آيات من القرآن الكريم

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ﮮﮯﮰﮱﯓ ﯕﯖﯗ ﯙﯚﯛﯜ ﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥ ﯧﯨ ﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯱﯲﯳﯴ ﯶﯷﯸ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿ ﰁﰂﰃ ﰅﰆﰇﰈ

وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٢)
٥- تهديد الله تعالى للمشركين على كذبهم بقوله فسوف يعلمون.
شرح الكلمات:
سبقت كلمتنا: هي قوله تعالى لأغلبن أنا ورسلي.
وإن جندنا لهم الغالبون: أي للكافرين بالحجة والنصرة.
فتول عنهم حتى حين: أي أعرض عنهم حتى تؤمر فيهم بالقتال.
وأبصرهم: أي أنظرهم.
فإذا نزل بساحتهم: أي العذاب.
وتول عنهم: أي أعرض عنهم.
سبحان ربك: أي تنزيها لربك يا محمد.
عما يصفون: أي تنزيها له عما يصفه به هؤلاء المشركون من الصاحبة والولد والشريك.
وسلام على المرسلين: أي أمَنَةٌُ من الله لهم في الدنيا والآخرة.
والحمد لله رب العالمين: أي الثناء بالجميل خالص لله رب الثقلين الإنس والجن على نصر أوليائه وإهلاك أعدائه.
معنى الآيات:
لما ختم السياق الأول بتهديد الكافرين بقوله تعالى ﴿فكفروا به فسوف يعلمون﴾ أخبر تعالى

صفحة رقم 433

رسوله بما يطمئنه على نصر الله تعالى له فقال ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا (١) الْمُرْسَلِينَ﴾ وهي قوله ﴿إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ أي بالحجة والبرهان، وبالرمح (٢) والسنان. وقوله ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ﴾ يأمر رسوله أن يعرض عن المشركين من قومه حتى حين يأمره فيهم بأمر (٣)، أو ينزل بهم بلاء أو بأساً وقوله ﴿وَأَبْصِرْهُمْ﴾ أي أنظرهم فسوف يبصرون لا محالة ما ينزل بهم من عذاب الله في الدنيا وفي الآخرة. وقوله تعالى ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ ينكر تعالى عليهم استعجالهم العذاب الدال على سفههم وخفة أحلامهم إذ ما يستعجل العذاب إلا أحمق جاهل وعذاب من استعجلوا إنه عذاب الله!! قال تعالى ﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ﴾ أي بفناء دارهم ﴿فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ﴾ أي بئس صباحهم من صباح إنه صباح هلاكهم ودمارهم ثم أمر تعالى مرة أخرى رسوله أن يتول عنهم وينتظر ما يحل بهم فقال ﴿وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْ (٤) فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ﴾ وفي الآية من التهديد والوعيد لهؤلاء المشركين ما لا يقادر قدره. وأخيراً نزه تعالى نفسه عما يصفه به المشركون من الولد والشريك وسلّم على المرسلين، وحمد نفسه مشيرا إلى مقتضى الحمد وموجبه وهو كونه رب العالمين فقال ﴿سُبْحَانَ (٥) رَبِّكَ﴾ يا محمد ﴿رَبِّ الْعِزَّةِ﴾ ومالكها يعز بها من يشاء ويذل من يشاء ﴿عَمَّا يَصِفُونَ (٦) ﴾ من الصاحبة والولد والشريك، ﴿وَسَلامٌ﴾ منا ﴿عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ وأنت منهم ﴿وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ على نصره أولياءه وإهلاكه أعداءه.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- تقرير النبوة المحمدية.
٢- وعد الله تعالى لرسوله بالنصر وقد أنجزه ما وعده والحمد لله.
٣- استحباب ختم الدعاء أو الكلام بقراءة جملة ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ (٧) عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ لورود ذلك في السنة.

١ - جائز أن يكون المراد قوله تعالى ﴿كتب الله لأغلبن أنا ورسلي﴾ الآية.
٢ - قال الحسن: "لم يقتل من أصحاب الشرائع أحد قط".
٣ - كإذن له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجهادهم، وجائز أن يكون حتى يجيء أجلهم أو يأتي يوم بدر أو الفتح.
٤ - كرر للتأكيد، وكذا وتول عنهم مكرر للتأكيد.
٥ - سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قوله تعالى (سبحان الله) فقال هو تنزيه الله عن كل سوء.
٦ - يصفون الله عز وجل بأن له صاحبة وله ولداً وشريكاً.
٧ - ذكر القرطبي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يختم صلاته غير مرة بقوله: "سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".

صفحة رقم 434
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
عرض الكتاب
المؤلف
جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري
الناشر
مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة
سنة النشر
1424
الطبعة
الخامسة
عدد الأجزاء
5
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية