
﴿كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون فتول عنهم فما أنت بملوم وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون﴾ ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: فذكر بالقرآن، قاله قتادة. الثاني: فذكر بالعظة فإن الوعظ ينفع المؤمنين، قاله مجاهد. ويحتمل ثالثاً: وذكر بالثواب والعقاب فإن الرغبة والرهبة تنفع المؤمنين. ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِ وَالإِنسَ إلاَّ لَيَعْبُدُونِ﴾ فيه خمسة تأويلات: أحدها: إلا ليقروا بالعبودية طوعاً أو كرهاً، قاله ابن عباس. الثاني: إلا لآمرهم وأنهاهم، قاله مجاهد.
صفحة رقم 374
الثالث: إلا لأجبلهم على الشقاء والسعادة، قاله زيد بن أسلم. الرابع: إلا ليعرفوني، قاله الضحاك. الخامس: إلا للعبادة، وهو الظاهر، وبه قال الربيع بن انس. ﴿مَآ أُرِيدُ مِنْهُمْ مَّنْ رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: ما أريد أن يرزقوا عبادي ولا أن يطعموهم. الثاني: ما أنفسهم، قاله أبو الجوزاء. الثالث: ما أريد منهم معونة ولا فضلاً. ﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: عذاباً مثل عذاب أصحابهم، قاله عطاء. الثاني: يعني سبيلاً، قاله مجاهد. الثالث: يعني بالذنوب الدلو، قاله ابن عباس، قال الشاعر:
(لنا ذنوب ولكم ذنوب | فإن أبيتم فلنا القليب) |
(وفي كل يوم قد خبطت بنعمة | فحق لشاس من نداك ذنوب) |