آيات من القرآن الكريم

إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ

١٦٠ - قوله تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ﴾ الآية.
معنى (الخِذْلان): القعود عن النُّصرَةِ وقت الحاجة إليها، والإسلامُ للهَلَكَةِ.
يقال: (خَذَلَ، يَخْذُلُ، خِذْلانًا، وخَذْلًا). ويقال للبقرة والظَّبْيَة، إذا تخلفت مع ولدها في المرعى، وتركت صواحباتها: (خَذُول) (١).
قال (٢) طَرَفَة:

خَذُولٌ تُرَاعِي رَبْرَبًا بِخَمِيلَةٍ تَنَاوَلُ أطرافَ البَرِيرِ وترتدي (٣)
(١) وتُسمَّى كذلك: خاذِل.
انظر هذه المعاني لـ (خذل) في: "ما اتفق لفظه واختلف معناه" لليزيدي ١٢١، و"التهذيب" ١/ ٩٩٨، و"معاني القرآن"، للنحاس ١/ ٥٠٣، و"المقاييس" ٢/ ١٦٥، و"الكليات" لأبي البقاء ٣١٠، و"اللسان" ٢/ ١١١٨.
(٢) في (ج): (وقال).
(٣) البيت من معلقته، وهو في: "ديوانه" ٢١، و"شرح القصائد السبع" لابن الأنباري ١٤١، و"جمهرة أشعار العرب" ص ١٤٩، و"تهذيب اللغة" ١/ ٩٩٩ (خذل)، و"المقاييس" ٢/ ١٦٥، و"شرح المعلقات السبع" للزوزني ٤٧، و"شرح القصائد العشر" للتبريزي ٥٨، و"اللسان" ٢/ ١١١٨ ولم ينسبه.
قوله: (تراعي ربربا)؛ أي: ترعى مع (الرَّبْرَب)، وهو: قطيع الظباء وبقر الوحش، وقيل: أولاد البقرة.
و (الخميلة): الأرض السهلة اللينة، التي فيها شجر. والجمع: (خَمائل).
و (البَرِير): ثمر الإراك البالغ، ومفردها: (بَرِيرة).
وخَصَّ الخذول -هنا-؛ لأنها فَزِعةٌ بانفرادها، وَلِهَةٌ على وليدها، فهي تمد عنقها مرتاعة، فيظهر -حينها- جمالها، وحسنها، ولو كانت في قطيعها، لم يَبِنْ حسنُها، ثم وصفها بأنها ترعى أطراف شجر الأراك، وتمد عنقها، وتتطاول؛ لتنال ما علا من أغصان الشجر، فتتهَدَّل عليها الأغصان حتى تصبح كأنها رداءٌ لها.
انظر: "شرح القصائد" لابن الأنباري ١٤١ - ١٤٢، والتبريزي ٥٨ - ٥٩.

صفحة رقم 125

وقال ذو الرُّمَّةِ (١):

دَعَتْ مَيَّةَ الأعدادُ واستَبدَلت بها خَنَاطِيلَ آجَالٍ (٢) مِنَ العِينِ (٣) خُذَّلِ (٤)
أي: متخلفات من الأولاد.
والخَنَاطِيل (٥): جماعاتٌ في تَفْرِقَةٍ، لا واحد لها مِنْ لَفْظِها. وقيل: واحدها (خُنْطُول) (٦).
(١) هو: أبو الحارث، غَيْلان بن عُقْبَة بن بُهَيْش. شاعر إسلامي، في الطبقة الثانية من فحول شعراء الإسلام، مات سنة (١١٧هـ).
انظر: "الشعر والشعراء" ص ٣٥٠، و"طبقات فحول الشعراء" ٢/ ٥٤٩، و"وفيات الأعيان" ٤/ ١١.
(٢) في (أ)، (ب)، (ج): مهملة من الشكل. والمثبت من مصادر البيت.
(٣) في (أ): (العَيْن). في (ب)، (ج): مهملة من الشكل. والمثبت من مصادر البيت.
(٤) البيت في: ديوانه: ١٤٥٥.
وورد منسوبًا له في: "الصحاح" ٤/ ١٦٨٦ (خطل)، و"اللسان" ٥/ ٢٨٣٥ (عدد)، و"التاج" ١٤/ ٢١٥ (خنطل).
(الأعداد): جمع (عِدٍّ)، وهو الماء الدائم الذي لا ينقطع. و (الخناطيل): القطعان من الإبل والبقر، وهي -هنا في البيت- بقر الوحش. و (آجال): جمع: (إجْل) -بكسر الهمزة، وتسكين الجيم- وهو: القطيع من بقر الوحش والظباء. و (العِين): بقر الوحش. والثور منها: (أَعْيَن)، والبقرة: (عَيْناء). و (خُذل): أي: أقامت على ولدها، وتركت صواحبها.
الشاعر -هنا- يذكر امرأة تسمى (ميّة)، وهي التي كان يشبب بها ويعشقها، يقول: تركت منازلَها وظعنت عنها، بعدما نضبت الغدرانُ في القيظ، وحضرت ماءً عِدًّا؛ واستبدلت الدارُ بها بقرَ الوحش، التي خالفتها إلى منازلها وأقامت فيها.
انظر: "اللسان" ٥/ ٢٨٣٥ (عدد)، ٣/ ١٢٧٨ (خنطل)، ١/ ٣٢ - ٣٣ (أجل)، و"القاموس" ص ١٢١٨ (عين).
(٥) في (أ)، (ب)، (ج): والخناظيل -بالظاء-. والمثبت من: مصادر اللغة.
(٦) في (أ)، (ب)، (ج): (خنظول) بالظاء. =

صفحة رقم 126
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية