
رسول الله ﷺ فى دار الجلال فاعرض نفسك على كتاب الله فيما وصف أولياءه وأعداءه فانظر من أي الصنفين أنت
برادر ز كار بدان شرم دار | كه در روى نيكان شوى شرمسار |
نريزد خدا آب روى كسى | كه ريزد كناه آب چشمش بسى |
قلندران حقيقت به نيم جو نخرند | قباى اطلس آنكس كه از هنر عاريست |
آنكس از دزد بپرسد كه متاعى دارد | عارفان جمع نكردند و پريشانى نيست |
هر كرا خيمه بصحراى قناعت زده اند | گر جهان لرزه بگيرد غم ويرانى نيست |
فان قلت إذا لم يكن فى الجنة شمس تؤذى بحرها فما فائدة وصفها بالظل الظليل وايضا يرى فى الدنيا ان المواضع التي يدوم الظل فيها ولا يصل نور الشمس إليها يكون هواؤها عفنا فاسدا مؤذيا فما معنى وصف هواء الجنة بذلك. قلت ان بلاد العرب كانت فى غاية الحرارة فكان الظل عندهم من أعظم اسباب الراحة وهذا المعنى جعلوه كناية عن الراحة قال عليه السلام (السلطان ظل الله فى الأرض) فاذا كان الظل عبارة عن الراحة كان الظل الظليل كناية عن المبالغة العظيمة فى الراحة. قال الامام فى تفسيره هذا ما يميل اليه خاطرى قال رسول الله ﷺ (ان فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها مائة سنة ما يقطعها اقرأوا ان شئتم وظل ممدود وفى الجنة مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اقرأوا ان شئتم فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين فموضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها اقرأوا ان شئتم صفحة رقم 225

منقادا لاوامره ونواهيه لانه أولوا امره. واما الشيخ فاولوا امره الكتاب والسنة فينبغى له ان ما سنح له من الغيب بوارد الحق من الكشوف والشواهد والاسرار والحقائق يضرب على محك الكتاب والسنة فما صدقاه ويحكمان عليه فيقبله والا فلا لان الطريقة مقيدة بالكتاب والسنة كذا ذكره الشيخ الكامل نجم الدين الكبرى فى تأويلاته أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اى يدعون والمراد بالزعم هنا الكذب لان الآية نزلت فى المنافقين أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ اى بالقرآن وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ اى بالتوراة وغيرها من الكتب المنزلة وكأنه قيل ماذا يفعلون فقيل يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ عن ابن عباس ان منافقا خاصم يهوديا فدعاه اليهودي الى النبي عليه السلام لانه كان يقضى بالحق ولا يلتفت الى الرشوة ودعاه المنافق الى كعب بن الأشرف لانه كان شديد الرغبة الى الرشوة واليهودي كان محقا والمنافق كان مبطلا ثم أصر اليهودي على قوله فاحتكما الى رسول الله ﷺ فحكم لليهودى فلم يرض المنافق وقال نتحاكم الى عمر فقال اليهودي لعمر قضى لى رسول الله فلم يرض بقضائه وخاصم إليك فقال عمر للمنافق أكذلك فقال نعم فقال مكانكما حتى اخرج اليكما فدخل فاشتمل على سيفه ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتى مات وقال هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله فنزلت فهبط جبرائيل عليه السلام وقال ان عمر فرق بين الحق والباطل فسمى الفاروق فالطاغوت كعب بن الأشرف سمى به لا فراطه فى الطغيان وعداوة الرسول وفى معناه ومن يحكم بالباطل ويؤثر لاجله وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ اى والحال انهم قد أمروا ان يتبرأ ومن الطاغوت وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ اى كعب بن الأشرف او حقيقة الشيطان عطف على يريدون أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً اى اضلالا بعيدا لا غاية له فلا يهتدون وَإِذا قِيلَ لَهُمْ اى للمنافقين تَعالَوْا اى جيئوا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ اى الى ما امره فى كتابه وَإِلَى الرَّسُولِ والى ما امره رسوله رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ اظهار المنافقين فى مقام الإضمار للتسجيل عليهم بالنفاق وذمهم به والاشعار بعلة الحكم والرؤية بصرية يَصُدُّونَ عَنْكَ حال من المنافقين صُدُوداً اى يعرضون عنك إعراضا وأي اعراض فَكَيْفَ يكون حالهم وكيف يصنعون يعنى انهم يعجزون عند ذلك فلا يصدرون امرا ولا يوردونه إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ اى وقت إصابة المصيبة إياهم بافتضاحهم بظهور نفاقهم بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ بسبب ما عملوا من الجنايات التي من جملتها التحاكم الى الطاغوت وعدم الرضى بحكم الرسول ثُمَّ جاؤُكَ للاعتذار عما صنعوا من القبائح وهو عطف على أصابتهم يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ حال من فاعل جاؤك إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً وَتَوْفِيقاً اى ما أردنا بتحاكمنا الى غيرك الا الفصل بالوجه الحسن والتوفيق بين الخصمين ولم نرد مخالفة لك ولا سخطا لحكمك فلا تؤاخذنا بما فعلنا وهذا وعيد لهم على ما فعلوا وانهم سيندمون عليه حين لا ينفعهم الندم ولا يغنى عنهم الاعتذار أُولئِكَ اى المنافقون الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ من النفاق فلا يغنى عنهم الكتمان والحلف الكاذب من العقاب فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ اى لا تقبل اعتذارهم ولا تفرج عنهم بدعائك وَعِظْهُمْ اى ازجرهم عن النفاق والكيد وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ اى فى حق أنفسهم الخبيثة وقلوبهم
صفحة رقم 230