آيات من القرآن الكريم

۞ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ
ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ

وقال الزجاج: (أي استدعوا رهبة الناس حتى رهبهم الناس) (١).
وقوله تعالى: ﴿وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾. قال أهل التفسير: (وذلك أنهم ألقوا حبالاً غلاظاً وخشباً طوالاً، فإذا هي حيات قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضاً) (٢).
قال أهل المعاني: (قوله: ﴿بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾، أي: عظيم الشأن عند من يراه من الناس بما يملأ الصدر بهوله ويوفي على غيره من السحر ببعد مرام الحيلة فيه وشدة التمويه به فهو لذلك عظيم).
١١٧ - قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ﴾. قال ابن عباس: (يريد: وألهمنا موسى ﴿أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ﴾ (٣)، ﴿فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ﴾ أي: فألقاها ﴿فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ﴾، وقرأ حفص (٤): ﴿تَلْقَفُ﴾ مخففاً.
قال ابن السكيت: (اللقف (٥) مصدر لقفْت الشيء ألقفه لقفًا إذا أخذته

(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٦٦، ومثله ذكر النحاس في "معانيه" ٣/ ٦٣، وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢٢٥، و"تفسير غريب القرآن" ١/ ١٧٩.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ٩/ ٢٠، وأخرج عن السدي وابن إسحاق والقاسم بن أبي بزة بسند جيد نحوه.
وانظر: "تفسير السمرقندي" ١/ ٥٦٠.
(٣) ذكره الرازي في "تفسيره" ١٤/ ٢٠٤، عن الواحدي عن ابن عباس.
(٤) قرأ حفص عن عاصم: ﴿تَلْقَفُ﴾ بإسكان اللام وتخفيف القاف، وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد القاف. انظر: "السبعة" ص ٢٩٠، و"المبسوط" ص ١٤٨، و"التذكرة" ٢/ ٤٢٣، و"التيسير" ص ١١٢، و"النشر" ٢/ ٢٧١، وانظر في توجيه القراءات: "معاني القراءات" ١/ ٤١٨، و"إعراب القراءات" ١/ ٢٠٠، و"الحجة" لابن زنجلة ص ٢٩٢، و"الكشف" ١/ ٤٧٣.
(٥) انظر: "جمهرة اللغة" ٢/ ٩٦٦، و"الصحاح" ٤/ ١٤٢٨، و"المجمل" ٣/ ٨١٢، و"المفردات" ص ٧٤٤، و"اللسان" ٧/ ٤٠٦٢ (لقف).

صفحة رقم 281

فأكلته أو ابتلعته، ورجل ثقف لقف سريع الأخذ) (١).
وقال اللحياني: (ومثله ثقْف لَقْفُ، وثَقِف (٢) لقف، وثقيف لقيف بين الثقافة واللقافة) (٣). قال الفراء: (لقِفت الشيء ألقفه لقفاً ولقفاناً). قال: (وهو في التفسير يبتلع) (٤).
وقال الليث: (لقفني تلقيفاً فلقفته والتقفته وتلقفته) (٥).
وقال أبو عبيدة: (تلقف وتلقم واحد) (٦) وأنشد:

أنت عَصَا موسى التي لم تَزَلْ تلقف ما يأْفِكُه السَّاحرُ (٧)
قال ابن عباس في قوله: ﴿تَلْقَفُ﴾ (يريد: تبتلع) (٨).
(١) "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٢٨٨، وفيه: (ويقال: رجل ثقف لقف إذا كان ضابطًا لما يحويه قائمًا به) اهـ. وانظر: "إصلاح المنطق" ص ٦٤.
(٢) في (أ): (وثقف ولقف)، وهو تحريف.
(٣) في "تهذيب اللغة" ١/ ٤٨٩: (روى أبو عبيد عن الأحمر، إنه لثَقْف لقْف، وثَقِف لَقِف، وثقيف لقيف بين الثقافة واللقافة) اهـ. وذكره الرازي في "تفسيره" ١٤/ ٢٠٤، عن اللحياني.
(٤) "معاني الفراء" ١/ ٣٩٠، و"تهذيب اللغة" ٧/ ٤٠٦٢.
(٥) "تهذيب اللغة" ٧/ ٤٠٦٢ وفيه: (لقَّفَني تلقِيفًا فلقفْتُه والتَقفْتُه) اهـ، وفي "العين" ٥/ ١٦٤: (لقفني تلقيفًا فلقفته وتلَقَّفْتُه والتَقَفْتُه أعم) اهـ.
(٦) "الحجة" لأبي علي ٤/ ٦٦، وفي "مجاز القرآن" ١/ ٢٢٥: (أي: تلهم ما يسحرون ويكذبون. أي: تلقمه) اهـ.
(٧) لم أقف على قائله وهو في "معاني الزجاج" ٢/ ٣٦٦، و"تفسير الماوردي" ٢/ ٢٤٦، والقرطبي ٧/ ٢٦٠، و"الدر المصون" ٥/ ٤١٧.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٥٣٦ بسند جيد.

صفحة رقم 282
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية