آيات من القرآن الكريم

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥ ﯧﯨ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯱﯲﯳﯴ ﯶﯷﯸ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿ ﰁﰂﰃ ﰅﰆﰇﰈ

يَعْلَمُون «١»، وهذا وَعِيدٌ مَحْضٌ، ثم آنَسَ تعالى نبيَّه وأولياءَه بأنَّ القَضَاء قد سَبَق، والكلمةُ قَدْ حَقَّتْ بأنَّ رُسُلَهُ سبحانه هم المنصُورُونَ، على من نَاوَأَهُمْ، وجُنْدُ اللَّهِ همُ الغزاةُ.
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ١٧٤ الى ١٨٢]
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨)
وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٨٢)
وقوله تعالى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ أمْرٌ لنبيِّهِ بالمُوَادَعَةِ، ووعد جميل، وحَتَّى حِينٍ قيل هو يومُ بَدْرٍ، وقِيل: يومُ القيامةِ.
وقولهُ تعالى: وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ وَعْدٌ للنّبي صلّى الله عليه وسلّم وَوَعِيدٌ لهُمْ، ثم وبَّخهم على استعجالِ العذَابِ فَإِذا نَزَلَ أي: العذابُ، بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ والساحةُ الفِنَاء، وسُوءُ الصباح: أيضاً مستعملٌ في وُرُودِ «٢» الغَارَاتِ، قلْتُ: ومنه قولُ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم لَمَّا أَشْرَفَ على خَيْبَرَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إنَّا إذا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صباح المنذرين» «٣» انتهى،

(١) ذكره ابن عطية في «تفسيره» (٤/ ٤٨٩)، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٥٥٢)، وعزاه لعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة.
(٢) في ج هنا: انتقل من سورة- ص- إلى الترقيم في المخطوط برقم: (١) وقد سرنا نحن معه على تسلسل الترقيم.
(٣) هذا حديث صحيح متفق على صحته: أخرجه البخاري (٢/ ١٠٧) كتاب «الأذان» باب: ما يحقن بالأذان من الدماء. (٦١٠)، (١/ ٥٧٢) كتاب «الصلاة» باب: ما يذكر في الفخذ (٣٧١)، (٢/ ٥٠٧- ٥٠٨) كتاب «الخوف» باب: التبكير والغلس بالصبح والصلاة عند الإغارة والحرب (٩٤٧)، (٤/ ٤٨٩) كتاب «البيوع» باب: بيع العبد والحيوان بالحيوان نسيئة (٢٢٢٨) طرفا منه، (٤/ ٤٩٤) كتاب «البيوع» باب:
هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها؟ (٢٢٣٥)، (٦/ ٩٨) كتاب «الجهاد والسير» باب: فضل الخدمة في الغزو (٢٨٨٩)، (٦/ ١٠١- ١٠٢) كتاب «الجهاد والسير» باب: من غزا بصبي للخدمة (٢٨٩٣)، (٦/ ١٣٠) كتاب «الجهاد والسير» باب: دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام والنبوة (٢٩٤٣- ٢٩٤٤- ٢٩٤٥)، (٦/ ١٥٦) كتاب «الجهاد والسير» باب: التكبير عند الحرب (٢٩٩١)، (٦/ ٢٢٢- ٢٢٣) كتاب «الجهاد والسير» باب: ما يقول إذا رجع من الغزو (٣٠٨٥- ٣٠٨٦)، (٦/ ٢٢٣- ٢٢٤) كتاب «الجهاد والسير» باب: الصلاة إذا قدم من سفر (٣٠٨٧)، (٦/ ٧٣٢) كتاب «المناقب» باب: (٢٨) (٣٦٤٧)، (٧/ ٤٣٦) كتاب «المغازي» باب: أحد جبل يحبّنا ونحبه (٤٠٨٣- ٤٠٨٤)، (٧/ ٥٣٤) كتاب «المغازي» باب:
غزوة خيبر (٤١٩٧- ٤١٩٨- ٤١٩٩- ٤٢٠٠- ٤٢٠١)، (٧/ ٥٤٧) كتاب «المغازي» باب: غزوة خيبر (٤٢١١- ٤٢١٢- ٤٢١٣)، (٩/ ٢٩) كتاب «النكاح» باب: اتخاذ السراري، ومن أعتق جارية ثم تزوجها (٥٠٨٥)، (٩/ ١٣٢) كتاب «النكاح» باب: البناء في السفر (٥١٥٩)، (٩/ ١٤٠) كتاب «النكاح» باب: الوليمة ولو بشاة (٥١٦٩)، (٩/ ٤٤٠) كتاب «الأطعمة» باب: الخبز المرقق، والأكل على الخوان-

صفحة رقم 52

وقَرَأَ ابن مسعود: «فَبِئْسَ صَبَاحٌ» «١»، والعزة في قولهِ: رَبِّ الْعِزَّةِ هي العزة المَخْلُوقَةُ الكائِنَةُ للأنبياءِ والمؤمِنينَ وكذلك قال الفقهاءُ مِنْ أجْلِ أنَّها مَرْبُوبَةٌ قال محمدُ بن سُحْنُونَ وغيره: مَنْ حَلَفَ بعزَّةِ اللَّهِ، فَإنْ كَانَ أرادَ صِفَتَهُ الذَّاتِيَّةَ، فَهِي يَمينٌ، وإنْ كَانَ أَرَادَ عِزَّتَهُ الَّتِي خَلَقَ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَهي الَّتِي في قَوْلِه: رَبِّ الْعِزَّةِ فَلَيْسَتْ بَيَمِينٍ، ورُوِيَ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنَّه قال: «إذا سَلَّمْتُمْ عَليّ، فَسَلِّمُوا عَلَى المُرْسَلِينَ فإنَّما أَنَا أحَدُهُمْ» «٢» صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وعلى آله وعلى جميع النبيّين وسلّم.

- والسفرة (٥٣٨٧)، (٩/ ٤٦٥) كتاب «الأطعمة» باب: الحيس برقم: (٥٤٢٥)، (٩/ ٤٦٦) كتاب «الأطعمة» باب: ذكر الطعام (٤٤٢٨)، (٩/ ٥٧٠) كتاب «الذبائح والصيد» باب: لحوم الحمر الإنسية برقم: (٥٥٢٨)، (١٠/ ٢٦) كتاب «الأضاحي» باب: ما يؤكل من لحوم الأضاحي وما يتزود منها (٥٩٦٨)، (١٠/ ٥٨٤) كتاب «الأدب» باب: قول الرجل: «جعلني الله فداك» (٦١٨٥)، (١١/ ١٧٧) كتاب «الدعوات» باب: التعوذ من غلبة الرجال (٦٣٦٣)، (١١/ ١٨٢) كتاب «الدعوات» باب:
الاستعاذة من الجبن والكسل (٦٣٦٩)، (١٣/ ٣١٦) كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب: إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة (٧٣٣٣)، ومسلم (٢/ ١٠٤٣- ١٠٤٤) كتاب «النكاح» باب: فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها (٨٤/ ١٣٦٥)، والنسائي (٦/ ١٣١، ١٣٤) كتاب «النكاح» باب: البناء في السفر (٣٣٨٠)، وأحمد (٣/ ١٠١، ١٠٢، ١١١، ١٦٣، ١٦٤، ١٨٦، ٢٠٦، ٢٤٦، ٢٦٣، ٢٧٠، ٢٧١)، والبيهقي (٢/ ٢٣٠) كتاب «الصلاة» باب: من زعم أن الفخذ ليست بعورة، وما قيل في السرة والركبة (٩/ ٥٥) كتاب «السير» باب: قسمة الغنيمة في دار الحرب (٩/ ٧٩- ٨٠) كتاب «السير» باب:
قتل النساء والصبيان في التبيت والغارة من غير قصد، وما ورد في إباحة التبيت، وابن حبان (١١/ ٥١- ٥٢) كتاب «السير» باب: ذكر البيان على المرء إذا أتى دار الحرب أن لا يشن الغارة حتى يصبح (٤٧٤٧)، ومالك في «الموطأ» (٢/ ٤٦٨- ٤٦٩) كتاب «السير» باب: الخروج وكيفية الجهاد (٤٧٤٦)، والترمذي (٤/ ١٢١) كتاب «السير» باب: في البيات والغارات (١٥٥٠).
(١) ينظر: «الكشاف» (٤/ ٦٨)، و «المحرر الوجيز» (٤/ ٤٩٠)، و «البحر المحيط» (٧/ ٣٦٤).
(٢) أخرجه الطبري (١٠/ ٥٤٣) برقم: (٢٩٧٠٤)، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٥/ ٢٩٤) - ط دار المعرفة، وعزاه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة.

صفحة رقم 53
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي
تحقيق
عادل أحمد عبد الموجود
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
سنة النشر
1418
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية