
قوله تعالى: ﴿فَإِن رَّجَعَكَ﴾ :«رجع» يتعدى، كهذه الآية الكريمة، ومصدرُه الرَّجْع، كقوله: ﴿والسمآء ذَاتِ الرجع﴾ [الطارق: ١١]، ولا يتعدى نحو: ﴿وَإِلَيْنَا تُرْجِعُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٥]، في قراءة مَنْ بناه للفاعل، والمصدر الرجوع كالدخول.
صفحة رقم 92
قوله: ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، قد تقدَّم ذلك. وقال أبو البقاء: «هي ظرفٌ»، قال الشيخ: «ويعني ظرفَ زمان وهو بعيد». / لأن الظاهرَ أنها منصوبةٌ على المصدر، وفي التفسير: أولَ خَرْجَةٍ خَرَجَها رسول الله، فالمعنى: أولَ مرة من الخروج. قال الزمخشري: «فإن قلت» مرة «نكرة وُضِعَتْ موضع المرات من التفضيل، فلِمَ ذُكِرَ اسمُ التفضيلِ المضافُ إليها وهو دالٌّ على واحدةٍ من المرات؟ قلت: أكثر اللغتين:» هند أكبرُ النساء وهي أكبرُهن «، ثم إنَّ قولَك:» هي كبرى امرأة «، لا تكاد تعثر عليه، ولكن» هي أكبر امرأة وأول مرة وآخر مرة «.
قوله: ﴿مَعَ الخالفين﴾ هذا الظرفُ يجوز أن يكونَ متعلقاً ب» اقعدوا «، ويجوز أن يتعلَّق بمحذوفٍ لأنه حال من فاعل» اقعدوا «. والخالِفُ: المتخلِّفُ بعد القوم. وقيل: الخالف: الفاسد.» مَنْ خَلَفَ «، أي: فَسَد، ومنه» خُلوف فم الصائم «، والمراد بهم النساءُ والصبيانُ والرجالُ العاجزون، فلذلك جاز جمعُه للتغليب. وقال قتادة:» الخالِفُون: النساء «، وهو مردودٌ لأجل الجمع. وقرأ عكرمة ومالكُ بن دينار» مع الخَلِفين «مقصوراً مِنَ الخالِفين كقوله:
٢٥٢٣ - مثل النَّقَا لَبَّده بَرْدُ الظِّلَلْ... وقوله:
٢٥٢٤ -...................