آيات من القرآن الكريم

كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ
ﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ ﭺﭻﭼﭽ ﭿﮀﮁ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮐﮑﮒﮓﮔ ﮖﮗﮘ ﮚﮛﮜﮝ ﮟﮠﮡﮢﮣ ﮥﮦﮧ ﮩﮪﮫﮬ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔ

شرح الكلمات:
كذبت ثمود المرسلين: أي كذبت قبيلة ثمود نبيّها صالحاً.
فيما هاهنا آمنين: أي من الخيرات والنعم غير خائفين من أحد.
طلعها هضيم: أي طلع النخلة لين ناعم ما دام في كُفرَّاه أي غطاؤه الذي عليه.
وتنحتون من الجبال بيوتاً: أي تنجرون بآلات النحت الصخور في الجبل وتتخذون منها بيوتاً.
فرهين: أي حذقين من جهة وبطرين متكبرين مغترين بصنيعكم من جهة أخرى.
وأطيعون: أي فيما أمرتكم به.
المسرفين: أي في الشر والفساد بالكفر والعناد.
الذين يفسدون في الأرض: أي بارتكاب الذنوب العظام فيها.
ولا يصلحون فيها: أي بفعل الطاعات والقربات.
معنى الآيات:
هذا بداية قصص نبي الله صالح عليه السلام قال تعالى ﴿كذبت١ ثمود المرسلين﴾ أي جحدت قبيلة ثمود ما جاءها به رسولها صالح، ﴿إذ قال لهم أخوهم﴾ في النسب لا في الدين إذ هو مؤمن وهم كافرون ﴿ألا تتقون٢﴾ أي يحضهم على التقوى ويأمرهم بها لأن فيها نجاتهم والمراد من التقوى اتقاء عذاب الله بالإيمان به وتوحيده وطاعته وطاعة رسوله
وقوله ﴿إني لكم رسول أمين﴾ يعلمهم بأنه مرسل من قبل الله تعالى إليهم أمين على رسالة الله وما تحمله من العلم والبيان والهدى إليهم. ﴿فاتقوا الله وأطيعون﴾ كرر الأمر بالتقوى وبطاعته إذ هما معظم رسالته ومَتَى حقّقها المرسل إليهم اهتدوا وأفلحوا ﴿وما أسألكم عليه من أجر﴾ أبعد تهمة المادة لما قد يقال أنه يريد مالاً فأخبرهم في صراحة أنه لا يطلب على إبلاغهم دعوة ربهم أجراً من أحد إلا من الله رب العالمين إذ هو الذي يثيب ويجزي العاملين له وفي دائرة طاعته وقوله فيما أخبر تعالى به عنه ﴿أتتركون٣ فيما ههنا﴾ بين

١ ثمود: أمّة تسكن بالحجر شمال الحجاز، وتعرف اليوم بمدائن صالح والمراد من المرسلين: نبي الله صالح عليه السلام، وتكذيبها به معتبر تكذيبا لكل الرسل، لأن دعوة الرسل واحدة.
٢ الاستفهام للإنكار أي: ينكر عليهم عدم تقواهم ويحضهم عليها.
٣ الاستفهام إنكاري توبيخي وفيه حضهم على الشكر إذ ما هم فيه من النعمة يقتضي ذلك.

صفحة رقم 670

أيديكم من الخيرات ﴿آمنين﴾ غير خائفين، وبين ما أشار إليه بقوله فيما ها هنا فقال ﴿في جنات﴾ أي بساتين ومزارع بمدائنهم وهي إلى الآن قائمة ﴿وعيون وزروع، ونخل طلعها١ هضيم﴾ أي لين ناعم ما دام في كفراه أي غلافه ﴿وتنحتون من الجبال بيوتاً﴾ لما خولكم الله من قوة ومعرفة بفن النحت حتى أصبحتم تتخذون من الجبال الصم بيوتاً تسكنونها شتاء فتقيكم البرد. وقوله ﴿فرهين﴾ هذا حال من قوله ﴿وتنحتون من الجبال﴾ ومعنى ﴿فرهين٢﴾ حذقين فن النحت وبطرين متكبرين مغترين بقوتكم وصناعتكم، إذاً ﴿فاتقوا الله﴾ يا قوم بترك الشرك والمعاصي ﴿وأطيعون﴾ فيما آمركم به وأنهاكم عنه وأدعوكم إليه ﴿ولا تطيعوا أمر المسرفين٣﴾ أي على أنفسهم بارتكاب الكبائر وغشيان الذنوب. ﴿الذين يفسدون في الأرض﴾ أي بمعاصي الله ورسوله فيها ﴿ولا يصلحون﴾ أي جمعوا بين الفساد والإفساد، وترك الصلاح والإصلاح.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- دعوة الرسل واحدة ولذا التكذيب برسول يعتبر تكذيباً بكل الرسل.
٢- الأمانة شعار كل الرسل والدعاة الصادقين الصالحين في كل الأمم والعصور.
٣- مشروعية التذكير بالنعم ليذكر المنعم فيُحب ويطاع.
٤- التحذير من طاعة المسرفين في الذنوب والمعاصي لوخامة عاقبة طاعتهم.
٥- تقرير أن الفساد في الأرض يكون بارتكاب المعاصي فيها.

١ الطلع: وعاء كنصل السيف بباطنه شماريخ القنو ويسمى هذا الطلع بالكم بكسر الكاف ويقال له: الطلع لأنه يطلع من قلب النخلة وبعد أيام من طلوعه ينفلق من نفسه ويؤبر وبعد قليل يصبح بلحاً فبُسراً فُرطباً فتمراً وذكر النخل يقال له: فحال بضم الفاء وتشديد الحاء مفتوحة والجمع فحاحيل.
٢ ﴿فرهين﴾ قراءة الجمهور، وقرىء ﴿فارهين﴾ مشتق من الفراهة التي هي الحذق والكياسة أي: عارفين حذقين بنحت البهوت من الجبال.
٣ يريد رؤساءهم في الضلالة ممن يحثونهم على الشرك والفساد في البلاد بارتكاب الذنوب والآثام.

صفحة رقم 671
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
عرض الكتاب
المؤلف
جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري
الناشر
مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة
سنة النشر
1424
الطبعة
الخامسة
عدد الأجزاء
5
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية