آيات من القرآن الكريم

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ
ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ

٨١ - ﴿عَاصِفَةً﴾ العصوف شدة حركتها، والتِّبْن عصف لأنها تعصفه بشدة تطييرها له ﴿الأَرْضِ﴾ الشام بورك فيها بمن بُعث فيها من الأنبياء، أو بأن مياه أنهار الأرض تجري منها، أو بما أودعها من الخيرات فما نقص من الأرض زيد في الشام وما نقص من الشام زيد في فلسطين. ﴿وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وءاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين﴾ ٨٣ - ﴿وأيوب﴾ كان ذا مال وولد فهلك ماله، ومات أولاده، ثم بُلي في بدنه فقرح وسعى فيه الدود واشتد بلاؤه فطرح على مزبلة بني إسرائيل ولم يبقَ أحدٌ يدنو منه إلا امرأته. ﴿الضُّرُّ﴾ المرض، أو البلاء الذي بجسده حتى

صفحة رقم 332

كانت الدود تسقط منه فيردها ويقول كُلي مما رزقك الله، أو الشيطان لقوله ﴿مَسَّنِىَ الشيطان بِنُصْبٍ﴾ [ص: ٤١] أو وثب ليصلي فلم يقدر فقال: ﴿مَسَّنِىَ الضُّرُّ﴾ إخباراً عن حاله لا شكوى لبلائه، أو انقطع عنه الوحي أربعين يوماً فخاف هجران ربه فقال: ﴿مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ﴾ تقديره أيمسني الضر وأنت أرحم الراحمين، أو أنت أرحم بي أن يمسني الضر، أو قاله استقالة من ذنبه ورغباً إلى ربه، أو شكا ضره استعطافاً / [١١٤ / أ] لرحمته وكشف بلائه.

صفحة رقم 333
تفسير العز بن عبد السلام
عرض الكتاب
المؤلف
عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقيّ
تحقيق
عبد الله بن إبراهيم الوهيبي
الناشر
دار ابن حزم - بيروت
سنة النشر
1416
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
3
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية