
(ولا يخاف عقباها) أي فعل الله بهم ذلك غير خائف من عاقبة ولا تبعة، والضمير في عقباها يرجع إلى الفعلة، أو إلى الدمدمة المدلول عليها بدمدم.
قال السدي والضحاك والكلبي إن الكلام يرجع إلى العاقر لا إلى الله سبحانه أي لم يخف الذي عقرها عقبى ما صنع، وقيل لا يخاف رسول الله عليه الصلاة والسلام عاقبة إهلاك قومه ولا يخشى ضرراً يعود عليه من عذابهم، لأنه قد أنذرهم، والأول أولى.
قرأ الجمهور ولا يخاف بالواو، وقرىء بالفاء وهما قراءتان سبعيتان، أما

الواو فيجوز أن تكون للحال أو لاستئناف الأخبار، والفاء للتعقيب، وهو ظاهر، والمعنى لا يخاف عاقبتها كما تخاف الملوك عاقبة ما تفعله، فهو استعارة تمثيلية لإهانتهم، وأنهم أذلاء عند الله.
وفي القاموس أعقبه الله بطاعته جازاه، والعقبى جزاء الأمر.

سورة والليل
هي إحدى وعشرون آية وهي مكية عند الجمهو، وقيل مدنية قال ابن عباس نزل بمكة وعن ابن الزبير مثله، عن جابر بن سمرة قال: " كان النبي - ﷺ - يقرأ في الظهر والعصر (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) ونحوها، أخرجه البيهقي في سننه.
وعن أنس: أن رسول الله - ﷺ - صلى بهم الهاجرة فرفع صوته فقرأ والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، فقال له أبيّ بن كعب يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشيء قال " لا ولكن أردت أن أوقت لكم " أخرجه الطبراني في الأوسط وقد تقدم حديث " فهلا صليت بسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والليل إذا يغشى ".
وعن ابن عباس إني لأقول أن هذه السورة نزلت في السماحة والبخل، قال الرازي نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وإنفاقه على المسلمين، وفي أمية بن خلف وبخله وكفره بالله، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

بسم الله الرحمن الرحيم
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (١١) صفحة رقم 263