
{فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق
صفحة رقم 82
حسابيه فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} ﴿فأمّا مَنْ أُوتي كتابَه بيمينه﴾ لأن إعطاء الكتاب باليمين دليل على النجاة. ﴿فيقول هاؤم اقْرَؤوا كِتابيهْ﴾ ثقة بسلامته وسروراً بنجاته، لأن اليمين عند العرب من دلائل الفرج، والشمال من دلائل الغم، قال الشاعر:
(أبيني أفي يُمْنَى يديكِ جَعَلْتِني | فأفرح أم صيرتني من شِمالِك) |

يرفعانه: إنهم يعيشون فلا يموتون أبداً، ويصحّون فلا يمرضون أبداً، ويتنعمون فلا يرون بؤساً أبداً، ويشبّون فلا يهرمون أبداً. ﴿في جنة عالية﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: رفيعة المكان. الثاني: عظيمة في النفوس. ﴿قطوفها دانيةٌ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: دانية من الأيدي يتناولها القائم والقاعد. الثاني: دانية الإدراك لا يتأخر حملها ولا نضجها.
صفحة رقم 84