آيات من القرآن الكريم

وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ

عامل (١) عملًا طاعة كان أو معصية (٢) على تقدير: ولكل عامل بطاعة الله أو معصيته (٣) منازل في عمله). ومثلت الأعمال (٤) بالدرجات ليتبين أنه وإن عمّ أحد قسميها صفة الحسن، وعمّ الآخر صفة القبح، فليست في المراتب سواء، وأنه بحسب ذلك يقع الجزاء، فالأعظم من العقاب للأعظم من السيئات، والأعظم من الثواب للأعظم من الحسنات، وجملة معنى الآية: أن بعضهم أوفر وأجزل ثوابًا من بعض على قدر أعمالهم، وبعضهم أشدّ عذابًا من بعض (٥) على قدر أعمالهم في الدنيا (٦).
وقوله تعالى: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ أي: لا يفوته شيء منها ولا من مراتبها حتى يجازي عليه بما يستحق من الجزاء (٧).
١٣٣ - قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ﴾. قال ابن عباس: (يريد: عن عبادة من تولى غيره) (٨)، وقال مقاتل: (عن عبادة خلقه) (٩)، ومعنى الغنى عن الشيء: أنه الذي يستوي عنده عدم ذلك الشيء ووجوده (١٠).

(١) وهذا القول هو الظاهر، وهو اختيار الطبري في "تفسيره" ٨/ ٣٨، والسمرقندي ١/ ٥١٤، والرازي ١٣/ ١٩٨.
(٢) في (أ): (أو معية)، وهو تحريف.
(٣) في (أ): (أو معيته)، وهو تحريف.
(٤) لفظ: (الأعمال) مكرر في (أ).
(٥) في (أ): (بعضهم).
(٦) انظر: "تفسير الماوردي" ٢/ ١٧٢.
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٣٨، والسمرقندي ١/ ٥١٤.
(٨) لم أقف عليه.
(٩) "تفسيرمقاتل" ١/ ٥٩٠.
(١٠) انظر: "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج ص ٦٣، و"اشتقاق أسماء الله" للزجاجي ص ١١٧، و"تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٠٤، و"الأسماء والصفات" للبيهقي ١/ ٢٤.

صفحة رقم 448
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية