آيات من القرآن الكريم

إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ

ظهور أمرها؟ أم سببه أنهم يخافون أن يجور الله ورسوله عليهم في الحكم؟
وخلاصة ذلك: لا يخرج أمرهم عن أن يكون في القلوب مرض لازم بالكفر والنفاق، أو عروض شك في الدين، أو خوف من أن يجور الله ورسوله عليهم، أيًّا كان الأمر، فهو كفر وضلال، والله عليم بما انطوت عليه قلوبهم من المرض.
ثم أبطل السببين الأولين، وأثبت الثالث، فقال: ﴿بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾؛ أي: ليس العدول إلا للسبب الأول فحسب، فهم ما عدلوا إلا لما في قلوبهم من المرض والنفاق، وظلمهم لأنفسهم بمخالفة أمر ربهم، ومعصيتهم له فيما أمرهم به، من الرضا بحكم رسوله - ﷺ - فيما أحبوا وكرهوا، والتسليم لقضائه.
٥١ - وبعد أن نفى عنهم الإيمان الحق، بين صفات المؤمن الكامل، فقال: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِين﴾ بالنصب، على أنه خبر ﴿كَانَ﴾ وأن وما في حيزها اسمها. ﴿إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ﴾؛ أي: إلى كتابه ﴿وَرَسُولِهِ﴾؛ أي: وإلى سنة رسوله - ﷺ - ﴿لِيَحْكُمَ﴾ الرسول ﴿بَيْنَهُمْ﴾ وبين خصومهم، سواء كانوا منهم أو من غيرهم ﴿أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا﴾ الدعاء وأجبناه ﴿وَأَطَعْنَا﴾ أمرهما بالإجابة، والقبول، والطاعة موافقة الأمر طوعًا، وهي تجوز لله ولغيره، كما في "فتح الرحمن".
وقرأ الجمهور (١): قول المؤمنين بالنصب على أنه خبر كان، وأن يقولوا اسما، وهذا أقوى صناعةً؛ لأن الأولى جعل الأعرف اسم كان، وأن يقولوا أوغل في التعريف؛ لأن الفعل المصدَّر بأن لا سبيل إلى تنكيره، بخلاف قول المؤمنين، فإنه يجوز تنكيره، بعزل الإضافة عنه.
والمعنى: إنما كان قول المؤمنين المخلصين عند الدعوة خصوصية، قولهم: سمعنا وأطعنا.
وقرأ علي (٢) وابن أبي إسحاق والحسن قول المؤمنين بالرفع، وهذا أفيد

(١) المراح.
(٢) المراح.

صفحة رقم 388
حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
محمد الأمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن الأرمي العلوي الهرري الشافعي
راجعه
هاشم محمد علي مهدي
الناشر
دار طوق النجاة، بيروت - لبنان
سنة النشر
1421
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية