: جعلت هذا عُدةً لهذا.
والعِتادُ: الشيء الثابت اللازم.
وقوله: (أحَاطَ بِهِمْ سُرادِقُهَا).

صفحة رقم 281

أي صار عليهم سُرَادِق من العذاب، والسرادق كل ما أحاط بشيء نحو
الشقة في المضرب والحائط المشتمل على الشيء.
وقوله: (كَالمُهْلَ).
يعنى أنهم يغاثون بماء كالرّصَاصِ المُذَابِ أىِ الصُّفرِ والفِضَّةِ، وكل
ما أذَبْتَه من هذه الأشياء فهو مُهْل.
وقيل المهل: دُرْدِيُّ الزَّيت أيضاً.
وقيل المهل صَدِيدُ الجرح.
(يَشْوِي الْوُجُوهَ).
أي إذا قُدِّمَ ليشْرَبَ أشْوَىَ الوَجْهُ مِنْ حرارته.
(بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا).
(مُرْتَفَقًا) منصوب على التمييز، و (مُرْتَفَقًا) منزلاً.
وقال أهل اللغة (مُرْتَفَقًا): متكأً.
وأنشدوا.
إنْي أَرِقتُ فبتُّ الليلَ مُرتفقاً... كأَنَّ عَيْنِي فيها الصَّابُ مَذْبُوحُ

صفحة رقم 282
معاني القرآن وإعرابه للزجاج
عرض الكتاب
المؤلف
أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، الزجاج
تحقيق
عبد الجليل عبده شلبي
الناشر
عالم الكتب - بيروت
سنة النشر
1408
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية