
وقال في رواية العوفي: الوالد وولده، يعني كل والد، وكل مولود (١).
وروي عن أبي عمران الجَوْنِيّ أنه قال: يعني إبراهيم (٢) وولده (٣).
قال مقاتل: أقسم الله تعالى بمكة، وبآدم وذريته (٤). فقال:
٤ - (قوله تعالى) (٥): ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ قال ابن عباس في رواية مِقْسَم: قائمًا على قدميه منتصبًا (٦).
وهو قول أبي صالح (٧)، وإبراهيم (٨)،
ومن علماء المذهب البصري: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، وسيبويه، وقطرب، والأخفش الأوسط، والمازني، والمبرد، وغيرهم.
انظر: "المدارس النحوية" لشوقي ضيف ص ١١ وما بعدها، و"معجم المصطلحات النحوية والصرفية" لمحمود اللبدي ص٢١، ٨٧.
(١) "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٥ ب، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٢، وهو اختيار الطبري في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٦.
(٢) (إبرهم) في كلا النسختين.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٦، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٥ ب، "النكت والعيون" ٦/ ٢٧٥، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٣، "زاد المسير" ٨/ ٢٥١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦١، "الدر المنثور" ٨/ ٥١٩، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) ساقط من: (ع).
(٦) ورد معنى قوله من غير ذكر طريق مقسم في: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٤، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٨٠، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٧٥، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٧، و"الدر المنثور" ٨/ ٥١٩، وعزاه إلى الطبراني.
(٧) ورد معنى قوله في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٧، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٩٦ أ، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٤، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٧٥.
(٨) ورد معنى قوله في "تفسير الإمام مجاهد" ٧٢٩، "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٧، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٦ أ.

والضحاك (١)، وعبد الله بن شداد (٢)) (٣) (٤)، وعكرمة (٥) (ورواية عطاء عن ابن عباس (٦)) (٧)، قالوا: معتدلًا، ومنتصبًا (٨)، وكل شيء خلق يمشي على أربع إلا الإنسان، فإنه خلق منتصبًا.
قال المُنذري: سمعت أبا طالب يقول: الكبد: الاستواء والاستقامة (٩) (١٠).
(٢) لعله يريد به: عبد الله بن شَدّاد المديني، أبو الحسن الأعرج، كان من تجار واسط، صدوق، روى له الجماعة. انظر: "تهذيب الكمال" ١٥/ ٨٥ ت: ٣٣٣١.
(٣) ورد قوله في "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٦ أ، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٤، "البحر المحيط" ٨/ ٤٧٥.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) ورد معنى قوله في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٧، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩١ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٨، و"زاد المسير" ٨/ ٢٥٢، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٢.
(٦) وردت روايته ولكن عن طريق مقسم عنه في: "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٩، " الكشف والبيان" ١٣/ ٩٦ أ، و"زاد المسير" ٨/ ٢٥٢، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٢٠.
ومن غير ذكر طريق عطاء في: "النكت والعيون" ٦/ ٢٧٥، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٨٣.
(٧) ما بين القوسين ذكر بدلًا منه في (أ) بلفظ: (وغيرها).
(٨) في (أ): (منتصبًا) من غير واو.
(٩) في (أ): (الإقامة).
(١٠) "تهذيب اللغة" ١٠/ ١٢٧ (كبد)، وانظر: "لسان العرب" ٣/ ٣٧٦.

وقال الوالبي عن ابن عباس: (في نصب (١) (٢)، وهو قول مجاهد (٣)، وسعيد بن جبير (٤)، والحسن (٥)، قالوا: في شدة.
قال الحسن: لم يخلق الله خلقًا يكابد ما يكابد ابن آدم (٦).
قال أخوه سعيد (٧): يكابد مصائب الدنيا، وشدائد الآخرة (٨).
(٢) ورد قوله في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٦، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٩٥ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٨، "زاد المسير" ٨/ ٢٥١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٢، و"لباب التأويل" ٤/ ٢٧٩، "صحيفة علي بن أبي طلحة" ص ٥٣٣.
(٣) "تفسير الإمام مجاهد" ص ٧٢٩، "زاد المسير" ٨/ ٢٥١، "الدر المنثور" ٨/ ٥١٩، وعزاه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) المراجع السابقة عدا تفسير مجاهد، وانظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٥ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٨، و"زاد المسير" ٨/ ٢٥١، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٧، وعزاه صاحب الدر إلى سعيد بن منصور، وعبد ابن حميد.
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٦، "زاد المسير" ٨/ ٢٥١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٢، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٢٠.
(٦) ورد قوله في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٧، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٨٠، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٤، و"الدر المنثور" ٨/ ٢٥٠، وعزاه إلى ابن المبارك في الزهد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، و"فتح القدير" ٥/ ٤٤٣، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٢٠.
(٧) سعيد بن أبي الحسن، واسمه يَسار الأنصاري؛ مولاهم، البصري، أخو الحسن البصري، روى عن ابن عباس، وعنه أخوه الحسن البصري، ثقة، مات قبل الحسن سنة ١٠٠ هـ، روى له الجماعة.
انظر: "تاريخ الثقات" ١٨٢ ت ٥٣٦، و"التاريخ الكبير" ٣/ ٤٦٢ ت ١٥٣٨، و"الكاشف" ١/ ٢٨٣ ت ١٨٨٥.
(٨) "الوسيط" ٤/ ٤٨٩، وقد وردت الرواية من طريقه عن أخيه الحسن البصري في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٩، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٩٥ ب، "النكت والعيون" ٦/ ٢٧٦، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٨، "القرطبي" ٢٠/ ٦٢، "ابن كثير" ٤/ ٥٤٧.

ونحو هذا قال قتادة: يكابد أمر الدنيا والآخرة، فلا تلقاه إلا في مشقة (١).
وروى عن ابن جُرَيْج، عن (عطاء، عن (٢) ابن عباس قال: يعني حمله، وولادته، ورضاعه، وفصاله، ونبت أسنانه، وختانه، ومعاشه، وموته، كل ذلك بشدة (٣).
ونحو هذا روى (القاسم (٤) بن أبي بزة (٥) (٦)، عن مجاهد قال: ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾ [الأحقاف: ١٥]، ومعيشته في شدة، فهو يكابد ذلك (٧).
وذكر الكلبي (٨)، والفراء (٩): القولين جميعًا.
(٢) ساقط من: (أ).
(٣) ورد بمعناه في: "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٧، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٨٠، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٩٥ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٨، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٨٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٢، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٧، و"الدر المنثور" ٨/ ٥١٩، وعزاه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، وانظر: "المستدرك" ٢/ ٥٢٣، كتاب التفسير: تفسير سورة البلد، وصححه، ووافقه الذهبي.
(٤) في (ع): (القسم).
(٥) (بزة) غير واضحة في: (ع).
(٦) ما بين القوسين ساقط من: (أ).
(٧) "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٧ من غير ذكر طريق القاسم من أبي بزة، وبمثله ورد عن ابن جريج. "النكت والعيون" ٦/ ٢٧٦.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٤.

وعلى هذا: (الكبد من مكابدة الأمر، وهي معاناة شدته (١)، ومشقته، والرجل يكابد الليل إذا قاسى هَوّلهُ وصعوبته (٢) (٣).
وقال أهل المعاني: الكبد شدة الأمر، ومنه تكبد اللبن إذا غلظ واشتد، ومنه الكبد: كأنه دم (٤) يغلظ ويشتد، فالإنسان مخلوق في شدة مكونة (٥) في رحمه، ثم في القماط، والرباط، ثم على خطر (عظيم) (٦) عند بلوغه حال التكليف، ومكابدة المعيشة، والأمر والنهي، فينبغي [له] (٧) أن يعلم أن الدنيا دار مشقة وكد، وأن الجنة هي دار الراحة والنعمة (٨).
ومن المفسرين من يذهب (٩) بالكبد إلى شدة الخلق، والقوة، وهو قول الكلبي، قال: نزلت في رجل من بني جمح (١٠)، كان يكنى أبا الأشدين، وكان يجعل تحت قدميه الأديم (العكاظي) (١١)، ثم يأمر العشرة
(٢) ومن قوله: (الرجل يكابد...) إلى: (وصعوبته) من قول الليث. المرجعان السابقان.
(٣) ما بين القوسين نقله من التهذيب. المرجع السابق.
(٤) في (أ): (ولم).
(٥) في (أ): (ركمه).
(٦) ساقط من: (أ).
(٧) ساقط من: (أ).
(٨) لم أعثر على مصدر لقولهم.
(٩) في (أ): (ذهب).
(١٠) بنو جمح: بطن بني هصيص من قريش من العدنانية، النسبة إليهم جمحي، "نهاية الأرب" للقلقشندي ص ٢٠٢، وانظر "معجم قبائل العرب" لمحمد رضا كحالة ١/ ٢٠٢، "نهاية الأرب" للنويري ٢/ ٣٥٦.
(١١) ساقط من: (أ).

فيجتذبونه من تحت قدميه، فيتمزق (الأديم) (١)، ولم تزل قدماه (٢). ونحو هذا قال مقاتل (٣).
وعلى هذا: الكبد من الشدة التي هي بمعنى القوة، وغلظ القول (٤)، والخلق.
قال المبرد: يقال فلان يكابد الأمر إذا كان يدافعه بشدة (٥)، وأنشد أبو عبيدة قول لبيد:
عَيْنُ هَلّا بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ | قُمْنَا وقَامَ الخُصومُ في كَبَدِ (٦) (٧) |
(٢) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٨٣، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٣، "لباب التأويل" ٤/ ٣٨٠ من غير عزو.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٦ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٨، وانظر: "نهاية الأرب" للقلقشندي ص ٢٠٢، ولم أعثر على قوله في تفسيره.
(٤) في (ع): (القوة).
(٥) جاء في حاشية "الكامل" ٣/ ١٣٩٤ قول المبرد قال: (والكبد: الشدة والمشقة).
(٦) ورد البيت في: "ديوانه" ص ٥٠ ط. دار صادر. وانظر (كبد) في: "تهذيب اللغة" ١٠/ ١٢٧، و"لسان العرب" ٣/ ٣٧٦، وفي "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٨، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٩٦ أ، و"النكت والعيون" ٨/ ٢٧٦، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٤، "الكشاف" ٤/ ٢١٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٢، و"روح المعاني" ٣٠/ ١٣٥، و"الكامل" ٣/ ١٣٩٤، و"الخصائص" ٢/ ٢٠٥، ٣/ ٣١٨، "الدر المنثور" ٨/ ٥٢٠، و"الإتقان" ٢/ ٥٧، و"جمهرة أشعار العرب" لأبي زيد القرشي، تح: البجاوي ص ٢١.
(٧) ورد قوله في: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٩.
(٨) "تهذيب اللغة" ١٠/ ١٢٧ (كبد).