
ها أنتم هؤلاء تحاجون فيما لكم به نوع من العلم والمعرفة وهو عيسى- عليه السلام- فعلى أى أساس تحاجون في شأن إبراهيم- عليه السلام- وليس لكم به علم يصلح أساسا للمحاجة والمخاصمة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مائلا عن الشرك بالله والوثنية.
فلم يقل: عزير ابن الله، ولا المسيح ابن الله بل كان مسلما منقادا لله- سبحانه وتعالى- وما كان من المشركين كأهل الكتاب والمشركين من العرب وما لكم ولإبراهيم؟؟
إن أولى الناس وأحقهم بإبراهيم من اتبعوه من المؤمنين به خصوصا هذا النبي محمد والذين معه من المؤمنين، إذ الكل متفق معه في الوحدانية والألوهية لله تعالى، والله ولى المؤمنين.
من مواقف أهل الكتاب [سورة آل عمران (٣) : الآيات ٦٩ الى ٧٤]
وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَما يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٦٩) يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٧٠) يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٧١) وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢) وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣)
يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٧٤)

المفردات:
يُضِلُّونَكُمْ: يكسبونكم المعصية بالرجوع عن دين الإسلام والمخالفة له، والضلال: نوع من الهلاك. تَلْبِسُونَ: تخلطون. وَجْهَ النَّهارِ: أول النهار.
المعنى:
روى أن معاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر دعاهم اليهود إلى دينهم فنزلت هذه الآية
، ودت جماعة من أهل الكتاب لو يصدونكم عن دينكم ويخرجونكم من شرعكم بشتى الأساليب وكل الطرق، أحبوا ذلك حبا عميقا من قلوبهم وبذلوا لردتكم عن دينكم كل مرتخص وغال، وفي الواقع ما يضلون إلا أنفسهم إذ قد شغلوها بما لا يجدي بل بما يضر ويلهى عن النظر فيما ينفع وما يشعرون بذلك لأنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا، وأما جزاؤهم على ذلك فالله أعلم به.
يا أهل الكتاب قد أرسلت لكم رسل ومعهم كتب فيها ما فيها من العقائد والأعمال والبشارة بالنبي المبعوث من ولد إسماعيل وهو عربي أمى، فلم تكفرون بآيات الله التي نزلت في التوراة والإنجيل؟ لأنكم لم تعملوا بمقتضاها، والآيات التي في القرآن لأنكم لم تؤمنوا بها، والعجب العجاب أنكم تقرون وتشهدون بصدق رسالة محمد صلّى الله عليه وسلّم وصدق بشارته التي في كتبكم.
يا أهل الكتاب لم تخلطون الحق بالباطل وتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض وتخلطون كلام الله المنزل بكلامكم المخترع الباطل وتكتمون الحق الصريح الواضح وهو ما يتعلق بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم ومن الغريب أنكم تعلمون خطأكم وخطر هذا العمل.