آيات من القرآن الكريم

وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ
ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ

أعرفه عرفانا «١». ولا يصح هو زيد قائما حالا لأن الحال لا يعمل فيها إلا [٩/ أ] فعل/ أو معنى فعل، وجاز [قولك: هذا زيد قائما بدلالة اسم الإشارة على معنى الفعل، أي: أشير إلى زيد قائما، أي في حال قيامه] «٢».
فَلِمَ تَقْتُلُونَ [أَنْبِياءَ اللَّهِ] «٣» مِنْ قَبْلُ: والمراد: لم قتلتم لأنه كالصفة اللازمة لهم، كقولك للكاذب: لم تكذب؟ بمعنى: لم كذبت.
٩٧ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ: ردّ لمعاداتهم جبريل «٤»، أي: لو نزّله غير جبريل لنزّله أيضا على هذا الحد.
١٠٢ وَاتَّبَعُوا: يعني اليهود، ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ: أي: شياطين الإنس «٥» من السّحر.
وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ: ما سحر وذلك لإنكار اليهود نبوّته، وأنه ظهر من تحت كرسيّه كتب السّحر «٦».

(١) في «ج» : أثبته معروفا.
(٢) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٣) عن نسخة «ج».
(٤) هذه الآية نزلت في اليهود. وقال الطبري في تفسيره: ٢/ ٣٧٧: «أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا على أن هذه الآية نزلت جوابا لليهود من بني إسرائيل إذ زعموا أن جبريل عدوّ لهم، وأن ميكائيل وليّ لهم... ».
راجع سبب نزول الآية في مسند الإمام أحمد: ١/ ٧٤، وتفسير الطبري: (٢/ ٣٨٣- ٣٨٤)، وأسباب النزول للواحدي: ٦٤، وتفسير البغوي: ١/ ٩٦، وتفسير ابن كثير:
(١/ ١٨٥، ١٨٦).
(٥) قال الفخر الرازي في تفسيره: (٣/ ٢٢٠) :«واختلفوا في «الشياطين»، فقيل: المراد شياطين الجن وهو قول الأكثرين. وقيل: شياطين الإنس وهو قول المتكلمين من المعتزلة.
وقيل: هم شياطين الإنس والجن معا... ». [.....]
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٩، وتفسير الطبري: (٢/ ٤٠٥- ٤٠٧)، وأسباب النزول للواحدي: (٦٨، ٦٩)، وتفسير البغوي: (١/ ٩٨، ٩٩)، وتفسير ابن كثير: ١/ ١٩٤.
قال الطبري- رحمه الله-: «والصواب من القول في تأويل قوله: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ أن ذلك توبيخ من الله لأحبار اليهود الذين أدركوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجحدوا نبوته، وهم يعلمون أنه لله رسول مرسل وتأنيب منه لهم في- رفضهم تنزيله، وهجرهم العمل به، وهو في أيديهم يعلمونه ويعرفون أنه كتاب الله، واتباعهم واتباع أوائلهم وأسلافهم ما تلته الشياطين في عهد سليمان، وقد بينا وجه جواز إضافة أفعال أسلافهم إليهم فيما مضى... ».

صفحة رقم 114

وهو إما- إن فعلها- لئلا يعمل بها «١»، أو افتعلها السّحرة بعده لتفخيم السّحر «٢» وأنه استسخر به ولذلك قال: «تتلوا عليه» لأنّ في الحق:
تلا «٣» عنه.
وقيل: عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ معناه: على «٤» ذهاب ملكه، [أي:
حين نزع الله عنه الملك] «٥».
وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ أي: واتبعوا ذلك، وأنزل عليهما من السحر ليعلما ما السحر وفساده وكيف الاحتيال به.
فِتْنَةٌ: خبرة «٦» [من] «٧»، فتنت الذهب، أي تظهر «٨» بما تتعلمون

(١) ينظر: متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار: (٩٩- ١٠٣)، وتفسير الفخر الرازي: (٣/ ٢٣٨- ٢٣٩)، وتفسير القرطبي: ٢/ ٥٤.
(٢) تفسير الفخر الرازي: ٣/ ٢٢١.
(٣) المصدر السابق.
(٤) في «ج» و «ك» :«في ذهاب ملكه».
وانظر هذا المعنى في تفسير الطبري: (٢/ ٤١١، ٤١٢).
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
وقال الفخر الرازي- رحمه الله- في تفسيره: ٣/ ٢٢١ «أما قوله: عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ فقيل: في ملك سليمان عن ابن جريج، وقيل: على عهد ملك سليمان.
والأقرب أن يكون المراد: واتبعوا ما تتلوا الشياطين افتراء على ملك سليمان، لأنهم كانوا يقرءون من كتب السحر ويقولون: إن سليمان إنما وجد ذلك الملك بسبب هذا العلم، فكانت تلاوتهم لتلك الكتب كالافتراء على ملك سليمان»
.
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥٩، وفي تهذيب اللّغة للأزهري: ١٤/ ٢٩٦: «جماع معنى الفتنة في كلام العرب الابتلاء والامتحان وأصلها مأخوذ من قولك: فتنت الفضّة والذهب إذا أذبتهما بالنار ليتميز الرديء من الجيّد... ».
وانظر لسان العرب: ١٣/ ٣١٧ (فتن).
(٧) عن نسخة «ج».
(٨) في «ك» و «ج» :«أي اختبرته ليظهر... ».

صفحة رقم 115

منّا حالكم في اجتناب السحر الذي نعلم فساده والعمل به.
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما: أي: مكان ما علما من تقبيح السحر.
ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ: وذلك بالتبغيض «١»، أو إذا سحر كفر فتبين امرأته «٢». وقيل: بالجحد في (وما [أنزل] «٣» ).
وصرف ويتعلمون منهما إلى السّحر والكفر لدلالة ما تقدّم عليهما.
كقوله: يَتَجَنَّبُهَا
«٤» أي: الذكرى لدلالة سَيَذَّكَّرُ عليها.
بِإِذْنِ اللَّهِ: بعلم الله «٥»، أو بتخليته، أو بفعله وإرادته لأنّ الضّرر بالسّحر وإن كان لا يرضاه عنه «٦» تعالى عند السبب الواقع من الساحر.
وقال: لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ مع قوله: وَلَقَدْ عَلِمُوا لأنه في فريق

(١) تفسير الطبري: ٢/ ٤٤٧ عن قتادة.
(٢) تفسير الفخر الرازي: ٣/ ٢٣٩.
(٣) عن نسخة «ك» و «ج».
(٤) سورة الأعلى: الآيتان: (١٠، ١١).
(٥) قال الطبري- رحمه الله تعالى- في تفسيره: ٢/ ٤٤٩: «ول «الإذن» في كلام العرب أوجه منها:
- الأمر على غير وجه الإلزام. وغير جائز أن يكون منه قوله: وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لأن الله جل ثناؤه قد حرّم التفريق بين المرء وحليلته بغير سحر- فكيف به على وجه السحر؟ - على لسان الأمة.
- ومنها: التخلية بين المأذون له، والمخلّى بينه وبينه.
- ومنها العلم بالشيء، يقال منه: «قد أذنت بهذا الأمر» إذا علمت به... وهذا هو معنى الآية، كأنه قال جل ثناؤه: وما هم بضارين، بالذي تعلموا من الملكين، من أحد إلا بعلم الله، يعني: بالذي سبق له في علم الله أنه يضره».
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ١٤٣، والمحرر الوجيز: ١/ ٤٢٣، وتفسير الفخر الرازي:
٣/ ٢٣٩. [.....]
(٦) من المعلوم أن «رضي» يأتي لازما فيتعدى بحرف الجر «عن» نحو قولك: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ويأتي متعديا بنفسه نحو قوله: وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً، وعليه تكون صحة العبارة إما أن يقال: ولا يرضى عنه تعالى، وإما أن يقال: ولا يرضاه تعالى، حيث لم يجر العرف اللغوي باستعمال الفعل لازما متعديا في عبارة واحدة.

صفحة رقم 116
إيجاز البيان عن معاني القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم محمود بن أبي الحسن (علي) بن الحسين النيسابورىّ الغزنوي
تحقيق
حنيف بن حسن القاسمي
الناشر
دار الغرب الإسلامي - بيروت
سنة النشر
1415 - 1995
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية