آيات من القرآن الكريم

إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ ﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﰗﰘ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ

باطل؟!! بل ألحقهم الخوف من أن يحيف عليهم حكم الرسول صلّى الله عليه وسلّم لما شعروا به من ضلالهم وظلمهم؟!! كلا! وألف كلا! لم يكن شيء من ذلك عند من أعرض عن حكم الرسول قديما وبدليل أنهم يأتون إليه مذعنين عند ما يعلمون أن الحكم في جانبهم، وأنهم لا يتكلفون شيئا.
فهل هذا إلا لشيء واحد هو ظلمهم، وتمسكهم به، والاستفهام في الآية لإنكار أن يكون السبب غير الظلم فقط وتمسكهم به.
وانظر إلى مكانة الرسول صلّى الله عليه وسلّم حيث جعل مع الله في سلك واحد في قوله وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ فقد بينت الآية أن حكم الرسول هو حكم الله فهل يعقل أن من هذا وضعه مع الله- سبحانه- يحيف في الحكم، أو ينطق عن الهوى أو بالإثم؟!!.

رب إن الهدى هداك وآيا تك نور تهدى بها من تشاء
هؤلاء هم المؤمنون الممتثلون [سورة النور (٢٤) : الآيات ٥١ الى ٥٤]
إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٥٢) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٥٣) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٥٤)

صفحة رقم 693

المفردات:
جَهْدَ أَيْمانِهِمْ
قدر طاقتهم من اليمين وَيَتَّقْهِ أى: ويتق فالهاء للسكت.
المعنى:
لقد مضى الكلام في المنافقين المترددين في قبول حكم الله وحكم رسوله، الذين يسيرون مع الإسلام إذا كانت لهم مصلحة، فإن ابتعدت المصلحة ابتعدوا عن الإسلام وركبه، واعلم يا أخى أن هذه أمراض لا زلنا نراها في كثير من الناس؟ أما المؤمنون الصادقون فها هو ذا قولهم الحق الناشئ عن إيمانهم الصدق، إنما كان قول المؤمنون إذا دعوا إلى الله ورسوله في أى شيء يتعلق بهم وبخاصة في الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله، إنما كان قولهم أن يقولوا بألسنتهم وقلوبهم: سمعنا وأطعنا، أى: سمعنا دعوتكم للتحاكم لرسول الله وشرعه، وأطعناكم فيما تطلبون، وتلك مقالة المؤمنين الواثقين المتمكنين.
ومن يطع الله ورسوله في أمور الدين كلها، ومن يخش الله أى: يخف عذابه وعقابه فيما مضى من الذنوب، ويتقه فيما يستقبل منها فأولئك هم الفائزون وحدهم، لأجل اتصافهم بطاعة الله وطاعة رسوله وبخشيته وتقواه.
ثم عاد الكلام إلى الفريق الأول من المنافقين، وما أكثرهم في كل زمان ومكان وأقسموا بالله جهد طاقتهم من الأيمان لئن أمرتهم ليخرجن إلى العدو أو ليخرجن من أموالهم بالصدقة، فيرد الله عليهم قائلا: قل لهم: لا تقسموا... طاعتكم معروفة.
فأنتم تطيعون في السهل من الأمور كالصلاة مثلا، أما صعبها كتحكيم كتاب الله أو الجهاد أو الشيء يحتاج إلى بذل وعطاء فلستم معنا إن الله خبير بما تعملون.
قل لهم يا محمد: أطيعوا الله وأطيعوا رسوله في كل ما فرض الله وسن رسوله،

صفحة رقم 694
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية