آيات من القرآن الكريم

قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا
ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ

كل آية نزلت في حادثة خاصة يفهم سبب نزولها، ويوقف على سرها، ونزلناه تنزيلا كاملا لا عوج فيه ولا نقص.
قل يا محمد: آمنوا به أو لا تؤمنوا، وهذا أمر، بالإعراض عنهم واحتقارهم حتى لا يكترث بهم. وهم إن لم يؤمنوا بالقرآن وهم أهل جاهلية وشرك فإن خيرا منهم وفضل وهم أهل الكتاب والعلماء منهم الذين عرفوا الوحى والنبوة قد آمنوا به وصدقوه فهذا عبد الله بن سلام، وتميم الداري وغيرهم، هؤلاء إذا يتلى عليهم القرآن يخرون سجدا لله تعظيما لأمره ولإنجاز ما وعد في الكتب المنزلة التي بشرت ببعثة النبي صلّى الله عليه وسلم.
ويقولون سبحان ربنا. إن كان وعد ربنا لمفعولا، ويخرون ساجدين على وجوههم في حالة البكاء، ويزيدهم سماع القرآن اطمئنانا في القلب وخشوعا. وهكذا كل مؤمن صادق في إيمانه.
بماذا ندعو الله [سورة الإسراء (١٧) : الآيات ١١٠ الى ١١١]
قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١١٠) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (١١١)
المعنى:
سمع المشركون النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول: يا الله يا رحمن، فقالوا: هذا ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلهين! فأنزل الله هذه الآيات.
قل لهم: ادعوا الله، أو ادعوا الرحمن، أى هذين الاسمين دعوتم وذكرتم فهو حسن، فله الأسماء الحسنى أى: فلله الأسماء الحسنى فإذا حسنت أسماؤه كلها المأثورة حسن هذان الاسمان منها وهما يفيدان التحميد والتقديس والتعظيم.

صفحة رقم 401

ومن الصواب أن نتبع الطريقة المثلى في الدعاء وهي الحد الوسط بين الجهر في الصوت والإسرار والإخفات فيه وخاصة في الصلاة بحيث تصلى فتسمع نفسك ولا تؤذى غيرك، وقيل المعنى: اجهر في صلاة الجهر، واخفت في صلاة الإخفات وهي صلاة الظهر والعصر، وابتغ بين ذلك أى: بين الجهر والسر سبيلا وسطا.
وقل: الحمد لله والثناء بالجميل على الفعل الجميل لله- سبحانه- الذي لم يتخذ ولدا فهو ليس محتاجا إليه، واتخاذ الولد من صفات الحوادث وهو منزه عنها، ولم يكن له شريك في الملك لأنه غير محتاج إليه، ولو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا، ولم يكن له ولى من الذل، أى: لم يكن له ناصر من الذل ومانع له منه، ولم يوال أحدا من أجل الذل إذ هو القادر المقتدر الخالق صاحب النعم- جل جلاله-.
وكبره تكبيرا وعظمه تعظيما يتناسب مع جلاله وقدسيته، والله أكبر ولله الحمد.

صفحة رقم 402
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية