آيات من القرآن الكريم

تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ﭞﭟﭠﭡ

«٢١١٩» أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَخْسِيُّ أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقُ الْهَاشِمِيُّ أَنَا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنَّ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حُزْمٍ (أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ).
وَالْمُرَادُ بِالْقُرْآنِ الْمُصْحَفُ، سَمَّاهُ قُرْآنًا عَلَى قرب الجواز وَالِاتِّسَاعِ.
«٢١٢٠» كَمَا رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ».
وَأَرَادَ بِهِ الْمُصْحَفَ.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٨٠ الى ٨٤]
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤)

٢١١٩- حسن صحيح بطرقه وشواهده.
- رجاله ثقات مشاهير، إلا أنه مرسل، لكن له شواهد.
- وهو في «شرح السنة» ٢٧٥ بهذا الإسناد.
- وهو في «الموطأ» ١/ ١٩٩ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر مرسلا.
- قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث، وقد روى مسندا من وجه صالح، وهو كتاب مشهور عند أهل السّير معروف عند أهل العلم معرفة يستغنى بها في شهرتها عن الإسناد.
- وأخرجه عبد الرزاق في «التفسير» ٣١٥٠ من طريق عبيد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم عن أبيهما أن النبي كتب كتابا فيه:... فذكره، وهذا مرسل أيضا.
- وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٤/ ٢٤٠ من طريق عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عن أبيه:...
فذكره.
- وله شاهد من حديث ابن عمر.
- أخرجه الدارقطني ١/ ١٢١ والطبراني في «الصغير» ١١٦٢ والبيهقي ١/ ٨٨ وإسناده ضعيف، فيه سليمان بن موسى الأشدق، وثقه قوم وضعفه آخرون، وفيه عنعنة ابن جريج، وهو مدلس.
- وقال الهيثمي: ورجاله موثقون «المجمع» ١/ ٢٧٦.
- وله شاهد من حديث حكيم بن حزام:
- أخرجه الطبراني في «الكبير» ٨٧٢٤ و «الأوسط» ٣٣٢٥ والحاكم ٣/ ٤٨٥.
- وصححه ووافقه الذهبي! مع أن في إسناده مطر الوراق، وهو ضعيف، وكذا الراوي عنه سويد أبو حاتم، ضعفه النسائي، وابن معين في رواية، ووثقه في رواية، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي حديثه حديث أهل الصدق.
- وقال الحافظ ابن حجر في «تلخيص الحبير» ١/ ٤٨ بعد أن ذكر هذا الحديث: وفي إسناده سويد أبو حاتم، وهو ضعيف، وحسّن الحازمي إسناده.
- وله شاهد من حديث المغيرة بن شعبة:
- أخرجه الطبراني في «الكبير» ٩/ (٨٣٣٩).
قال الهيثمي في «المجمع» ١/ ٢٧٧: وفيه إسماعيل بن رافع، ضعفه يحيى بن معين والنسائي، وقال البخاري: ثقة مقارب الحديث.
- الخلاصة: هو حديث حسن صحيح بمجموع طرقه وشواهده.
٢١٢٠- صحيح. أخرجه البخاري ٢٩٩٠ ومسلم ١٨٦٩ وأبو داود ٢٦١٠ وابن ماجة ٢٨٧٩ و٢٨٨٠ وأحمد ٢/ ٧ و١٠ و٥٥ و٦٣ وعبد الرزاق ٩٤١٠ والطيالسي ١٨٥٥ وابن الجارود ١٠٦٤ وابن حبان ٤٧١٥ والبغوي في «شرح السنة» ١٢٣٣ والبيهقي ٩/ ١٠٨ من طرق عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.

صفحة رقم 20

تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠)، أَيِ الْقُرْآنُ مُنَّزَّلٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سُمِّيَ الْمُنَّزَّلُ تَنْزِيلًا عَلَى اتِّسَاعِ اللُّغَةِ كَمَا يُقَالُ لِلْمَقْدُورِ قَدْرٌ وَلِلْمَخْلُوقِ خَلْقٌ.
أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي الْقُرْآنَ أَنْتُمْ، يَا أَهْلَ مَكَّةَ، مُدْهِنُونَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مكذبون. قال مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: كَافِرُونَ نَظِيرُهُ: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩) [الْقَلَمِ: ٩]، وَالْمُدْهِنُّ وَالْمُدَاهِنُ الْكَذَّابُ وَالْمُنَافِقُ، وَهُوَ مِنَ الْإِدْهَانِ وَهُوَ الْجَرْيُ فِي الْبَاطِنِ عَلَى خِلَافِ الظَّاهِرِ، هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ قِيلَ لِلْمُكَذِّبِ مُدْهِنٌ وَإِنْ صَرَّحَ بِالتَّكْذِيبِ وَالْكُفْرِ.
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ، حَظَّكُمْ وَنَصِيبَكُمْ مِنَ الْقُرْآنِ، أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ، قَالَ الْحَسَنُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:
خَسِرَ عَبْدٌ لَا يَكُونُ حَظُّهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا التَّكْذِيبَ بِهِ. وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: مَعْنَاهُ وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تَكْذِبُونَ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: إِنَّ مِنْ لُغَةِ أَزِدِ شنؤة مَا رَزَقَ فُلَانٌ بِمَعْنَى مَا شَكَرَ وَهَذَا فِي الِاسْتِسْقَاءِ بِالْأَنْوَاءِ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: إِذَا مُطِرُوا مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَلَا يَرَوْنَ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى، فَقِيلَ لَهُمْ: أَتُجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَيْ شُكْرَكُمْ بِمَا رُزِقْتُمْ يَعْنِي شكر زرقكم التكذيب، فحذف المضاف وأقيم الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَهُ.
«٢١٢١» أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَخْسِيُّ أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ أَنَا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ عَبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي [١] أَثَرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ:
«هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بالكوكب، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي ومؤمن بالكوكب».
«٢١٢٢» وَرَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَادَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) إِلَى قَوْلِهِ: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢).
«٢١٢٣» أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ أنا

٢١٢١- تقدم في سورة الفرقان عند آية: ٥٠.
٢١٢٢- صحيح. أخرجه مسلم ٧٣ ح ١٢٧ والطبراني في «الكبير» ١٢/ ١٩٨ والواحدي في «أسباب النزول» ٧٨٢ من طريق النضر بن محمد عن عكرمة بن عمار عن أبي زميل قال حدثني ابن عباس قال: مطر الناس عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر. قالوا هذه رحمة وضعها الله تعالى، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا فنزلة هذه الآيات... ».
٢١٢٣- إسناده صحيح على شرط مسلم.
- أبو يونس هو سليم بن جبير، مولى أبي هريرة.
- وهو في «صحيح مسلم» بإثر ٧٢ عن محمد بن مسلمة المرادي بهذا الإسناد.
- وأخرجه مسلم ٧٢ والنسائي ٣/ ٦٤ وفي «عمل اليوم والليلة» ٩٢٣ وأحمد ٢/ ٣٦٢ والواحدي في «الوسيط» ٤/ ٢٤١ وفي «أسباب النزول» ٤/ ٢٤٠- ٢٤١ والبيهقي ٣/ ٣٥٨ من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أبي هريرة بنحوه.
- وأخرجه أحمد ٢/ ٣٦٨ من طريق يونس بالإسناد السابق.
(١) في المطبوع «على» والمثبت عن المخطوط.

صفحة رقم 21
معالم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي
تحقيق
عبد الرزاق المهدي
الناشر
دار إحياء التراث العربي -بيروت
سنة النشر
1420
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية