
قوله: ﴿ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ﴾ : قرأ الأخَوان بإضافة «مِئَةِ» إلى سنين. والباقون بتنوين «مِئَةٍ». فأمَّا الأولى فأوقع فيها الجمعَ موقعَ المفردِ كقولِه: ﴿بالأخسرين أَعْمَالاً﴾ [الكهف: ١٠٣]. قاله الزمخشري يعني أنه أوقع «أَعْمالاً» موقعَ «عَمَلاً». وقد أنحى أبو حاتم على هذه القراءةِ ولا يُلْتَفَتُ إليه. وفي مصحفِ عبد الله «سَنَة» بالإِفراد. وبها قرأ أُبَيّ. وقرأ الضحاك «سِنُون» بالواو على أنها خبرٌ مبتدأ مضمرٍ، أي: هي سنُون.
صفحة رقم 470
وأمَّا الباقون: فلمَّا لم يَرَوا إضافةَ «مِئَة» إلى جمعٍ نَوَّنُوا، وجعلوا «سِنين» بدلاً مِنْ «ثلثمئة» أو عطفَ بيان. ونَقَل أبو البقاء أنَّه بدلٌ مِنْ «مِئَة» لأنها في معنى الجمع. ولا جائزٌ أَنْ يكونَ «سنين» في هذه القراءةِ مميِّزاً، لأنَّ ذلك إنما يجيءُ في ضرورةٍ مع إفرادِ التمييز، كقوله:
٣١٤ - ٠- إذا عاش الفَتَى مِئَتين عاماً | [فقد] ذَهَب اللَّذاذَةُ والفَتاءُ |
وقرأ الحسن وأبو عمروٍ في وراية «تَسْعا» بفتح التاء كعَشْر. صفحة رقم 471