
{وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون وقالوا لو شاء الرحمن
صفحة رقم 218
ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون} قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: عدلاً أي مثلاً، قاله قتادة. الثاني: من الملائكة ولداً، قاله مجاهد. الثالث: نصيباً، قاله قطرب. الرابع: أنه البنات، والجزء عند أهل العربية البنات. يقال قد أجزأت المرأة إذا ولدت البنات. قال الشاعر:
(إن أجزأت مرة قوماً فلا عجب | قد تجزىء الحرة المذكارُ أحيانا) |

الثالث: الأَصنام، قاله ابن زيد. وفي ﴿الْخِصَامِ﴾ وجهان: أحدهما: في الحجة. الثاني: في الجدل. ﴿غَيْرُ مُبِينٍ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه عني قلة البلاغة، قاله السدي. الثاني: ضعف الحجة، قال قتادة: ما حاجت امرأة إلا أوشكت أن تتكلم بغير حجتها. الثالث: السكوت عن الجواب، قاله الضحاك وابن زيد ومن زعم أنها الأصنام. قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلُواْ الْمَلآئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمنِ إِنَاثاً﴾ في قوله ﴿عِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ وجهان: أحدهما: أنه سماهم عباده على وجه التكريم كما قال ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الِّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً﴾. الثاني: أنه جمع عابد. وفي قوله: ﴿إِنَاثاً﴾ وجهان: أحدهما: أي بنات الرحمن. الثاني: ناقصون نقص البنات. ﴿أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: مشاهدتم وقت خلقهم. الثاني: مشاهدتهم بعد خلقهم حتى علموا أنهم إناث. ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ أي ستكتب شهادتهم إن شهدوا ويسألون عنها إذا بعثوا.
صفحة رقم 220