آيات من القرآن الكريم

وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا
ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ

يطلب منه هذه الأشياء التي طلبها الكفار، لأن ذلك سوء أدب هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا أي: إنما أنا بشر، فليس في قدرتي شيء مما طلبتم، وأنا رسول فليس علي إلا التبليغ
إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا المعنى أن الذي منع الناس من الإيمان إنكارهم لبعث الرسول من البشر.
قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ الآية: معناها أنه لو كان أهل الأرض ملائكة لكان الرسول إليهم ملكا، ولكنهم بشر، فالرسول إليهم بشر من جنسهم، ومعنى مطمئنين:
ساكنين في الأرض شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ذكر في [الأنعام: ١٩] عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا قيل: هي استعارة بمعنى أنهم يوم القيامة حيارى، وقيل: هي حقيقة، وأنهم يكونون عميا وبكما وصما حين قيامهم من قبورهم كُلَّما خَبَتْ معناه في اللغة سكن لهبها، والمراد هنا: كلما أكلت لحومهم فسكن لهبها بدلوا أجسادا أخر، ثم صارت ملتهبة أكثر مما كانت وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً استبعاد للحشر وقد تقدم معنى الرفات والكلام في الاستفهامين أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الآية احتجاج على الحشر، فإن السموات والأرض أكبر من الإنسان، فكما قدر الله على خلقها فأولى وأحرى أن يقدر على إعادة جسد الإنسان بعد فنائه، والرؤية في الآية، رؤية قلب أَجَلًا لا رَيْبَ فِيهِ القيامة أو أجل الموت قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ لو حرف امتناع، ولا يليها الفعل إلا ظاهرا أو مضمرا، فلا بد من فعل يقدر هنا بعدها تقديره: تملكون ثم فسره بتملكون الظاهر، وأنتم تأكيد للضمير الذي في تملكون المضمر خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي أي الأموال والأرزاق، إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ أي:
لو ملكتم الخزائن لأمسكتم عن الإعطاء خشية الفقر، فالمراد بالإنفاق عاقبة الإنفاق وهو الفقر، ومفعول أمسكتم محذوف، وقال الزمخشري: لا مفعول له لأن معناه بخلتم، من قولهم للبخيل ممسك، ومعنى الآية وصف الإنسان بالشح وخوف الفقر، بخلاف وصف الله تعالى بالجود والغنى.
تِسْعَ آياتٍ بينات الخمس منها الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، والأربع انقلاب العصا حية، وإخراج يده بيضاء، وحل العقدة من لسانه، وفلق البحر وقد عد فيها

صفحة رقم 455

رفع الطور فوقه، وانفجار الماء من الحجر على أن يسقط اثنان من الأخر، وقد وعد فيها أيضا السنون، والنقص من الثمرات، روي أن بعض اليهود سألوا النبي صلّى الله عليه وسلّم عنها فقال: ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشي ببريء إلى السلطان ليقتله، ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا المحصنات، ولا تفروا يوم الزحف، وعليكم خاصة اليهود ألا تعدوا في السبت فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ أي اسأل المعاصرين لك من بني إسرائيل عما ذكرنا من قصة موسى لتزداد يقينا، والآية على هذا خطاب لمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وقال الزمخشري: إن المعنى قلنا لموسى اسأل بني إسرائيل من فرعون أي أطلب منه أن يرسلهم معك، فهو كقوله: أن أرسل معنا بني إسرائيل، فلا يرد قوله اسأل لموسى على إضمار القول، وقال أيضا: يحتمل أن يكون المعنى: اسأل بني إسرائيل أن يعضدوك ويكونوا معك، وهذا أيضا على أن يكون الخطاب لموسى، والأول أظهر.
إِذْ جاءَهُمْ الضمير لبني إسرائيل، والمراد آباؤهم الأقدمون والعامل في إذ على القول الأوّل آتينا موسى أو فعل مضمر، والعامل فيه على قول الزمخشري القول المحذوف مَسْحُوراً هنا وفي الفرقان: أي سحرت واختلط عقلك، وقيل: ساحر لَقَدْ عَلِمْتَ بفتح التاء خطاب لفرعون، والمعنى أنه علم أن الله أنزل الآيات، ولكنه كفر بها عنادا كقوله: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم، [النحل: ١٤] والإشارة بهؤلاء إلى الآيات مثبورا أي هالكا، وقيل: مصروفا عن الخير، قابل موسى قول فرعون: إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً بقوله: وإني لأظنك يا فرعون مثبورا فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ أي أرض مصر اسْكُنُوا الْأَرْضَ يعني أرض الشام لَفِيفاً أي جميعا مختلطين وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ الضمير للقرآن، وبالحق معناه في الموضعين بالواجب من المصلحة والسداد وقيل: معنى الأول كذلك: ومعنى الثاني ضد الباطل. أي بالحق في إخباره وأوامره ونواهيه وَقُرْآناً فَرَقْناهُ انتصب بفعل مضمر يدل عليه فرقناه، ومعناه بيناه وأوضحناه عَلى مُكْثٍ قيل: معناه على تمهل وترتيل في قراءته، وقيل: على طول مدة نزوله شيئا فشيئا من حين بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى وفاته، وذلك عشرون سنة، وقيل ثلاث وعشرون.
قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا أمر باحتقارهم وعدم الاكتراث بهم، كأنه يقول: سواء آمنتم أو لم تؤمنوا، لكونكم لستم بحجة، وإنما الحجة أهلم العلم من قبله، وهم المؤمنون من أهل الكتاب إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ يعني المؤمنين من أهل الكتاب وقيل:

صفحة رقم 456
التسهيل لعلوم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي
تحقيق
عبد الله الخالدي
الناشر
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت
سنة النشر
1416
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية