آيات من القرآن الكريم

إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ

١٢٢ - قوله تعالى: ﴿إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا﴾ قال الزّجاج (١): العامل في (إذ) (٢): التَّبْوِئَة؛ المعنى: كانت التَّبْوِئَةُ في ذلك الوقت. و ﴿هَمَّتْ﴾؛ أي: قَصَدَت وأرادت. يقال: (هَمَمْتَ بالشيء)، (أَهَمُّ به هَمًّا) (٣). والطائفتان -في قول ابن عباس وأكثر المفسرين- (٤): بَنُو سَلِمَة (٥) مِن الخزرج، وبنو حَارِثَة من الأنصار (٦).

(١) في "معاني القرآن" له ١/ ٤٦٥. نقله عنه بنصه.
(٢) في (ب): (إذا).
(٣) انظر: "اللسان": ٨/ ٤٧٠٢ (همم).
(٤) قول ابن عباس في: "تفسير الطبري": ٤/ ٧٢، و"تفسير ابن أبي حاتم": ٣/ ٧٤٩. وهو قول جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، ومجاهد، وقتادة، والربيع، والسدي، والشعبي. انظر: "صحيح البخاري": (٤٠٥١)، كتاب: المغازي، باب: (إذ همت طائفتان...)، (٤٥٥٨) كتاب التفسير. سورة آل عمران. باب: (إذ همت طائفتان..)، و"تفسير الطبري" ٤/ ٧٢، و"تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧٤٩.
(٥) في (ب): (بنو أسلمة). و (سَلِمة) -بفتح السين وكسر اللام-، وترد في بعض المراجع بفتح اللام، وهو خطأ.
قال الأستاذ محمود شاكر: (بنو سَلِمة -بفتح السين وكسر اللام- وليس في العرب (سَلِمة) -بكسر اللام- غيرها، وسائرها بفتح اللام. وهم: بنو سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن سادرة بن تزيد بن جشم بن الخزرج). هامش "تفسير الطبري" ٧/ ١٦١. (ط. شاكر).
ويذكر ابن الأثير أن النسبة إلى سَلِمة بن سعد المذكور سابقًا: (السَّلَمي) عند النحويين، وينطقونها بفتح اللام، وأما المُحدِّثون فينطقونها (السَّلِمي) بكسر اللام. انظر: اللباب في "تهذيب الأنساب" ٢/ ١٢٩.
وقد ورد ضبطها بالكسر في: "المغازي" للواقدي ١/ ٣١٩، و"المعارف" لابن قتيبة ١٠٩، ١٥٩، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٣٥٤، ٣٥٦، و"الاشتقاق"، لابن دريد ٥٦٦، و"عيون الأثر" ٢/ ٩، و"فتح الباري" ٧/ ٣٥٧.
(٦) هم بنو حارثة بن النَّبت، أو النبيت، من الأوس. انظر: "سيرة ابن هشام": ٣/ ٥٨، و"المعارف" ١١٠، ١٥٩، و"تفسير الطبري" ٤/ ٧٢، و"معاني القرآن" للنحاس ١/ ٤٦٩، و"التعريف والإعلام" للسهيلي ٧٧.

صفحة رقم 564

وكان سبب ذلك أن (١) عبد الله بن أُبَيٍّ انْخَزَلَ (٢)، فرجع عن الطريق في ثلاثمائةٍ، وهمت الطائفتان بالانصراف معه، فعصمهم الله، فلم ينصرفوا ومضوا مع رسول الله - ﷺ - (٣).
والفَشَل: الجُبْنُ، والخَوَرُ (٤).
وقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا﴾ قال ابن عباس (٥): يريد: ناصِرُهما، ومُوَالٍ لهما على مَنْ عاداهما (٦).

(١) أن: ساقطة من (ج).
(٢) انخزل؛ أي: انفرد وانقطع. و (الخَزْلُ، والاختزال، والانخزال): القطع والتقطع. انظر: "المجموع المغيث في غريب القرآن والحديث" ١/ ٥٧٤، و"النهاية في غريب الحديث": ٢/ ٢٩ (خزل).
(٣) وبقي من المجاهدين مع رسول الله - ﷺ - سبعمائة - رضي الله عنه - أجمعين- بعد رجوع ابنِ أُبَي ومن معه من الثلاثمائة، وكان عدد المشركين: ثلاثة آلاف.
انظر خبر هذه الغزوة في "سيرة ابن هشام" ٣/ ٣ وما بعدها، "طبقات ابن سعد" ٢/ ٣٦، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤٩٩ وما بعدها، و"المنتظم" لابن الجوزي ٣/ ١٦١، و"الكامل في التاريخ" ٢/ ١٠٣، و"عيون الأثر" ٢/ ٥، و"البداية والنهاية" ٣/ ١٠، و"حدائق الأنوار" لابن الديبع: ٢/ ٥١٨.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ٧٤، و"معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٦٥، و"تفسير المشكل من غريب القرآن" لمكي ٥١، و"تذكرة الأريب" لابن الجوزي ١/ ٩٨، و"تحفة الأريب" لأبي حيان ٢٤٧.
قال ابن عباس: ﴿أَنْ تَفْشَلَا﴾ يعني: أن تَجْبُنا، بلغة حِمْيَر). "اللغات في القرآن": ٢٠.
(٥) لم أقف على مصدر قوله.
(٦) وقد فسرها ابن إسحاق بقوله: (المدافع عنهما ما همَّتا به من فشلهما؛ وذلك أنه إنما كان ذلك منهما عن ضعف ووهن أصابهما، غير شك في دينهما، فتَولَّى دفع ذلك عنهما برحمته وعائدته، حتى سلمتا من وهونهما وضعفهما، ولحقتا بالنبي - ﷺ -). "سيرة ابن هشام": ٣/ ٥٨. وانظر: "تفسير الطبري" ٤/ ٧٤، و"تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧٤٩.

صفحة رقم 565
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية