آيات من القرآن الكريم

وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ
ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘ

٣٥ - قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ﴾، قال المفسرون: (كان رسول الله - ﷺ - يحرص على إيمان قومه ومتابعتهم إياه أشد الحرص، وكان إذا سألوه آية أراد أن يريهم الله ذلك؛ طمعاً في إيمانهم، فقال الله تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ﴾) (١)، قال ابن عباس: (أي: عن الإيمان بك وبالقرآن) (٢).
وقال الزجاج: (عظم عليك أن أعرضوا إذ طلبوا منك أن ينزل عليك (٣) ملك فلم ينزل) (٤).
وقوله تعالى: ﴿فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ﴾، النفق (٥): سرب في الأرض له مخلص إلى مكان آخر (٦).

(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٤/ ١٢٨٤ بسند جيد عن ابن عباس. وانظر: "البغوي" ٣/ ١٤٠.
(٢) لم أقف عليه، وهذا معنى ظاهر، ولم يختلف فيه.
انظر: الطبري ٧/ ١٨٣، والسمرقندي ١/ ٤٨٢، والبغوي ٣/ ١٤٠، والقرطبي ٦/ ٤١٧.
(٣) لفظ: (عليك) ساقط من (ش).
(٤) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٤٣، وفيه تصرف واختصار.
(٥) انظر: "العين" ٥/ ١٧٧، و"الجمهرة" ٢/ ٩٦٧، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٦٣٥، و"الصحاح" ٤/ ٥٦٠، و"المجمل" ٣/ ٨٧٧، و"مقاييس اللغة" ٥/ ٤٥٤، و"المفردات" ص ٨١٩، و"اللسان" ٨/ ٤٥٠٨ (نفق).
(٦) هذا قول أهل اللغة والتفسير، وقد أخرجه الطبري ٧/ ١٨٤، من طرق جيدة عن ابن عباس وقتادة والسدي.
وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ١٩٠، و"غريب القرآن" ص ١٣٦، و"تفسير غريب القرآن" ص ١٥٣، و"معاني الزجاج" ٢/ ٢٤٤، و"الزاهر" ١/ ١٣٢، و"معاني النحاس" ٢/ ٤١٩.

صفحة رقم 107

وقوله تعالى: ﴿أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ﴾، وجواب ﴿أَن﴾ مضمر تقديره ﴿فَإِنِ اسْتَطَعْتَ﴾ ذلك فافعل (١).
قال الفراء: (وإنما تفعله العرب في كل موضع يُعرف فيه معنى الجواب، ألا ترى أنك تقول للرجل: إن استطعت أن تتصدق. إن رأيت أن تقوم معنا. تترك الجواب لمعرفتك بمعرفته [به] (٢)، فإذا جاء ما لا يُعرف جوابه إلا بظهوره أظهرته، كقولك للرجل: إن تقم تُصِبْ خيرًا لابد في هذا من جواب؛ لأن معناه لا يعرف إذا طرح) (٣).
وقال الزجاج: (أعلم الله عز وجل أنه بشر لا يقدر على الإتيان بآية إلا بإذن الله تعالى) (٤)، وفي تعجيزه عن الإتيان بما سألوه أمر له بالصبر إلى أن يدخل وقت الآيات ووقت العقاب.
وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى﴾ أخبر الله تعالى نبيه - ﷺ - أنهم إنما تركوا الإيمان وأعرضوا عنه بمشيئة الله ونافذ قضائه فيهم، وأنه لو شاء [الله] (٥) لاجتمعوا على الإيمان، كما قال الله تعالى (٦): ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا﴾ (٧) [يونس: ٩٩].

(١) انظر: الطبري ٧/ ١٨٤، والسمرقندي ١/ ٤٨٢، والبغوي ٣/ ١٤١، وابن عطية ٥/ ١٨٨، و"التبيان" ١/ ٣٣١، و"الفريد" ٢/ ١٤٣، و"الدر المصون" ٤/ ٦٠٧.
(٢) لفظ: (به) ساقط من (ش) وكذا في بعض نسخ "معاني الفراء" ١/ ٢٣١ كما في حاشيته.
(٣) "معاني الفراء" ١/ ٣٣١ - ٣٣٢.
(٤) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٤٤، وانظر: "معاني النحاس" ٢/ ٤٢٠.
(٥) لفظ (الجلاله) ساقط من (أ).
(٦) في (أ) كما قال تعالى.
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ٧/ ١٨٥، و"معاني الزجاج" ٢/ ٢٤٤، و"معاني النحاس" ٢/ ٤٢٠، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٤٨٢.

صفحة رقم 108
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية