
{يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على
صفحة رقم 428
أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون} ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ﴾ أي تقتلونهم في قول الجميع، يقال حَسه حَسّاً إذا قتله، لنه أبطل بمعونته. ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ﴾ والفرق بين الإِصعاد والصعود أن الإِصعاد في مستوى الأرض، والصعود في ارتفاع، وهذا قول الفراء، وأبي العباس، والزجاج، وروي عن ابن عباس أنهم صعدوا في جبل أُحُد فراراً. ﴿وَالرَّسُوْلُ يَدْعُوكُم فِي أُخْرَاكُم﴾ قيل إنه كان يقول: (يَا عِبَادَ اللهِ ارْجِعُواْ) ذكر ذلك عن ابن عباس، والسدي، والربيع. ﴿فَأَثَابَكُم غَماً بِغَمٍّ﴾ فيه قولان:
صفحة رقم 429
أحدهما: غماً على غم. والثاني: غمّاً مع غم. وفي الغم الأول والثاني تأويلان: أحدهما: أن الغم الأول القتل والجراح، والغم الثاني الإرجاف بقتل النبي ﷺ، وهذا قول قتادة، والربيع. والثاني: غماً يوم أحد بغم يوم بدر، وهو قول الحسن.
صفحة رقم 430