آيات من القرآن الكريم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبدالله « أن النبي ﷺ نزل منزلاً فتفرق الناس في العضاه يستظلون تحتها، فعلق النبي ﷺ سلاحه بشجرة، فجاء أعرابي إلى سيفه فأخذه فَسَلَّهُ، ثم أقبل على النبي ﷺ فقال : من يمنعك مني؟ قال : الله... قال الأعرابي : مرتين أو ثلاثاً من يمنعك مني؟ والنبي ﷺ يقول : الله... » فشام الأعرابي السيف، فدعا النبي ﷺ أصحابه، فأخبرهم بصنيع الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه « قال معمر : وكان قتادة يذكر نحو هذا، ويذكر أن قوماً من العرب أرادوا أن يفتكوا بالنبي ﷺ، فأرسلوا هذا الأعرابي ويتألوا ﴿ اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم.. ﴾ الآية.
وأخرج الحاكم وصححه »
عن جابر قال : قاتل رسول الله ﷺ محارب خصفة بنخل، فرأوا من المسلمين غرة، فجاء رجل منهم يقال له غورث بن الحارث، قام على رأس رسول الله ﷺ وقال : من يمنعك؟ قال : الله فوقع السيف من يده، فأخذه النبي ﷺ، وقال : من يمنعك؟ قال : كن خير آخذ. قال : تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال : أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله «، فجاء إلى قومه فقال : جئتكم من عند خير الناس، فلما حضرت الصلاة صلى رسول الله ﷺ صلاة الخوف، فكان الناس طائفتين : طائفة بإزاء العدو، وطائفة تصلي مع رسول الله ﷺ، فانصرفوا فكانوا موضع أولئك الذين بإزاء عدوهم، وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله ﷺ ركعتين، فكان للناس ركعتين ركعتين وللنبي ﷺ أربع ركعات ».
وأخرج ابن إسحاق وأبو نعيم في الدلائل من طريق الحسن. أن رجلاً من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه : أقتل لكم محمداً؟ قالوا له : كيف تقتله؟! فقال : أفتك به، فأقبل إلى رسول الله ﷺ وهو جالس وسيفه في حجره فقال : يا محمد، أنظر إلى سيفك هذا، قال : نعم، فأخذه فاستله وجعل يهزه ويهم فيكبته الله فقال : يا محمد، ما تخافني وفي يدي السيف؟ ورده إلى رسول الله ﷺ، فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ همَّ قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكفَّ أيديهم عنكم... ﴾ الآية.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس قال

صفحة رقم 339

« إن عمرو بن أمية الضمري حين انصرف من بئر معونة، لقي رجلين كلابيين معهما أمان من رسول الله ﷺ، فقتلهما ولم يعلم أم معهما أماناً من رسول الله ﷺ، فذهب رسول الله ﷺ إلى بني النضير ومعه أبو بكر وعمر وعلي، فتلقاه بنو النضير فقالوا : مرحبا. يا أبا القاسم، لماذا جئت؟ قال : رجل من أصحابي قتل رجلين من بني كلاب معهما أمان مني، طلب مني ديتهما، فأريد أن تعينوني. قالوا : نعم، أقعد حتى نجمع لك. فقعد تحت الحصن وأبو بكر وعمر وعلي، وقد تآمر بنو النضير أن يطرحوا عليه حجراً، فجاء جبريل فاخبره بما هموا به، فقام بمن معه، وأنزل الله ﴿ يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم... ﴾ الآية ».
وأخرج أبو نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. نحوه.
وأخرج أيضاً عن عروة، وزاد بعد نزول الآية « وأمر رسول الله ﷺ بإجلائهم لما أرادوا، فأمرهم أن يخرجوا من ديارهم. قالوا : إلى أين؟ قال : إلى الحشر ».
وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبدالله ابن أبي بكر قالا :« خرج رسول الله ﷺ إلى بني النضير يستعينهم على دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري، فلما جاءهم خلا بعضهم ببعض فقالوا : إنكم لن تجدوا محمداً أقرب منه الآن، فمروا رجلاً يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه. فقال عمر بن جحاش بن كعب : أنا، فأتى النبي ﷺ الخبر فانصرف، فأنزل الله فيهم، وفيما أراد هو وقومه ﴿ يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم... ﴾ ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ﴿ إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم ﴾ قال : هم يهود. دخل عليهم النبي ﷺ حائطاً لهم وأصحابه من وراء جداره، فاستعانهم في مغرم في دية غرمها، ثم قام من عندهم فائتمروا بينهم بقتله، فخرج يمشي القهقرى معترضاً ينظر إليهم، ثم دعا أصحابه رجلاً رجلاً حتى تقاوموا إليه «.
وأخرج ابن جرير عن يزيد بن زياد قال :»
جاء رسول الله ﷺ بني النضير يستعينهم في عقل أصابه ومعه أبو بكر وعمر وعلي، فقال « أعينوني في عقل أصابني. فقالوا : نعم يا أبا القاسم، قد آن لك تأتينا وتسألنا حاجة، اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا، فجلس رسول الله ﷺ وأصحابه ينتظرونه، وجاء حيي بن أخطب فقال حيي لأصحابه : لا ترونه أقرب منه الآن، اطرحوا عليه حجارة فاقتلوه ولا ترون شراً أبداً، فجاؤوا إلى رحى لهم عظيمة ليطرحوها عليه، فأمسك الله عنها أيديهم حتى جاءه جبريل فأقامه من بينهم، فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم... ﴾ الآية. فأخبر الله نبيه ما أرادوا » «.

صفحة رقم 340

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق السدي عن أبي مالك في الآية قال : نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه حين أرادوا أن يغروا رسول الله ﷺ.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال « بعث النبي ﷺ المنذر بن عمرو أحد النقباء ليلة العقبة في ثلاثين راكباً من المهاجرين والأنصار إلى غطفان، فالتقوا على ماء من مياه عامر فاقتتلوا، فقتل المنذر ابن عمرو وأصحابه إلا ثلاثة نفر كانوا في طلب ضالة لهم، فلم يرعهم إلا والطير تجول في جوّ السماء يسقط من خراطيمها علق الدم، فقالوا قتل أصحابنا والرحمن. فانطلق رجل منهم فلقي رجلاً، فاختلفا ضربتين فلما خالطه الضربة رفع طرفه إلى السماء، ثم رفع عينيه، فقال : الله أكبر!... الجنة ورب العالمين، وكان يرعى أعنق ليموت، فانطلق صاحباه فلقيا رجلين من بني سليم فانتسبا لهما إلى بني عامر فقتلاهما، وكان بينهما وبين النبي ﷺ موادعة، فقدم قومهما على النبي ﷺ يطلبون عقلهما، فانطلق النبي ﷺ ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف، حتى دخلوا على بني النضير يستعينونهم في عقلهما، فقالوا : نعم. فاجتمعت يهود على أن يقتلوا النبي ﷺ وأصحابه، فاعتلوا له بصنعة الطعام، فلما أتاه جبريل بالذي أجمع له يهود من الغدر خرج، ثم أعاد علياً فقال : لا تبرح من مكانك هذا، فمن مر بك من أصحابي فسألك عني فقل : وجه إلى المدينة فأدركوه، فجعلوا يمرون على علي فيقول لهم الذي أمره النبي ﷺ حتى أتى عليه آخرهم، ثم تبعهم ففي ذلك أنزلت ﴿ إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم ﴾ حتى ﴿ ولا تزال تطلع على خائنة منهم ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في هذه الآية قال « إن قوماً من اليهود صنعوا لرسول الله ﷺ ولأصحابه طعاماً ليقتلوه، فأوحى الله إليه بشأنهم فلم يأت الطعام، وأمر أصحابه فلم يأتوه ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال « ذكر لنا أنها أنزلت على رسول الله ﷺ وهو ببطن نخل في الغزوة الثانية، فأراد بنو ثعلبة وبنو محارب ان يفتكوا به، فأطلعه الله على ذلك، ذكر لنا أن رجلاً انتدب لقتله، فأتى نبي الله ﷺ وسيفه موضوع، فقال : آخذه يا رسول الله؟ قال : خذه. قال : استله؟ قال : نعم. فاستله فقال : من يمنعك مني؟ قال : الله يمنعني منك، فهدده أصحاب النبي ﷺ وأغلظوا له القول فشام السيف، فأمر النبي ﷺ أصحابه بالرحيل، فأنزلت عليه صلاة الخوف عند ذلك ».

صفحة رقم 341
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية