
بالألف مع ضمِّ الياء وفتح الخاء وكسر الدال، على موافقة الكلمة الأولى.
وقرأ الباقون: (وَمَا يَخْدَعُونَ) بغير ألف مع فتح الياء والدال وإسكان الخاء (١).
﴿إِلَّا أَنْفُسَهُمْ﴾ لأنّ خدعَهم أنفسَهم لا يعدُوهم. وقالَ بعضُ أهلِ اللغةِ: يقالُ: خادَعَ: إذا لم يبلُغْ مُرادَهُ، وخَدَعَ: إذا بلغَ مرادَه، فلما لم ينفذْ خداعهم فيما قصدوه، كان مخادعةً، فلما وقع ضررُ فعلِهم على أنفسهم، كان في حقِّ أنفسِهم خِداعًا، وتفسيره: فلا ينفُذُ خداعهم فيمن قصدوه، فكأنهم خدعوا أنفسَهم؛ كما يقال: فلانٌ سخرَ بفلانٍ، وما سخرَ إلا بنفسِه، والنفسُ: ذاتُ الشيء وحقيقتُه.
﴿وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ الشعور: علمُ حِسّ؛ أي: لا يعلمون أنهم يخدعونَ أنفسَهم، وأنَّ وبالَ خداعِهم يعودُ عليهم.
• ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠)﴾.
[١٠] ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ شكٌّ ونِفاق، والمرضُ في اللغة: العلَّة،

سمي الشكُّ في الدين مرضًا؛ لأنه يُضعف الدينَ؛ كالمرضِ يضعفُ البدنَ.
﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ أي: أمدَّهم اللهُ بمرضٍ آخرَ تنميةً لمرضهم؛ لأن الآياتِ كانت تنزل تترًا آيةً بعدَ آيةٍ، فكلما (١) نزلتْ آية، فكفروا بها، ازدادوا شكًّا ونفاقًا. قرأ حمزةُ، وابنُ ذكوان: (فَزَادَهُمْ) بالإمالة، والباقون بالفتح (٢).
﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي: مؤلم.
﴿بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ أي: بتكذيبهم اللهَ ورسولَه في السرِّ. قرأ أهل الكوفة: (يَكْذِبُونَ) بفتح الياء والتخفيف؛ أي: بكذبهم إذ قالوا: آمنا، وهم غير مؤمنين، والكذبُ: إخبارٌ بما لم يقع. وقرأ الباقون: بضم الياء والتشديد على المعنى الأول (٣).
(٢) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: ٨٨)، و"المحتسب" لابن جني (١/ ٤٧)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: ٦٨)، و"تفسير البغوي" (١/ ١٩)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ١٢٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ٢٦).
(٣) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: ٨٨)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: ١٤١)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: ٨٦)، و"الكشف" لمكي (١/ ٢٢٧ - ٢٢٨)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: ٨٣)، و"تفسير البغوي" (١/ ١٩)، و"التيسير" للداني (ص: ٣٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٠٧ - ٢٠٨)، و "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ١٢٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (١/ ٢٦).