
يعيينا ذلك، بل نحن قادِرون عليه.
ثم قال: ﴿بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾.
أي: بل هم في شك من إعادة الخلق بعد فنائهم فلذلك أنكروا البعث بعد الموت.
قال: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾ أي: ما تحدثه به نفسه لا تخفى عليه سرائره.
وقيل: هو مخصوص بآدم عليه السلام وما وحرمت به نفسه من أكل الشجرة التي نهي عنها، ثم هي عامة في جميع الخلق لا يخفى عليه شيء من وسواس أنفسهم إليهم.
ثم قال: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد﴾ / أي: ونحن أقرب إلى الإنسان من قتل العاتق.

وقيل معناه: ونحن أملك به وأقرب إليه.
وقيل معناه: ونحن أقرب إليه في العلم بما توسوس به نفسه من حبل الوريد.
وهنا من الله جلّ ذكره زجر للإنسان عن إضمار المعصية.
قال الفراء: الوريد: عرق بين الحلقوم والعلباوين.
وقال ابن عباس: " مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " أي: من عرق العنق.
وقال أبو عبيدة: حبل الوريد: حبل العاتق، والوريد عرق في العنق متصل بالقلب، وهو نياط القلب، والوريد والوتين ما في القلب.
قال الأقرع: هو نهر الجسد يمتد من الخنصر أو الإبهام، فإذا كان في الفخذ أو الساق فهو الساق وإذا كان في البطن فهو الحالب وإذا كان في القلب فهو الأبهر وإذا كان في اليد فهو الأكحل وإذا كان في العنق فهو الوريد وإذا كان في العين فهو الناظر / وإذا كان في القلب فهو الوتين.