آيات من القرآن الكريم

فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ
ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ

قوله تعالى: ﴿فَإِن رَّجَعَكَ﴾ :«رجع» يتعدى، كهذه الآية الكريمة، ومصدرُه الرَّجْع، كقوله: ﴿والسمآء ذَاتِ الرجع﴾ [الطارق: ١١]، ولا يتعدى نحو: ﴿وَإِلَيْنَا تُرْجِعُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٥]، في قراءة مَنْ بناه للفاعل، والمصدر الرجوع كالدخول.

صفحة رقم 92

قوله: ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، قد تقدَّم ذلك. وقال أبو البقاء: «هي ظرفٌ»، قال الشيخ: «ويعني ظرفَ زمان وهو بعيد». / لأن الظاهرَ أنها منصوبةٌ على المصدر، وفي التفسير: أولَ خَرْجَةٍ خَرَجَها رسول الله، فالمعنى: أولَ مرة من الخروج. قال الزمخشري: «فإن قلت» مرة «نكرة وُضِعَتْ موضع المرات من التفضيل، فلِمَ ذُكِرَ اسمُ التفضيلِ المضافُ إليها وهو دالٌّ على واحدةٍ من المرات؟ قلت: أكثر اللغتين:» هند أكبرُ النساء وهي أكبرُهن «، ثم إنَّ قولَك:» هي كبرى امرأة «، لا تكاد تعثر عليه، ولكن» هي أكبر امرأة وأول مرة وآخر مرة «.
قوله: ﴿مَعَ الخالفين﴾ هذا الظرفُ يجوز أن يكونَ متعلقاً ب»
اقعدوا «، ويجوز أن يتعلَّق بمحذوفٍ لأنه حال من فاعل» اقعدوا «. والخالِفُ: المتخلِّفُ بعد القوم. وقيل: الخالف: الفاسد.» مَنْ خَلَفَ «، أي: فَسَد، ومنه» خُلوف فم الصائم «، والمراد بهم النساءُ والصبيانُ والرجالُ العاجزون، فلذلك جاز جمعُه للتغليب. وقال قتادة:» الخالِفُون: النساء «، وهو مردودٌ لأجل الجمع. وقرأ عكرمة ومالكُ بن دينار» مع الخَلِفين «مقصوراً مِنَ الخالِفين كقوله:
٢٥٢٣ - مثل النَّقَا لَبَّده بَرْدُ الظِّلَلْ... وقوله:
٢٥٢٤ -...................

صفحة رقم 93

عَرِدا..................... بَرِدا
يريد: الظلال وعارِداً بارداً.

صفحة رقم 94
الدر المصون في علوم الكتاب المكنون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو العباس، شهاب الدين، أحمد بن يوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمين الحلبي
تحقيق
أحمد بن محمد الخراط
الناشر
دار القلم
عدد الأجزاء
11
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية