آيات من القرآن الكريم

وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا
ﮝﮞﮟ

هما في قوله: ﴿فَسَوَّاهَا﴾.
١٥ - قوله تعالى: ﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ قال ابن عباس (في رواية الوالبي) (١): لا يخاف الله من أحد تَبِعَةً في إهلاكهم (٢)، وهو قول الحسن، قال: ذلك الرب صنع بهم، ولا يخاف تَبِعَةَ (٣).
(وعلى هذا "الواو" في "ولا يخاف" في موضع حال.
المعنى: فسواها غير خائف عقباها، أي غير خائف أن يتعقب عليه في شيء مما فعله، وفاعل يخاف: الضمير العَائد إلى قولهم "ربهم") (٤)
وقال مقاتل: يعني لا يخاف عَاقر الناقة العقوبة من الله في عقرها (٥)، وهو قول الضحاك (٦)، والسدي (٧)،

(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) ورد قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ٢١٥، "الكشف والبيان" ١٣/ ١٠١ ب، وبمعناه في "النكت والعيون" ٦/ ٢٨٥، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٩٤، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٩، و"زاد المسير" ٨/ ٢٦٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٧٩، "لباب التأويل" ٤/ ٣٨٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٨٢، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٥٣، و"صحيفة علي بن أبي طلحة" ص ٥٣٤.
(٣) المراجع السابقة، انظر: "الدر المنثور" ٥٣١، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، و"تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٢٤.
قال ابن عطية: وفي هذا المعنى احتقار للقوم وتعقبه لأثرهم، كما رجح هذا القول ابن كثير، والشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٤٥٠.
(٤) ما بين القوسين نقله الإمام الواحدي عن "الحجة" ٦/ ٤٢٠.
(٥) ورد معنى قوله في "تفسيره" ٢٤١ ب، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٩، "البحر المحيط" ٨/ ٤٨٢.
(٦) ورد معنى قوله في المرجعين السابقين، وأيضًا "جامع البيان" ٣٠/ ٢١٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٠١ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٩٤، و"زاد المسير" ٨/ ٢٦٠، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٨٠، "البحر المحيط" ٨/ ٤٨٢، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٥٣، "الدر المنثور" ٨/ ٥٣١، "فتح القدير" ٥/ ٤٥٠.
(٧) ورد معنى قوله في المراجع السابقة، وانظر: "تفسير السدي" ص ٤٧٨.

صفحة رقم 71

(والكلبي (١)) (٢).
(وعلى هذا القول الآية منتظمة بقوله: "إذا انبعث اشقاها * ولا يخاف عقباها" أي لا يخاف من إقدامه على مَا أتاه مما نُهي عنه، ففاعل يخاف: العاقر) (٣).
والمعنى: عقبى عقرها، فحذف المضاف.
قال الفراء: حتى عقرها، ولم يخف عَاقبه عقرها، وفي مصاحف الشام والحجاز: "فلا يخاف" بالفاء (٤).
قال الفراء: وكلٌ صواب، قال و"الفاء" أجود في القول الأول، يعني أن يكون منتظمًا بقوله: ﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ﴾ (٥).

(١) ورد معنى قوله في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٠١ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٩٤، و"زاد المسير" ٨/ ٢٦٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٨٠، و"فتح القدير" ٥/ ٤٥٠.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) ما بين القوسين نقله عن "الحجة" ٦/ ٤٢٠ بيسير من التصرف، وانظر التعليل في: "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٨٠.
(٤) قرأ أبو جعفر، ونافع، وابن عامر: (فلا يخاف عُقباها) بالفاء، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام، وقرأ الباقون: ﴿وَلَا يَخَافُ﴾ بالواو، وكذلك في مصاحفهم وهذا منتظم مع قول مقاتل، والضحاك، والسدي، والكلبي.
انظر: "كتاب السبعة في القراءات" ص ٦٨٩، و"القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٨٠، و"الحجة" ٦/ ٤٢٠، و"المبسوط" ٤١١، "حجة القراءات" ص ٧٦٦.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٩ - ٢٧٠ بتصرف.

صفحة رقم 72

سورة الليل

صفحة رقم 73
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية