آيات من القرآن الكريم

أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ

قهر الله شيأ وصلاحها باستعمال احكام الشريعة التي اشارت إليها السفينة فكما ان السفينة تنجى راكبها فكذا الشريعة تنجى عاملها وهى دلالة للناس الى يوم القيامة تدل بظاهرها الى طريق الجنة وبباطنها الى طريق القربة والوصلة فبعبارتها نور واشارتها سرور واهل الاشارة مقربون والمتقربون إليهم متخلصون: قال الحافظ

يار مردان خدا باش كه در كشتىء نوح هست خاكى كه بآبى نخرد طوفانرا
فليجدّ من وقع فى طوفان نفسه حتى يجد الخلاص واليه الملجأ والمناص وَإِبْراهِيمَ نصب بالعطف على نوحا اى ولقد أرسلنا ابراهيم ايضا من قبل ارسالنا إياك يا محمد إِذْ قالَ نصب با ذكر المقدر هكذا ألهمت اى اذكر لقومك وقت قوله لِقَوْمِهِ وهم اهل بابل ومنهم نمرود اعْبُدُوا اللَّهَ وحده وَاتَّقُوهُ ان تشركوا به شيأ ذلِكُمْ اى ما ذكر من العبادة والتقوى خَيْرٌ لَكُمْ مما أنتم عليه من الكفر ومعنى التفضيل مع انه لا خير فيه قطعا باعتبار زعمهم الباطل إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ اى الخير والشر وتميزون أحدهما عن الآخر إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً هى فى نفسها تماثيل مصنوعة لكم ليس فيها وصف غير ذلك جمع وثن قال بعضهم الصنم هو الذي يؤلف من شجر او ذهب او فضة فى صورة الإنسان والوثن هو الذي ليس كذلك بل كان تأليفه من حجارة وفى غير صورة الإنسان وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً قال الراغب الخلق لا يستعمل فى كافة الناس الأعلى وجهين أحدهما فى معنى التقدير والثاني فى الكذب انتهى يقال خلق واختلق اى افترى لسانا او يدا كنحت الأصنام كما فى كشف الاسرار. والافك أسوأ الكذب وسمى الافك كذبا لانه مأفوك اى مصروف عن وجهه. والمعنى وتكذبون كذبا حيث تسمونها آلهة وتدعون انها شفعاؤكم عند الله وهو استدلال على شرارة ما هم عليه من حيث انه زور وباطل ثم استدل على شرارة ذلك من حيث انه لا يجدى بطائل فقال إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً يقال ملكت الشيء إذا قدرت عليه ومنه قول موسى لا املك الا نفسى وأخي اى لا اقدر الا على نفسى وأخي ورزقا مصدر وتنكيره للتقليل. والمعنى لا يقدرون على ان يرزقوكم شيأ من الرزق فَابْتَغُوا فاطلبوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ كله فانه القادر على إيصال الرزق وَاعْبُدُوهُ وحده وَاشْكُرُوا لَهُ على نعمائه متوسلين الى مطالبكم بعبادته مقيدين للنعمة بالشكر ومستجلبين للمزيد قال ابن عطاء اطلبوا الرزق بالطاعة والإقبال على العبادة وقال سهل اطلبوا الرزق فى التوكل لا فى الكسب وهذا سبيل العوام إِلَيْهِ لا الى غيره تُرْجَعُونَ تردون بالموت ثم البعث فافعلوا ما أمرتكم به وَإِنْ تُكَذِّبُوا اى وان تكذبونى فيما أخبرتكم به من انكم اليه ترجعون فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ تعليل للجواب اى فلا تضروننى بتكذيبكم فان من قبلكم من الأمم قد كذبوا من قبلى من الرسل وهم شيت وإدريس ونوح فما ضرهم تكذيبهم شيأ وانما ضر أنفسهم حيث تسبب لما حل بهم من العذاب فكذا تكذيبكم وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ اى التبليغ الذي لا يبقى معه شك وما عليه ان يصدق ولا يكذب البتة وقد خرجت

صفحة رقم 457

عن عهدة التبليغ بما لا مزيد عليه فلا يضرنى تكذيبكم بعد ذلك أصلا وكل أحد بعد ذلك مأخوذ بعمله قال فى الاسئلة المقحمة معنى البلاغ هو إلقاء المعنى الى النفس على سبيل الافهام وان لم يفهم السامع فقد حصل منى ذلك الإبلاغ والاسماع والافهام من الله تعالى

پيش وحي حق اگر كر سر نهد كبريا از فضل خود سمعش دهد
جز مكر جانى كه شد بى نور وفر همچوماهى كنك بد از اصل كر
وفى الآية تسلية للرسول عليه السلام ودعاء له الى الصبر وزجر لمخالفيه فيما فعلوا من التكذيب والجحود فعلى المؤمن الطاعة والتقوى وقبول وصية الملك الأقوى فان التقوى خير الزاد يوم التلاق وسبب النجاة وجالبة الأرزاق وأعظم اسباب التقوى التوحيد وهو أساس الايمان ومفتاح الجنان ومغلاق النيران- روى- ان عمر رضى الله عنه مر بعثمان رضى الله عنه وسلم عليه فلم يرد سلامه فشكا الى ابى بكر رضى الله عنه فقال لعله لعذر ثم أرسل الى عثمان وسأل عن ذلك فقال لم اسمع كلامه فانى كنت فى امر وهو انا صاحبنا النبي زمانا فلم نسأل عما تفتح به الجنان وتغلق أبواب النيران فقال ابو بكر رضى الله عنه سألت عن ذلك من النبي ﷺ فقال هى الكلمة التي عرضتها على عمى ابى طالب فابى لا اله الا الله محمد رسول الله وذكر الله اكثر الأشياء تأثيرا فاذكروا الله ذكرا كثيرا قال السرى رحمه الله صحبت زنجيا فى البرية فرأيته كلما ذكر الله تغير لونه وابيض فقلت يا هذا أرى عجبا فقال يا أخى اما انك لو ذكرت الله تغيرت صفتك قال الحكيم الترمذي رحمه الله ذكر الله يرطب اللسان فاذا خلا عن الذكر أصابته حرارة النفس ونار الشهوة فتعس ويبس وامتنعت الأعضاء عن الطاعة كالشجرة اليابسة لا تصلح الا للقطع وتصير وقود النار وبالتوحيد تحصل الطهارة التامة عن لوث الشرك والسوي فالنفس تدعو مع الشيطان الى أسفل السافلين والله تعالى يدعو بلسان نبيه الى أعلى عليين وقد دعا الأنبياء كلهم فقبحوا الأوثان والشرك والدنيا وحسنوا عبادة الله والتوحيد والاخرى ورغبوا الى الشكر والطاعة فى الدنيا التي هى الساعة بل كلمح البصر لا يرى لها اثر ولا يسمع لها خبر فالعاقل يستمع الى الداعي الحق ولا يكذب الخبر الصدق فيصل بالتصديق والقبول والرضى الى الدرجات العلى والراحة العظمى
مده براحت فانى حيات باقى را بمحنت دو سه روز از غم ابد بگريز
أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ اعتراض بين طرفى قصة ابراهيم عليه السلام لتذكير اهل مكة وانكار تكذيبهم بالبعث مع وضوح دليله والهمزة لانكار عدم رؤيتهم الموجب لتقريرها والواو للعطف على مقدر وإبداء الخلق اظهارهم من العدم الى الوجود ثم من الوجود الغيبى الى الوجود العيني قال الامام الغزالي رحمه الله الإيجاد إذا لم يكن مسبوقا بمثله يسمى إبداء وان كان مسبوقا بمثله يسمى إعادة والله تعالى بدأ خلق الإنسان ثم هو يعيدهم اى يرجعهم ويردهم بعد العدم الى الوجود ويحشرهم والأشياء كلها منه بدت واليه تعود. ومعنى الآية ألم ينظروا اى اهل مكة وكفار قريش ولم يعلموا علما جاريا مجرى الرؤية فى الجلاء والظهور كيفية خلق الله ابتداء من مادة ومن غير مادة اى قد علموا ثُمَّ يُعِيدُهُ

صفحة رقم 458
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية