آيات من القرآن الكريم

اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ

فاليوم لا يؤخذ منكم فداء، ولا ينفعكم مال ولا بنون، ولا يؤخذ من الذين كفروا كذلك، مأواكم أيها المنافقون النار، هي مولاكم وأولى بكم «١»، وبئس المصير.
وعظ وإرشاد [سورة الحديد (٥٧) : الآيات ١٦ الى ١٩]
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٧) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١٩)
المفردات:
يَأْنِ المراد: ألم يأت وقته، مأخوذ من أن يأنى، وفي قراءة: يئن مأخوذ من آن يئين يقال: آن لك أن تفعل كذا، أى: حان وقرب وقت الفعل. تَخْشَعَ:
تذل وتلين، والمراد تمتثل جميع أحكام القرآن. الْأَمَدُ: الزمن. فَقَسَتْ:

(١) - مولاكم هل هي مصدر؟ أى: ولايتكم بمعنى ذات ولايتكم، أو هي ظرف مكاني بمعنى أنه مكانكم الذي يقال فيه «إنه أولى بكم».

صفحة رقم 616

صارت قاسية لا تلين. الشُّهَداءُ: جمع شهيد، والمراد به من قتل في سبيل الله، والملائكة تشهد له بالجنة.
المعنى:
أما آن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم، أى: تلين عند الذكر وسماع القرآن فتفهمه وتنقاد له وتطيعه! أما آن لطائفة من المؤمنين- وهم الذين فترت قلوبهم نوعا ما عن الخشوع- أن تخشع قلوبهم، وتقبل على امتثال أمر الله بأرواح مطمئنة، ونفوس راضية مرضية، لأجل تذكيرهم بالله، ولأجل استماعهم لوعظ القرآن!! روى عن ابن عباس أنه قال: إن الله تعالى استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن فقال سبحانه: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا... الآية.
وَلا يَكُونُوا «١» كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ نهى الله المؤمنين أن يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبلهم كاليهود والنصارى، فطال عليهم الزمن. وجرفتهم حوادث الأيام فطغت عليهم حتى قست قلوبهم وصارت كالحجارة أو أشد قسوة، وبعدوا بذلك عن الدين الحق فكتبوا كتبا نسبوها لله، والواقع أنها لهم، هذه الكتب فيها شيء من الحق، وكثير من الباطل، فكان منهم لهذا قليل من المؤمنين لم يغيروا ولم يحرفوا، وكثير منهم فاسقون.
فيا أيها المسلمون: لا تكونوا كهؤلاء، وقد كان المسلمون كذلك- حافظوا على القرآن، ولم يغيروا فيه، ولم يبدلوا، ولقد صدق الله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ، والحمد لله كان للأزهر نصيب كبير في المحافظة على عقائد المسلمين ألا ترى إلى عقائد كثير من المسلمين في إيران والعراق وغيرهما، وإن كان الأزهر الآن، يجحد فضله الكثير من المصريين، ولا يعرف فضله حقيقة إلا في غير مصر.
أيها المسلمون: لقد عاتب الله المؤمنين في العصر الأول بهذه الآية، ونحن نعرف للرعيل الأول كله على العموم فضله وسبقه وحسن إيمانه، وكمال إسلامه فما بالنا نحن

(١) - لا الناهية والواو عاطفة للفعل المنفي بلا على تخشع، ولذا نصب، ويصح أن تكون لا ناهية والفعل مجزوم بها وصحح هذا قراءة: ولا تكونوا بالتاء.

صفحة رقم 617
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية