القول في تأويل قوله: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ﴾
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: هل ينتظر هؤلاء العادلون بربهم الأوثان والأصنام (١) إلا أن تأتيهم الملائكة"، بالموت فتقبض أرواحهم = أو أن يأتيهم ربك، يا محمد، بين خلقه في موقف القيامة = "أو يأتي بعض آيات ربك"، يقول: أو أن يأتيهم بعضُ آيات ربك. وذلك فيما قال أهل التأويل: طلوعُ الشمس من مغربها.
* ذكر من قال من أهل التأويل ذلك:
١٤١٩٥- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿إلا أن تأتيهم الملائكة﴾، يقول: عند الموت حين توفَّاهم ="أو يأتي ربك"، ذلك
يوم القيامة = "أو يأتي بعض آيات ربك"، طلوع الشمس من مغربها.
١٤١٩٦- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ﴿إلا أن تأتيهم الملائكة﴾، بالموت = "أو يأتي ربك"، يوم القيامة = "أو يأتي بعض آيات ربك"، قال: آية موجبة، طلوع الشمس من مغربها، أو ما شاء الله.
١٤١٩٧- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة"، يقول: بالموت = "أو يأتي ربك"، وذلك يوم القيامة = "أو يأتي بعض آيات ربك".
١٤١٩٨- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي، "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة"، عند الموت = "أو يأتي ربك"= "أو يأتي بعض آيات ربك"، يقول: طلوع الشمس من مغربها.
١٤١٩٩- حدثنا ابن وكيع وابن حميد قالا حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق قال، قال عبد الله في قوله: "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك"، قال: يصبحون والشمس والقمر من هاهنا من قبل المغرب، كالبعيرين القَرينين = زاد ابن حميد في حديثه:"فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قَبْل أو كسبت في إيمانها خيرًا"، وقال:"كالبعيرين المقترنين".. (١)
١٤٢٠٠- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة"، تقبض الأنفس بالموت = "أو يأتي ربك"، يوم القيامة = "أو يأتي بعض آيات ربك".
وخرجه السيوطي في الدر المنثور ٣: ٥٧، ونسبة إلى سعيد بن منصور، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والطبراني. وأغفل ما أخرجه ابن جرير.
ثم انظر خبر ابن مسعود من طرق كثيرة أخرى من رقم: ١٤٢٢٧ - ١٤٢٣٦.
القول في تأويل قوله: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره:"يوم يأتي بعض آيات ربك"، لا ينفع من كان قبل ذلك مشركًا بالله، أن يؤمن بعد مجيء تلك الآية.
* * *
وقيل: إن تلك الآية التي أخبر الله جل ثناؤه أن الكافر لا ينفعه إيمانه عند مجيئها: طلوعُ الشمس من مغربها.
* ذكر من قال ذلك، وما ذكر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
١٤٢٠١- حدثني عيسى بن عثمان الرملي قال، حدثنا يحيى بن عيسى، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها"، قال: طلوع الشمس من مغربها. (١)
((عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي))، شيخ الطبري، صالح الحديث، مضى برقم: ٣٠٠.
و ((يحيى بن عيسى التميمي))، عم ((عيسى بن عثمان))، وهو ثقة. مضى برقم: ٣٠٠، ٦٣١٧، ٩٠٣٥.
و ((ابن أ [ي ليلى))، هو ((محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى))، كان فقيهًا صدوقًا، غير أنه كان سيئ الحفظ مضطرب الحديث. تركه أحمد. مضى برقم: ٣٢، ٣٣، ٦٣١، ٣٩١٤، ٥٤٣٤.
و ((عطية))، هو ((عطية بن سعد بن جنادة العوفي))، مضى تضعيفه في رقم: ٣٠٥.
وكان لعطية عن سعيد الخدري أحاديث عدة، قال ابن حبان: سمع من أبي سعيد ((الخدري))، أحاديث، فلما مات، جعل يجالس الكلبي... فإذا قال الكلبي: قال رسول الله ﷺ كذا... فيحفظه، وكناه أبا سعيد، ويروي عنه. فإن قيل له من حدثك بهذا فيقول: ((حدثني أبو سعيد))، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي. قال: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.
وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده ٣: ٣١، بالإسناد الثاني، ورواه به أيضًا الترمذي في كتاب التفسير وقال: ((هذا حديث غريب. ورواه بعضهم ولم يرفعه)). وهو خبر ضعيف الإسناد.
١٤٢٠٢- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
١٤٢٠٣- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا محمد بن فضيل، وجرير عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها. قال: فإذا رآها الناس آمن من عليها، فتلك،"حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا".' (١)
١٤٢٠٤- حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري وإسحاق بن شاهين قالا
الأولى: من طريق: عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، برقم ١٤٢٠٣، ١٤٢٠٩.
الثانية: من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، برقم: ١٤٢١٠، ١٤٢٣٦.
الثالثة: من طريق: ابن عون، عن أبي سيرين، عن أبي هريرة برقم: ١٤٢١١.
الرابعة: من طريق: أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: ١٤٢٢٠.
الخامسة: من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن ابي هريرة برقم: ١٤٢١٩.
السادسة: من طريق ابن جريج، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة برقم: ١٤٢٢٥.
السابعة: من طريق أبي حازم، عن ابي هريرة، رقم ١٤٢٤٧، وهو بغير هذا اللفظ.
ولتفرق هذه الآثار، سأجمع كل متشابهين في التخريج في مكان واحد. فهذا الأثر رقم: ١٤٢٠٣، ١٤٢٠٩ رواه البخاري من هذه الطريق نفسها (الفتح ٨: ٢٢٣ / ١١: ٣٠٤)، ورواه مسلم في صحيحه ٢: ١٩٤، ورواه أحمد رقم: ٧١٦١، وأبو دادود في سننه ٤: ١٦٣، وابن ماجه ص: ١٣٥٢، وذكره ابن كثير في تفسيره ٣: ٤٣٣، وخرجه السيوطي في الدر المنثور ٣: ٥٧، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وعبد الرزاق، والنسائي، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في البعث، والطبراني أبي عدي.
و ((عمارة)) هو ((عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي))، روى له الجماعة، ثقة. مترجم في التهذيب.
و ((أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي))، مضى برقم: ٤٨٤١، ٨١٥٥، ٩١٦١.
وهذا حديث صحيح الإسناد.
أخبرنا خالد بن عبد الله الطحان، عن يونس، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يومًا: أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: إنها تذهب إلى مستقرِّها تحت العرش، فتخرُّ ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها:"ارتفعي من حيث شئت"، فتصبح طالعة من مطلعها. ثم تجري إلى أن تنتهي إلى مستقرٍّ لها تحت العرش، فتخرّ ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها:"ارتفعي من حيث شئت"، فتصبح طالعةً من مطلعها. ثم تجري لا ينكر الناسُ منها شيئًا، حتى تنتهي فتخرّ ساجدة في مستقر لها تحت العرش، فيصبح الناسُ لا ينكرون منها شيئًا، فيقال لها:"اطلعي من مغربك" فتصبح طالعة من مغربها. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أتدرون أيّ يوم ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: ذاك يومَ"لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا". (١)
١٤٢٠٥- حدثنا مؤمل بن هشام ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا ابن علية،
((عبد الحميد بن بيان السكري، القناد))، شيخ الطبري، مضى مرارًا، آخرها ١٠١٥٤، وكان في المطبوعة هنا ((اليشكري))، وهو خطأ، صوابه ما في المخطوطة.
و ((إسحاق بن شاهين الواسطي))، شيخ الطبري، مضى برقم: ٧٢١١، ٩٧٨٨.
و ((خالد بن عبد الله الطحان))، مضى مرارًا، آخرها رقم: ١١٥٠٤.
و ((يونس))، هو ((يونس بن عبيد بن دينار العبدي))، مضى أيضًا بأرقام آخرها: ١٠٥٧٤.
و ((إبراهيم التيمي))، هو ((إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي)) تابعي، ثقة. مضى بأرقام آخرها: ١٠٢٨٤.
وأبو ((يزيد بن شريك التيمي))، تابعي ثقة، مضى برقم: ٢٩٩٨.
وهو خبر صحيح الإسناد. رواه البخاري (الفتح ٦: ٢١٤ / ٨: ٤١٦)، ورواه مسلم ٢: ١٩٥، ١٩٦، والطيالسي: ٦٢، والترمذي في التفسير، وفي الفتن. وذكره ابن كثير في تفسيره ٣: ٤٣٣٤، وخرجه السيوطي في الدر المنثور ٣: ٥٧، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وأبي داود، والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي. وقد استوفى شرحه في الفتح (٨: ٤١٦).
عن يونس، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. (١)
١٤٢٠٦- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن عاصم، عن زر، عن صفوان بن عسّال قال، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ من قِبَل مغرب الشمس بابًا مفتوحًا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه. فإذا طلعت الشمس من نحوه، لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا.. (٢)
١٤٢٠٧- حدثنا المفضل بن إسحاق قال، حدثنا أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد الإياميّ، عن أبيه، عن زبيد، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال المرادي قال: ذكرت التوبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: للتوبة بابٌ بالمغرب مسيرة سبعين عامًا = أو: أربعين عامًا = فلا يزال كذلك حتى يأتي بعض آيات ربك.. (٣)
(٢) الأثر: ١٤٢٠٦ - حديث (صفوان بن عسال المرادي)) صاحب رسول الله، رواه أبو جعفر من طريقين:
الأول: من طريق عاصم بن أبي النجود (عاصم ابن بهدلة)، عن زر، عن صفوان، رقم ١٤٢٠٦، ١٤٢٠٨، ١٤٢٠١٦ - ١٤٢١٨، ١٤٢٤٢.
الثاني: من طريق زبيد الإيامي، عن زر، عن صفوان رقم: ١٤٢٠٧.
والخبر، رواه أحمد في المسند ٤: ٢٤٠، والطاليسي: ١٦٠، وابن ماجه ص: ١٣٥٣، والترمذي، والنسائي. وذكره ابن كثير في تفسيره ٣: ٤٣٥، والسيوطي في الدر المنثور ٣: ٥٩، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، والطبراني، وابن المنذر، وأبي الشيخ، والبيهقي، وابن مردويه. وقال ابن كثير: ((صححه النسائي)).
ورواه البخاري في التاريخ الكبير ٢ / ٢ / ٣٠٥، من طريق عبد الرحمن بن مرزوق، عن زر حبيش، عن صفوان بن عسال، ثم قال: ((لا يعف سماع عبد الرحمن، من زر))
(٣) الأثر: ١٤٢٠٧ - ((المفضل بن إسحاق))، شيخ الطبري، لم أجد له ترجمة. ((أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد الإيامي))، ويقال: ، ((اليامي)) أيضًا. ذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له ابن خزيمة في صحيحه، وقال أبو حاتم: ((محله صدق))، أما النسائي فقال: ((ليس بثقة، ولا يكتب حديثه)) قال ابن عدي: ((أفرط النسائي في أمره، وقد تبحرت حديثه، فلم أر له حديثًا منكرًا)).
وكان في المطبوعة ((اليامى))، وأثبت ما في المخطوطة.
وأبوه: ((عبد الرحمن بن زبيد الإيامي))، روى عنه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار. قال البخاري: ((منكر الحديث)) وقيل: ((النكارة هي من يحيى))، نقل عن البخاري أيضًا. قال الحافظ في لسان الميزان: ((وهذا إنما قاله البخاري الراوي عنه. وأما ((عبد الرحمن))، فذكره ابن حبان في الثقات.
وأما أبوه ((زبيد بن الحارث الإيامي))، فهو ثقة، مضى برقم: ١٨٠، ٢٥٢١، ٥٤٢٠. و ((زر بن حبيش))، مضى مرارًا.
ولم أجد من الخبر من هذه الطريق، في شيء مما بين يدي من الكتب.
١٤٢٠٨- حدثني محمد بن عمارة قال، حدثنا سهل بن عامر قال، حدثنا مالك، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال أنه قال: إن بالمغرب بابًا مفتوحًا للتوبة مسيرة سبعين عامًا، فإذا طلعت الشمس من مغربها، لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا. (١)
١٤٢٠٩- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها. فإذا طلعت ورآها الناس، آمن مَنْ عليها، فذلك حين "لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل". (٢)
١٤٢١٠- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا خالد بن مخلد قال، حدثنا محمد بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تطلعَ الشمس من مغربها، فيومئذ يؤمن
و ((مالك)) هو ((مالك بن مغول بن عاصم البجلي))، ثقة، مضى برقم: ٥٤٣١، ١٠٨٧٢. وهذا خبر ضعيف الإسناد، لضعف ((سهل بن عامر البجلي)).
(٢) الأثر: ١٤٢٠٩ - مكرر الذي سلف برقم: ١٤٢٠٣.
الناس كلهم أجمعون، وذلك حين"لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا". (١)
١٤٢١١- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن أبي عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال، التوبة مقبولة، ما لم تطلع الشمس من مغربها. (٢)
١٤٢١٢- حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال، حدثنا ابن عياش قال، حدثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن مالك بن يخامر، عن معاوية بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا تزل التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها. فإذا طلعت طُبِع على كل قلب بما فيه، وكُفي الناسُ العمل. (٣)
١٤٢١٣- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا أبو أسامة وجعفر بن عون، بنحوه.
((خالد بن مخلد القطواني))، ثقة من شيوخ البخاري، مضى برقم: ٢٦٠٦، ٤٥٧٧، ٨١٦٦، ٨٣٩٧.
و ((محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري))، ثقة معروف، مضى برقم: ٢٦٠٦، ٨٣٩٧.
و ((العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، مولى الحرقة))، تابعي ثقة، مضى برقم: ٢٢١. وأبوه ((عبد الرحمن بن يعقوب، مولى الحرقة))، تابعي ثقة، مترجم في التهذيب.
وهذا الخبر رواه مسلم في صحيحه ٢: ١٩٤، من طريق يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر (أخو محمد بن جعفر رواى هذا الخبر)، عن العلاء بن عبد الرحمن. وهو حديث صحيح الإسناد.
(٢) الأثر: ١٤٢١١ - هذه هي الطريق الثالثة من طرق حديث أبي هريرة، كما سلف في رقم: ١٤٢٠٣. ((ابن عون))، هو ((عبد الله بن عون المزني)) الفقيه، مضى مرارًا، آخرها رقم: ١٠٥٥٩. وكان في المطبوعة: ((عن أبي عون))، وهو خطأ، صوابه من المخطوطة. وهذا إسناد صحيح أيضًا، لم أجد في غير التفسير.
(٣) الأثر: ١٤٢١٢ - ((أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي))، الحافظ، شيخ الطبري، مضى برقم: ٧٤٨٩.
و ((سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى التميمي الدمشقي))، قال ابن معين: ((ثقة، إذا روى عن المعروفين))، وقال ابن حبان: ((يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات المشاهير، فأما إذا روى عن المجاهيل، ففيها منكر)). مترجم في التهذيب.
و ((ابن عياش))، هو ((إسماعيل بن عياش بن مسلم العنسي))، ثقة، متكلم فيه، مضى برقم: ٥٤٤٥، ٨١٦٤، ١٠٣٧٥، ١٠٧٣٠، ١١١٠٨.
و ((ضمضم بن زرعة بن ثوب الحميري))، ثقة، وضعفه بعضهم مضى برقم: ٥٤٤٥.
و ((شريج بن عبيد بن شريح الحضرمي))، تابعي ثقة، مضى برقم: ٥٤٤٥، ١٢١٩٤.
و ((مالك بن يخامر السكسكى))، تابعي. مترجم في التهذيب.
وهذا خبر صحيح الإسناد، مختصر رواه أحمد في مسنده رقم: ١٦٧١، من طريق الحكم ابن نافع: ((عن إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، يرده إلى مالك بن يخامر، عن ابن السعدي: أن النبي ﷺ قال: لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل. فقال معاوية، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمرو بن العاص: إن النبي ﷺ قال: إن الهجرة خصلتان: إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة... )) إلى آخر الخبر. وهو في حديث معاوية من المسند ٥: ٢٧٠ من غير هذه الطريق، بغير هذا اللفظ. وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٥: ٢٥٠، وانظر تخريج أخي السيد أحمد في المسند: ١٦٧١. وسيأتي أخي السيد أحمد في المسند: ١٦٧١.
١٤٢١٤- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة قال، جلس ثلاثة من المسلمين إلى مروان بن الحكم بالمدينة، فسمعوه وهو يحدث عن الآيات: أن أولها خروجا الدجالُ، فانصرف القوم إلى عبد الله بن عمرو، فحدثوه بذلك، فقال: لم يقل مروان شيئًا! قد حفظت من رسول الله ﷺ في ذلك شيئًا لم أنسَه، لقد سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن أوّل الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها، أو خروج الدابة على الناس ضُحًى، أيَّتهما ما كانت قبل صاحبتها، (١) فالأخرى على أثرها قريبًا. ثم قال عبد الله بن عمرو، وكان يقرأ الكتب: أظن أولهما خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع، فيؤذن لها في الرجوع، حتى إذا بدا لله أن تطلع من مغربها، فعلت
كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع، فلم يردَّ عليها شيئًا، (١) فتفعل ذلك ثلاث مرات، لا يردّ عليها بشيء. حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب، وعرفت أن لو أذن لها لم تدرك المشرق، قالت:"ما أبعدَ المشرق! ربِّ، منْ لي بالناس"! حتى إذا صار الأفق كأنه طَوْق، استأذنت في الرجوع، فقيل لها:"أطلعي من مكانك"، فتطلع من مغربها. ثم قرأ: "يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها"، إلى آخر الآية. (٢)
١٤٢١٥- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو ربيعة فهد قال، حدثنا حماد، عن يحيى بن سعيد أبي حيان، عن الشعبي، أن ثلاثة نفر دخلوا على مروان بن الحكم، فذكر نحوه، عن عبد الله بن عمرو. (٣)
(٢) الأثر: ١٤٢١٤ - حديث عبد الله بن عمرو، رواه مطولا من طريقين، هذا والذي يليه، ورواهمختصرًا برقم ١٤٢٢٦ - ١٤٢٤٣.
((أبو حيان التمي)) هو ((يحيى بن سعيد بن حيان التيمي))، ثقة، مضى مرارًا آخرها رقم: ١٠٨٨٣.
و ((أبو زرعة بن عمرو بن جرير))، ثقة، مضى قريبًا رقم: ١٤٢٠٣.
وهذا الخبر رواه أحمد في المسند رقم: ٦٨٨١، من هذه الطريق نفسها، وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٨: ٨، ٩، وقال: ((في الصحيح طرف من أوله، رواه أحمد، والبزار، والطبراني، في الكبير، ورجاله رجال الصحيح)).
ورواه الحاكم في المستدرك ٤: ٥٤٧، ٥٤٨، بنحوه، من طريق جعفر بن عون العمري، عن أبي حيان التيمى، وقال: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي غير مصرح بالموافقة.
ورةى الحاكم أيضًا في المستدرك ٤: ٥٠٠، ٥٠١، حديث عن عبد الله بن عمرو هذا بزيادة واختلاف، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن إسحاق بن وهب، عن جابر الخيواني، قال: ((كنت عند عبد الله بن عمرو، فقدم عليه قهرمان من الشام، وقد بقيت ليلتان من رمضان... )) وساق الخبر، ثم قال: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي.
وذكره ابن كثير في تفسيره ٣: ٤٣٦، والسيوطي في الدر المنثور ٣: ٥٧، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، ومسلم، وأبي داود، وابن ماجه، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي. والذي رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، هو المختصر، لا هذا المطول.
(٣) الأثر: ١٤٢١٥ - هذه طريق أخرى للخبر السالف، وهو ضعيف إسناده. ((أبو ربيعة))، لقبه ((فهد))، واسمه ((زيد بن عوف القطعي))، متروك، قال البخاري: ((سكتوا عنه))، واتهمه أبو زرعة بسرقة حديثين، كما هو مفصل في ابن أبي حاتم. مترجم في الكبير ٢ / ١ / ٣٦٩، وابن أبي حاتم ١ / ٢ / ٥٧٠، وميزان الاعتدال ١: ٣٦٤، ولسان الميزان ٢: ٥٠٩.
١٤٢١٦- حدثنا الحسن بن يحيى قالأخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر قال، سمعت عاصم بن أبي النجود، يحدث عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بالمغرب بابًا مفتوحًا للتوبة مسيرة سبعين عامًا، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه. (١)
١٤٢١٧- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد، عن حجاج، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال قال: إذا طلعت الشمس من مغربها، فيومئذ لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل. (٢)
١٤٢١٨- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو ربيعة فهد قال، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش قال: غَدَوْتُ إلى صفوان بن عسال فقال: إن رسول الله ﷺ قال: إن باب التوبة مفتوح من قبل المغرب، عرضه مسيرة سبعين عامًا، فلا يزال مفتوحًا حتى تطلع من قبله الشمس. ثم قرأ: "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك"، إلى: "خيرًا". (٣)
١٤٢١٩- حدثني الربيع بن سليمان قال، حدثنا شعيب بن الليث قال،
(٢) الأثر: ١٤٢١٦، ١٤٢١٧ - طريقان من طرق حديث صفوان، السالف تخريجه رقم: ١٤٢٠٦ - ١٤٢٠٨. ورواه أحمد في المسند ٤: ٢٤٠، ٢٤١، في حديث طويل.
(٣) الأثر: ١٤٢١٨ - طريق من طرق حديث صفوان السالف تخريجه رقم: ١٤٢٠٦ - ١٤٢٠٨، ولكن هذا الإسناد ضعيف، لضعف ((أبي ربيعة، فهد))، وقد مضى في رقم: ١٤٢١٥.
حدثنا الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز: أنه قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من المغرب. قال: فإذا طلعت الشمس من المغرب آمن الناس كلهم، وذلك حين"لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا". (١)
١٤٢٢٠- حدثنا الحسن بن يحيى قالأخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها قُبِل منه. (٢)
١٤٢٢١- حدثني المثنى قال، حدثنا فهد قال، حدثنا حماد، عن يونس بن عبيد، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبي ذر: أن رسول الله ﷺ قال: إن الشمس إذا غربت أتت تحت العرش فسجدت، فيقال لها:"أطلعي من حيث غربت"، ثم قرأ هذه الآية: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة)، إلى آخر الآية (٣).
هذه هي الطريق الخامسة لحديث أبي هريرة المذكورة في رقم: ١٤٢٠٣.
((شعيب بن الليث بن سعد المصري))، ثقة معروف، مضى برقم: ٣٠٣٤، ٥٣١٤. و ((الليث بن سعد المصري))، الإمام المشهور، مضى مرارًا.
و ((جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة الكندي)) المصري، ثقة، مضى برقم ٥٠٠٥، ٦٨٩٧.
و ((عبد الرحمن بن هرمز)) الأعرج، مضى مرارًا. وهذا الخبر رواه البخاري (الفتح ١١: ٣٠٣ /١٣: ٧٢)، من طريق أبي اليمان، عن شعيب، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
(٢) الأثر: ١٤٢٢٠ - هذه هي الطريق الرابعة لخبر أبي هريرة، المذكور في رقم: ١٤٢٠٣. رواه أحمد في المسند برقم ٧٦٩٧، ورواه مسلم في صحيحه من هذه الطريق، وخرجه أخي السيد أحمد هناك.
(٣) الأثر: ١٤٢٢١ - هذه إحدى الطرق الخمس، لحديث أبي ذر التي ذكرتها في تخريج الخبر رقم: ١٤٢٠٤. وفي إسناد هذا الخبر انقطاع، فإن إبراهيم التيمي لم يرو عن أبي ذر. قال أحمد: "لم يلق أبا ذر "، ولعل هذا المنقطع هو سبب قول مسلم في رواية هذا الحديث ٢: ١٩٥: "يونس، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، سمعه فيما أعلم، عن أبيه عن أبي ذر". فهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. وهو أيضا إسناد ضعيف؛ لضعف "فهد" وهو "أبو ربيعة"، "زيد بن عوف" مضت ترجمته في رقم ١٤٢١٥، ١٤٢١٨، وكان في المخطوطة: "يوسف بن عبيد " والصواب ما في المطبوعة.
١٤٢٢٢- حدثني المثنى قال، حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الحكم، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: كنت رِدْفَ النبي ﷺ ذات يوم على حمارٍ، فنظر إلى الشمس حين غربت فقال: إنها تغرب في عين حامية، (١) تنطلق حتى تخرّ لربها ساجدة تحت العرش، حتى يأذن لها، فإذا أراد أن يطلعها من مغربها حبسها، فتقول: يا ربِّ، إن مسيري بعيد! فيقول لها: اطلعي من حيث غربت! فذلك حين"لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل". (٢)
١٤٢٢٣- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبدة، عن موسى بن المسيب، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: نظر النبي ﷺ يومًا إلى الشمس فقال: يوشك أن تجيء حتى تقف بين يدي الله، فيقول:"ارجعي من حيث جئت"! فعند ذلك:"لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا". (٣)
(٢) الأثر: ١٤٢٢٢ - هذه إحدى الطرق الخمس المذكورة في رقم: ١٤٢٠٤. ((سفيان بن حسين الواسطي))، ثقة، تكلموا في حديثه عن الزهري. مضى مرارًا، آخرها رقم: ١١٢٨٥.
و ((الحكم))، هو ((الحكم بن عتيبة الكندي))، ثقة، مضى مرارًا، آخرها رقم: ١١٠٨٥.
(٣) الأثر: ١٤٢٢٣ - هذه آخر طرق حديث أبي ذر المذكورة في رقم: ١٤٢٠٤. ((عبدة))، هو ((عبدة بن سليمان الكلابي))، ثقة من شيوخ أحمد. مضى مرارًا، آخرها: ٨٣١٥.
و ((موسى بن المسيب الثقفي)) ويقال: ((موسى بن السائب))، لم يذكر البخاري فيه جرحًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أحمد: ((ما أعلم إلا خيرًا))، وضعفه الأزدي. مترجم في التهذيب، والكبير ٤ / ١ / ٢٩٤، وابن أبي حاتم ٤ / ١ / ١٦١.
١٤٢٢٤- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا)، فهو أنه لا ينفع مشركًا إيمانه عند الآيات، وينفع أهل الإيمان عند الآيات إن كانوا اكتسبوا خيرًا قبل ذلك. قال ابن عباس: خرج رسول الله ﷺ عشيةً من العشيّات فقال لهم: يا عباد الله، توبوا إلى الله، فإنكم توشكون أن تروا الشمس من قِبَل المغرب، فإذا فعلت ذلك، حُبِست التوبة، وطُوِي العمل، وخُتم الإيمان. (١) فقال الناس: هل لذلك من آية يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن آية تلكم الليلة، أن تطول كقدر ثلاث ليال، فيستيقظ الذين يخشون رَبهم، فيصلُّون له، ثم يقضون صلاتهم والليل مكانه لم ينقض، ثم يأتون مضاجعهم فينامون. حتى إذا استيقظوا والليل مكانه، فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكون بين يدي أمرٍ عظيم. (٢) فإذا أصبحوا وطال عليهم طلوع الشمس، فبينا هم ينتظرونها إذ طلعت عليهم من قبل المغرب، فإذا فعلت ذلك لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل. (٣)
١٤٢٢٥- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، أنه سمعه يقول: قال
(٢) في المطبوعة، والدر المنثور: ((خافوا أن يكون ذلك بين يدي أمر عظيم))، وما في المخطوطة مستقيم.
(٣) الأثر: ١٤٢٢٤ - ((محمد بن سعد العوفي))، وسلسة إسناده، شرحها أخي السيد أحمد في التعليق على الأثر رقم: ٣٠٥، وكل رواته ضعفاء.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا كلهم أجمعون، فيومئذ"لا ينفع نفسًا إيمانها"، الآية. (١)
١٤٢٢٦- وبه قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، أخبرني ابن أبي عتيق، أنه سمع عبيد بن عمير يتلو: (يوم يأتي بعض آياته ربك لا ينفع نفسًا إيمانها)، قال، يقول: [كنّا] نُحدَّث، والله أعلم، أنها الشمس تطلع من مغربها = قال ابن جريج، وأخبرني عمرو بن دينار: أنه سمع عبيد بن عمير يقول ذلك = قال ابن جريج، وأخبرني عبد الله بن أبي مليكة: أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: إن الآية التي لا ينفع نفسًا إيمانها، إذا طلعت الشمس من مغربها. = قال ابن جريج: وقال مجاهد ذلك أيضًا. (٢)
١٤٢٢٧- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن مسعود: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها)، قال: طلوع الشمس من مغربها. (٣)
((صالح مولى التوأمة)) هو ((صالح بن نبهان)). مضى برقم: ١٠٢٠، ٣٩٥٩، ثقة، ولكنهم تكلموا فيه من قبل خرف أصابه فاختلط، فقال أحمد: ((من سمع منه قديمًا فذاك))، وابن جريج أحد القدماء الذين رووا عنه، فحديثه هذا لا بأس به. ولم أجد الخبر في مكان آخر.
(٢) الأثر: ١٤٢٢٦ - هذه طريق أخرى لخبر عبد الله بن عمرو بن العاص، مختصر الخبر السالف رقم: ١٤٢١٢، وهو من طريق ابن جريج، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن عمرو، وهو إسناد صحيح.
(٣) الأثر: ١٤٢٢٧، ١٤٢٢٨ - خبر عبد الله بن مسعود، رواه الطبري آنفًا من طريق رقم: ١٤١٩٩، ثم رواه هنا من طرق، من رقم ١٤٢٢٧ - ١٤٢٣٤، ١٤٢٣٩، وهذا بيان طرقه.
الأولى: من طريق أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، برقم: ١٤١٩٩، ثم ١٤٢٣٠، ١٤٢٣٢، ١٤٢٣٣.
الثانية: من طريق قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن مسعود، برقم: ١٤٢٢٧، ١٤٢٢٨، ١٤٢٣١.
الثالثة: من طريق ابن سيرين، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، برقم: ١٤٢٢٩.
الرابعة: من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبي الشعثاء، عن أبي مسعود، برقم: ١٤٢٣٤، ١٤٢٣٩.
وهذا الخبر من الطريق الثانية.
((زرارة أوفى الحرشي)) القاضي، ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة. ولكنه لم يسمع من ابن مسعود، كما قال أبو داود الطيالسي، فهذا إسناد ضعيف لانقطاعه.
وانظر تخريج الأثر السالف رقم: ١٤١٩٩.
١٤٢٢٨- حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة قال، سمعت قتادة يحدث عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية: (يوم يأتي بعض آيات ربك)، قال: طلوع الشمس من مغربها.
١٤٢٢٩- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا ابن أبي عدي وعبد الوهاب، عن عوف، عن ابن سيرين قال، حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال: كان عبد الله بن مسعود يقول: ما ذكر من الآيات فقد مضَين غير أربع: طلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، والدجال، وخروج يأجوج ومأجوج، والآية التي تختم بها الأعمال: طلوع الشمس من مغربها. ألم تر أن الله قال: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا)، قال: فهي طلوع الشمس من مغربها. (١)
و ((عبد الوهاب)) هو ((عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي))، ثقة، مضى مرارًا، آخرها: ١٠٧٢٩.
و ((عوف)) هو ((عوف بن أبي جميلة العبدي))، ((عوف الأعرابي))، مضى مرارًا، آخرها رقم: ٥٤٧٣ - ٥٤٧٧. وكان في المطبوعة والمخطوطة: ((عبد الوهاب بن عوف، عن ابن سيرين))، وهو لا يصح، خطأ محض، وسيتبين ذلك فيما بعد.
((ابن سيرين)) هو ((أنس بن سيرين الأنصاري))، كما يتبين من إسناد الحاكم في المستدرك، ولكن ابن كثير في تفسيره صرح بأنه ((عن محمد بن سيرين))، وكلاهما روى عنه عوف الأعرابي، والأرجح أن هذا الحديث من حديث ((محمد بن سيرين)).
و ((أنس بن سيرين الأنصاري))، كان ثقة قليل الحديث، وهو أخو ((محمد بن سيرين))، وأنس دون أخيه محمد، روى له الجماعة. مترجم في التهذيب، والكبير ٢ / ٢ / ٣٣، وابن أبي حاتم ١ / ١ / ٢٨٧
و ((أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود))، مضى مرارًا، آخرها رقم: ١٠٣٥٥، وقد سلف مرارًا أنه لم يدرك أن يروي عن أبيه بن مسعود.
فهذا إسناد منقطع.
وهذا الخبر رواه الحاكم في المستدرك ٤: ٥٤٥، من طريق سفيان، عن عوف، عن أنس ابن سيرين، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن عبد الله بن مسعود. قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)) وقال الذهبي: ((صحيح)). ولكن علته انقطاعه كما ثبت.
وذكره ابن كثير في تفسيره ٣: ٤٣٧، وخرجه السيوطي في الدر المنثور ٣: ٥٩، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد. وابن مردويه.
١٤٢٣٠- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال عبد الله: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها)، قال: طلوع الشمس من مغربها مع القمر، كأنهما بعيران مقرونان. (١)
١٤٢٣١-.... قال شعبة: وحدثنا قتادة، عن زرارة، عن عبد الله بن مسعود: (يوم يأتي بعض آيات ربك)، قال: طلوع الشمس من مغربها. (٢)
١٤٢٣٢- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود: (يوم يأتي بعض آيات ربك)، قال: طلوع الشمس من مغربها مع القمر، كالبعيرين المقترنين. (٣)
١٤٢٣٣- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق عن عبد الله: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها)، قال: طلوع الشمس من مغربها مع القمر، كالبعيرين القرينين. (٤)
(٢) الأثر: ١٤٢٣١ - هذه رواية الطريق الثانية لحديث ابن مسعود، وسلف تخريجه وبيان انقطاع إسناده فيها سلف رقم ١٤٢٢٧.
(٣) الأثر: ١٤٢٣٢، ١٤٢٣٣ - هاتان روايتان من الطريق الأولى لحديث ابن مسعود كما بينته في رقم ١٤٢٢٧، وهو صحيح الإسناد كما سلف في رقم: ١٤١٩٩.
(٤) ١٤٢٣٢، ١٤٢٣٣ - هاتان روايتان من الطريق الأولى لحديث ابن مسعود كما بينته في رقم ١٤٢٢٧، وهو صحيح الإسناد كما سلف في رقم: ١٤١٩٩.
١٤٢٣٤-... وقال، حدثنا أبي، عن إسرائيل وأبيه، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن عبد الله قال: التوبة مبسوطةٌ ما لم تطلع الشمس من مغربها. (١)
١٤٢٣٥- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أن ابن أمِّ عبد كان يقول: لا يزال باب التوبة مفتوحًا حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رأى الناس ذلك آمنوا، وذلك حين"لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا". (٢)
١٤٢٣٦- حدثنا بشر قال، حدثنا عبد الله بن جعفر قال، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها. فإذا طلعت آمن الناس كلهم، فيومئذ"لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا". (٣)
١٤٢٣٧- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير: (يوم يأتي بعض آيات ربك)، قال: طلوع الشمس من مغربها.
((أشعث بن أبي الشعثاء))، هو ((أشعث بن أسود المحاربي))، ثقة مضى برقم: ١٠٣٣١، ١٠٣٣٣.
وأبوه: ((سليم بن أسود حنظلة المحاربي))، ((أبو الشعثاء))، ثقة، روى له الجماعة، مترجم في التهذيب
وهذا إسناد صحيح، لم أجده في شيء مما بين يدي من الكتب.
(٢) الأثر: ١٤٢٣٥ - ((ابن أم عبد)) هو ((عبد الله بن مسعود)).
وهذا خبر لم يذكر قتادة إسناده إلى ابن مسعود، وقد مر خبر قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن مسعود، بغير هذا للفظ برقم: ١٤٢٢٧، ١٤٢٢٨، ١٤٢٣١ مختصرًا.
(٣) الأثر: ١٤٢٣٦ - هذه رواية خبر أبي هريرة، من الطريق الثانية التي ذكرتها في تخريج الأثر رقم ١٤٢٠٣. وقد سلف تخريج هذه الطريق في التعليق على الأثر رقم: ١٤٢١٠.
١٤٢٣٨-... وقال، حدثنا أبي، عن الحسن بن عقبة، أبي كيران، عن الضحاك: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها)، قال: طلوع الشمس من مغربها. (١)
١٤٢٣٩- حدثنا الحسن بن يحيى قالأخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا إسرائيل قال، أخبرني أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن ابن مسعود في قوله: (لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)، قال: لا تزال التوبة مبسوطة ما لم تطلع الشمس من مغربها. (٢)
١٤٢٤٠- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: (يوم يأتي بعض آيات ربك)، قال: طلوع الشمس من مغربها.
١٤٢٤١- حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني أبو صخر، عن القرظي: أنه كان يقول في هذه الآية: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل)، يقول: إذا جاءت الآيات لم ينفع نفسًا إيمانها. يقول: طلوع الشمس من مغربها. (٣)
١٤٢٤٢- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال: (يوم يأتي بعض آيات ربك)، قال: طلوع الشمس من مغربها. (٤)
(٢) الأثر: ١٤٢٣٨ - هذه رواية الطريق الرابعة لحديث ابن مسعود، كما فصلتها في رقم: ١٤٢٢٧. وسلف شرح هذا الإسناد برقم: ١٤٢٣٤.
(٣) ١٤٢٤١ - ((أبو صخر))، هو ((حميد بن زياد الخراط))، ونزل مصر. مضى برقم: ٤٣٢٥، ٥٣٨٦، ٨٣٩١.
و ((القرظي))، هو ((محمد بن كعب القرظي))، مضى مرارًا، ومنها في مثل هذا الإسناد رقم: ٨٣٩١.
(٤) الأثر: ١٤٢٤٢ - هذه رواية حديث صفوان بن عسال، من الطريق الأولى، كما فسرتها في التعليق على رقم: ١٤٢٠٦، وسلف الكلام فيه هناك.
١٤٢٤٣- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، عن عبد الله بن عمرو: (يوم يأتي بعض آيات ربك)، قال: طلوع الشمس من مغربها. (١)
* * *
وقال آخرون: بل ذلك بعض الآيات الثلاثة: الدابة، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها.
* ذكر من قال ذلك:
١٤٢٤٤- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جعفر بن عون، عن المسعودي، عن القاسم قال، قال عبد الله: التوبة معروضة على ابن آدم إن قبلها، ما لم تخرج إحدى ثلاث: ما لم تطلع الشمس من مغربها، أو الدابة، أو فتح يأجوج ومأجوج. (٢)
١٤٢٤٥- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية قال، حدثنا المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن قال، قال عبد الله: التوبة معروضة على ابن آدم إن قبلها، ما لم تخرج إحدى ثلاث: الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج يأجوج ومأجوج.
و ((وهب بن جابر الخيواني الهمداني))، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، لقيه ببيت المقدس. روى عنه ((أبو إسحاق الهمداني)) وحده. تابعي ثقة. روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص قصة يأجوج ومأجوج، و ((كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت))، ولم يرو غير ذين. مترجم في التهذيب، والكبير ٤ / ٢ / ١٦٣، ١٦٤، وابن أبي حاتم ٤ / ٢ / ٢٣.
وهذا الخبران المذكوران في ترجمته، رواهما أبو داود الطيالسي في مسنده ص ٣٠١ رقم: ٢٢٨١، ٢٢٨٢.
(٢) الأثران: ١٤٢٤٤، ١٤٢٤٥ - ((جعفر بن عون جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي))، ((أبو عون)) ثقة، مضى برقم: ٩٥٠٦.
و ((المسعودي)) هو: ((عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود))، مضى مرارًا برقم: ٢١٥٦، ٢٩٣٧، ٥٥٦٣.
و ((القاسم))، هو ((القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود))، روى عن أبيه وجده عبد الله بن مسعود، مرسلا. ثقة قليل الحديث. مضى برقم: ٩٥١٩.
وذكر أخي السيد أحمد في التعليق على الأثر: ٩٥١٥، أن ((المسعودي، عن القاسم)) هو ((معن بن عبد الرحمن))، وأن القاسم فيما استظهر، هو أخوه: ((القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود))، والصواب أن ((المسعودي)) الراوي عن ((القاسم بن عبد الرحمن))، هو ((عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة)). كما أسلفت. وإسناد هذا الخبر، ضعيف لانقطاعه.
وخرجه السيوطي في الدر المنثور ٣: ٥٩، ونسبة إلى عبد بن حميد، والطبراني.
١٤٢٤٦- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن منصور، عن عامر، عن عائشة قالت: إذا خرج أول الآيات، طُرِحت الأقلام، وحُبِست الحفظة، وشهدت الأجساد على الأعمال. (١)
١٤٢٤٧- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث إذا خرجت"لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا": طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض. (٢)
١٤٢٤٨- حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا معاوية بن عبد الكريم قال: حدثنا الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بادروا بالأعمال ستًّا: طلوعَ الشمس من مغربها، والدجال، والدخَان، ودابة الأرض، وخُوَيِّصة أحدكم، وأمرَ العامة.
وهذا الخبر رواه ابن كثير في تفسيره ٣: ٤٣٧، وإسناده صحيح. ولم أجده في شيء من الكتب التي بين يدي.
(٢) الأثر: ١٤٢٤٧ - هذه هي الطريق السابعة من طرق خبر أبي هريرة التي ذكرتها في التعليق على الأثر: ١٤٢٠٣.
((محمد بن فضيل بن غزوان الضبي)). روى له الجماعة، مضى مرارًا، آخرها رقم: ٨٣٩٥.
وأبوه: ((فضيل بن غزوان الضبي)) ثقة، روى له الجماعة. و ((أبو حازم)) هو الأشجعي، واسمه ((سلمان)). ثقة، روى له الجماعة.
وهذا إسناد صحيح. رواه مسلم في صحيحه ٢: ١٩٥، والترمذي في التفسير، وخرجه ابن كثير في تفسيره ٣: ٤٣٤، وقال: ((رواه أحمد عن وكيع، عن فضيل بن غزوان))، وذكر سائر طرقه. وخرجه السيوطي، في الدر المنثور ٣: ٥٧، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن مردوبه، والبيهقي.
١٤٢٤٩- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قال: ذكر أن نبي الله ﷺ كان يقول، فذكر نحوه. (١)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في ذلك، ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله ﷺ أنه قال:"ذلك حين تطلع الشمس من مغربها".
* * *
وأما قوله: (أو كسبت في إيمانها خيرًا)، فإنه يعني: أو عملت في تصديقها بالله خيرًا، (٢) من عمل صالح يصدِّق قِيلَه ويُحققه، من قبل طلوع الشمس من مغربها. لا ينفع كافرًا لم يكن آمن بالله قبل طلوعها كذلك، (٣) إيمانه بالله إن آمن وصدق بالله ورسله، لأنها حالة لا تمتنع نفسٌ من الإقرار بالله، لعظيم الهول الوارد عليهم من أمر الله، فحكم إيمانهم، كحكم إيمانهم عند قيام الساعة، وتلك حال لا يمتنع الخلق من الإقرار بوحدانية الله، لمعاينتهم من أهوال ذلك اليوم ما ترتفع معه حاجتهم إلى الفكر والاستدلال والبحث والاعتبار، ولا ينفع مَنْ كان بالله وبرسله مصدِّقًا، ولفرائض الله مضيعًا، غير مكتسب بجوارحه لله طاعة، إذا
وأما الإسناد الثاني ففيه ((بشر)) = يعني ((بشر بن معاذ)) = عن ((يزيد))، يعني ((يزيد بن زريع)) عن ((سعيد)) = يعني ((سعيد بن أبي عروبة)).
ولكن روى هذا الأثر بهذا اللفظ مسلم في صحيحه ١٧: ٨٧ مرفوعًا، من طريق أمية بن بسطام العيشي، عن يزيد بن زريع، عن شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة.
(٢) انظر تفسير ((كسب)) فيما سلف ص: ١٢٠، تعليق: ١، والمراجع هناك.
(٣) في المطبوعة: ((لا ينفع كافرًا)) بغير واو، والسياق يقتضي إثباتها.
هي طلعت من مغربها = أعمالُه إن عمل، وكسبُه إن اكتسب، لتفريطه الذي سلف قبل طلوعها في ذلك، كما:-
١٤٢٥٠- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا)، يقول: كسبت في تصديقها خيرًا، عملا صالحًا، فهؤلاء أهل القبلة. وإن كانت مصدقة ولم تعمل قبل ذلك خيرًا، فعملت بعد أن رأت الآية، لم يقبل منها. وإن عملت قبل الآية خيرًا، ثم عملت بعد الآية خيرًا، قُبل منها.
١٤٢٥١- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسًا إيمانها)، قال: مَنْ أدركه بعضُ الآيات وهو على عمل صالح مع إيمانه، قَبِلَ الله منه العمل بعدَ نزول الآية، كما قَبِلَ منه قبل ذلك.
* * *
القول في تأويل قوله: ﴿قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٥٨) ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان والأصنام: انتظروا أن تأتيكم الملائكة بالموت فتقبض أرواحكم، أو أن يأتي ربكم لفصل القضاء بيننا وبينكم في موقف القيامة، أو أن يأتيكم طلوع الشمس من مغربها، فتطوى صحف الأعمال، ولا ينفعكم إيمانكم حينئذ إن آمنتم، حتى تعلموا حينئذ المحقَّ منا من المبطل، والمسيءَ من المحسن، والصادقَ من الكاذب، وتتبينوا عند ذلك بمن يحيق عذاب الله وأليم نكاله، ومَنْ الناجي منا ومنكم ومَنْ الهالك - إنا منتظرو ذلك، ليجزل الله لنا ثوابه على طاعتنا إياه، وإخلاصنا العبادة له، وإفرادناه بالربوبية دون ما سواه، ويفصل بيننا وبينكم بالحق، وهو خير الفاصلين.