آيات من القرآن الكريم

فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَىٰ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ
ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﰿ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ

فلا بد للسالك من إصلاح الطبيعة والنفس بالرياضة والمجاهدة وكان يستمع من حجرة الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره الجوع الجوع وحقيقته الزموا الجوع لا ان نفسه الزكية كانت تشكو من الجوع نسأل الله الوصول الى النعمة والتشرف بالرؤية وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ يوم منصوب باذكر المقدر والمراد يوم القيامة والضمير للكفار اى واذكر يا محمد لقومك يوم يناديهم ربهم وهو عليهم غضبان فَيَقُولُ تفسير للنداء أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ اى الذين كنتم تزعمونهم شركائى وكنتم تعبدونهم كما تعبدوننى فحذف المفعولان معا ثقة بدلالة الكلام عليهما قال فى كشف الاسرار وسؤالهم عن ذلك ضرب من ضروب العذاب لانه لا جواب لهم الا ما فيه فضيحتهم واعترافهم بجهل أنفسهم قالَ استئناف مبنى على حكاية السؤال كأنه قيل فماذا صدر عنهم حينئذ فقيل قال الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فى الأزل بان يكونوا من اهل النار المردودين يدل عليه قوله تعالى (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) الآية كما فى التأويلات النجمية وقال بعض اهل التفسير معنى حق عليهم القول ثبت مقتضاه وتحقق مؤداه وهو قوله (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وغيره من آيات الوعيد والمراد بهم شركاؤهم من الشياطين او رؤساؤهم الذين اتخذوهم أربابا من دون الله بان أطاعوهم فى كل ما امروهم به ونهوهم عنه وتخصيصهم بهذا الحكم مع شموله للاتباع ايضا لاصالتهم فى الكفر واستحقاق العذاب ومسارعتهم الى الجواب مع كون السؤال للعبدة لتفطنهم ان السؤال عنهم لاستحقارهم وتوبيخهم بالإضلال وجزمهم بان العبدة سيقولون هؤلاء أضلونا رَبَّنا [اى پروردگار ما] هؤُلاءِ اى كفار بنى آدم او الاتباع هم الَّذِينَ أَغْوَيْنا فحذف الراجع الى الموصول ومرادهم بالاشارة بيان انهم يقولون ما يقولون بمحضر منهم وانهم غير قادرين على إنكاره ورده أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا هو الجواب فى الحقيقة وما قبله تمهيد له اى ما أكرهنا على الغى وانما أغوينا بما قضيت لنا ولهم الغواية والضلالة مساكين بنو آدم انهم من خصوصية ولقد كرمنا بنى آدم يحفظون الأدب مع الله فى أقصى البعد كما يتأدب الأولياء على بساط أقصى القرب ولا يقولون أغويناهم كما اغويتنا كما قال إبليس صريحا ولم يحفظ الأدب رب بما أغويتني لاقعدن لهم تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ منهم ومما اختاروه من الكفر والمعاصي هوى منهم وهو تقرير لما قبله ولذا لم يعطف عليه وكذا قوله تعالى ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ إيانا مفعول يعبدون اى ما كانوا يعبدوننا وانما كانوا يعبدون أهواءهم ويطيعون شهواتهم وَقِيلَ لمن عبد غير الله توبيخا وتهديدا والقائلون الخزنة ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ اى الأصنام ونحوها ليخلصوكم من العذاب أضافها إليهم لادعائهم انها شركاء الله فَدَعَوْهُمْ من فرط الحيرة فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ضرورة عدم قدرتهم على الاستجابة والنصرة وَرَأَوُا الْعَذابَ الموعود قد غشيهم لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ لوجه من وجوه الحيل يدفعون به العذاب او الى الحق فى الدنيا لما لقوا ما لقوا من العذاب وقال بعضهم لو للتمنى هنا اى تمنوا لو انهم كانوا مهتدين لا ضالين وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ اى واذكر يوم ينادى الله الكفار نداء تقريع وتوبيخ فَيَقُولُ ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [چهـ جواب داديد] المرسلين الذين أرسلتهم

صفحة رقم 421

إليكم حين دعوكم الى توحيدى وعبادتى ونهوكم عن الشرك فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ [پس پوشيده باشد بر ايشان خبرها يعنى آنچهـ با پيغمبران كفته باشند وندانند كه چهـ كويند] قال اهل التفسير اى صارت كالعمى عنهم لا تهتدى إليهم وأصله فعموا عن الانباء اى الاخبار وقد عكس بان اثبت العمى الذي هو حالهم للانباء مبالغة وتعدية الفعل بعلى لتضمنه معنى الخفاء والاشتباه وإذا كانت الرسل يفوضون العلم فى ذلك المقام الهائل الى علام الغيوب مع نزاهتهم عن غائلة السؤال فما ظنك باهل الضلال من الأمم

بجايى كه دهشت برد انبيا تو عذر كنه را چهـ دارى بيا
فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ اى لا يسأل بعضهم بعضا عن الجواب لفرط الدهشة واستيلاء الحيرة او للعلم بان الكل سواء فى الجهل فَأَمَّا مَنْ تابَ من الشرك وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً اى جمع بين الايمان والعمل الصالح فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ اى الفائزين بالمطلوب عند الله تعالى الناجين من المهروب: وبالفارسية [پس شايد آنكه باشد از رستكاران ورستكارى باجابت حضرت رسالت عليه السلام باز بسته است]
مزن بي رضاىء محمد نفس ره رستكارى همين است وبس
خلاف پيغمبر كسى ره كزيد كه هركز بمنزل نخواهد رسيد
وعسى للتحقيق على عادة الكرام او للترجى من قبل التائب بمعنى فليتوقع الافلاح قال فى كشف الاسرار انما قال فعسى يعنى ان دام على التوبة والعمل الصالح فان المنقطع لا يجد الفلاح ونعوذ بالله من الحور بعد الكور فينبغى لاهل الآخرة ان يباشروا الأعمال الصالحة ويديموا على اورادهم وللاعمال تأثير عظيم فى تحصيل الدرجات وجلب المنافع والبركات ولها نفع لاهل السعادة فى الدنيا والآخرة ولاهل الشقاوة لكن فى الدنيا فقط فانهم يجلبون بها المقاصد الدنيوية من المناصب والأموال والنعم وقد عوض عن عبادة الشيطان قبل كفره طول عمره ورأى اثرها فى الدنيا فلا بد من السعى بالايمان والعمل الصالح- حكى- ان ابراهيم بن أدهم قدس سره لما منع من دخول الحمام بلا اجرة تأوه وقال إذا منع الإنسان من دخول بيت الشيطان بلا شىء فأنى يدخل بيت الرحمن بلا شىء وأفضل الأعمال التوحيد وذكر رب العرش المجيد ولو ان رجلا اقبل من المغرب الى المشرق ينفق الأموال والآخر من المشرق الى المغرب يضرب بالسيف فى سبيل الله كان الذاكر لله أعظم وفى الحديث (ذكر الله علم الايمان) اى لان المشرك إذا قال لا اله الا الله يحكم بإسلامه وبراءة من النفاق اى لان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا (وحرز من الشيطان وحصن من النار) كما جاء فى الكلمات القدسية (لا اله الا الله حصنى فمن دخل حصنى أمن من عذابى) وفى التأويلات النجمية (فَأَمَّا مَنْ تابَ) اى رجع الى الحضرة على قدمى المحبة وصدق الطلب (وَآمَنَ) بما جاء به النبي عليه السلام من الدعوة الى الله (وَعَمِلَ صالِحاً) بالتمسك بذيل متابعة دليل كامل واصل صاحب قوة وقدرة توصله الى الله تعالى (فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) الفائزين من اسر النفس المخلصين من حبس الانانية الى قضاء وسعة الهوية

صفحة رقم 422
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية