آيات من القرآن الكريم

قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ

أخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة: أَن سحرة فِرْعَوْن كَانُوا تِسْعمائَة فَقَالُوا لفرعون: إِن يَكُونَا هَذَانِ ساحران فَإنَّا نغلبهم فَإِنَّهُ لَا

صفحة رقم 586

أَسحر منا وَإِن كَانَ من رب الْعَالمين فَلَمَّا كَانَ من أَمرهم ﴿خروا سجدا﴾ أَرَاهُم الله فِي سجودهم مَنَازِلهمْ الَّتِي إِلَيْهَا يصيرون فَعندهَا قَالُوا: ﴿لن نؤثرك على مَا جَاءَنَا من الْبَينَات﴾ إِلَى قَوْله: ﴿وَالله خير وَأبقى﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْقَاسِم بن أبي بزَّة قَالَ: لما وَقَعُوا سجدا رَأَوْا أهل النَّار وَأهل الْجنَّة وثواب أهليهما فَقَالُوا: ﴿لن نؤثرك على مَا جَاءَنَا من الْبَينَات﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿وَمَا أكرهتنا عَلَيْهِ من السحر﴾ قَالَ: أَخذ فِرْعَوْن أَرْبَعِينَ غُلَاما من بني إِسْرَائِيل فَأمر أَن يعلمُوا السحر بالعوماء وَقَالَ: علموهم تَعْلِيما لَا يَغْلِبهُمْ أحد فِي الأَرْض
قَالَ ابْن عَبَّاس: فهم من الَّذين قَالُوا: ﴿إِنَّا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وَمَا أكرهتنا عَلَيْهِ من السَحَر﴾
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ فِي قَوْله: ﴿وَالله خير وَأبقى﴾ قَالَ: خير مِنْك أَن أطيع وَأبقى مِنْك عذَابا إِن عصي
وَأخرج مُسلم وَأحمد وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب فَأتى على هَذِه الْآيَة ﴿إِنَّه من يَأْتِ ربه مجرماً فَإِن لَهُ جَهَنَّم لَا يَمُوت فِيهَا وَلَا يحيى﴾ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أما أَهلهَا الَّذين هم أَهلهَا فَإِنَّهُم لَا يموتون فِيهَا وَلَا يحيون وَأما الَّذين لَيْسُوا بِأَهْلِهَا فَإِن النَّار تميتهم إماتة ثمَّ يقوم الشفعاء فيشفعون فَيُؤتى بهم ضبائر على نهر يُقَال لَهُ الْحَيَاة أَو الْحَيَوَان فينبتون كَمَا ينْبت القثاء فِي حميل السَّيْل وَالله أعلم
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ثَلَاث من كن فِيهِ لم ينل الدَّرَجَات العلى: من تكهَّن أَو استقسم أَو رده من سَفَره طيرة
وَأخرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي التَّرْغِيب عَن أبي الدَّرْدَاء سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: من كَانَ وصلَة لِأَخِيهِ إِلَى سُلْطَان فِي مبلغ بر أَو مدفع مَكْرُوه رَفعه الله فِي الدَّرَجَات
وَأخرج ابْن الْمُبَارك فِي الزّهْد وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن عون بن عبد الله قَالَ: إِن الله ليدْخل خلقا الْجنَّة فيعطيهم حَتَّى يملوا وفوقهم نَاس فِي ﴿الدَّرَجَات العلى﴾ فَإِذا نظرُوا إِلَيْهِم عرفوهم فَيَقُول: يَا رَبنَا إِخْوَاننَا كُنَّا مَعَهم فَبِمَ فضلتهم علينا فَيُقَال: هَيْهَات
إِنَّهُم كَانُوا يجوعون حِين تشبعون ويظمؤون حِين تروون ويقومون حِين تنامون ويستحصون حِين تختصون

صفحة رقم 587

فِيهِ قَالَ: ﴿يَا قوم إِنَّمَا فتنتم بِهِ وَإِن ربكُم الرَّحْمَن فَاتبعُوني وَأَطيعُوا أَمْرِي قَالُوا لن نَبْرَح عَلَيْهِ عاكفين حَتَّى يرجع إِلَيْنَا مُوسَى﴾ فَأَقَامَ هرون فِيمَن مَعَه من الْمُسلمين مَخَافَة أَن يَقُول لَهُ مُوسَى: ﴿فرقت بَين بني إِسْرَائِيل وَلم ترقب قولي﴾ وَكَانَ لَهُ سَامِعًا مُطيعًا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: إِن هرون مر بالسامري وَهُوَ يتنحت الْعجب فَقَالَ لَهُ: مَا تصنع قَالَ: اصْنَع مَا لَا يضر وَلَا ينفع فَقَالَ هرون: اللَّهُمَّ أعْطه مَا سَأَلَ على نَفسه وَمضى هرون فَقَالَ السامري: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك أَن يخور فخار
فَكَانَ إِذا خار سجدوا لَهُ وَإِذا خار رفعوا رؤوسهم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: إِن بني إِسْرَائِيل استعاروا حليا من القبط فَخَرجُوا بِهِ مَعَهم فَقَالَ لَهُم هَارُون: قد ذهب مُوسَى إِلَى السَّمَاء اجْمَعُوا هَذِه الْحلِيّ حَتَّى يَجِيء مُوسَى فَيَقْضِي فِيهِ مَا قضى فَجمع ثمَّ أذيب فَلَمَّا ألْقى السامري القبضة تحول ﴿عجلاً جسداً لَهُ خوار﴾ فَقَالَ: ﴿هَذَا إِلَهكُم وإله مُوسَى فنسي﴾ قَالَ: إِن مُوسَى ذهب يطْلب ربه فضل فَلم يعلم مَكَانَهُ وَهُوَ هَذَا
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: إِن جِبْرِيل لما نزل فَصَعدَ بمُوسَى إِلَى السَّمَاء بصر بِهِ السامري من بَين النَّاس فَقبض قَبْضَة من أثر الْفرس وَحمل جِبْرِيل مُوسَى خَلفه حَتَّى إِذا دنا من بَاب السَّمَاء صعد وَكتب الله الألواح وَهُوَ يسمع صرير الأقلام فِي الألواح فَلَمَّا أخبرهُ أَن قومه قد فتنُوا من بعده نزل مُوسَى فَأخذ الْعجل فأحرقه
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ السامري من أهل كرمان
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ انْطلق مُوسَى إِلَى ربه فَكَلمهُ فَلَمَّا كَلمه قَالَ لَهُ: ﴿وَمَا أعجلك عَن قَوْمك يَا مُوسَى﴾ ﴿قَالَ هم أولاء على أثري وعجلت إِلَيْك رب لترضى﴾ قَالَ: ﴿فَإنَّا قد فتنا قَوْمك من بعْدك وأضلهم السامري﴾ فَلَمَّا خَبره خبرهم قَالَ: يَا رب هَذَا السامري أَمرهم أَن يتخذوا الْعجل
أَرَأَيْت الرّوح من نفخها فِيهِ قَالَ الرب: أَنا
قَالَ: يَا رب
فَأَنت إِذا أضللتهم
ثمَّ رَجَعَ ﴿مُوسَى إِلَى قومه غَضْبَان أسفا﴾ قَالَ: حَزينًا ﴿قَالَ يَا قوم ألم﴾

صفحة رقم 588

وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن ابْن عُمَيْر قَالَ: إِن الرجل وَعَبده يدخلَانِ الْجنَّة فَيكون عَبده أرفع دَرَجَة مِنْهُ فَيَقُول: يَا رب هَذَا كَانَ عَبدِي فِي الدُّنْيَا فَيُقَال: إِنَّه كَانَ أَكثر ذكرا لله تَعَالَى مِنْك
وَأخرج أَبُو دَاوُد وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن أهل الدَّرَجَات العلى ليراهم من تَحْتهم كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الذري فِي أفق السَّمَاء وَأَن أَبَا بكر وَعمر مِنْهُم وانعما
الْآيَة ٧٧ - ٩٧

صفحة رقم 589
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
الناشر
دار الفكر - بيروت
سنة النشر
1432 - 2011
عدد الأجزاء
8
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية