والحقائق فانه كان مأمورا بإخفائه الا لاهله من خواص الامة وقد توارثه العلماء بالله الى هذا الآن كما قال المولى الجامى
رسيد جان بلب ودم نمى توانم زد
كه سر عشق همى ترسم آشكار شود
واما ما صدر من بعضهم من دعوى المأمورية فى اظهار بعض الأمور الباعثة على تفرق الناس واختلافهم فى الدين فمن الجهل بالمراتب وعدم التمييز بين ما كان ملكليا ورحمانيا وبين ما كان نفسانيا وشيطانيا فان الطريق والمسلك والمطلب عزيز المنال والله الهادي الى حقيقة الحال
نكته عرفان مجو از خاطر آلودگان
جوهر مقصود را دلهاى پاك آمد صدف
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ اى لا تلتفت الى ما يقولون ولا تبال بهم ولا تقصد الانتقام منهم فان قلت قد دعا النبي عليه الصلاة والسلام على بعض الكفار فاستجيب له كما روى انه مر بالحكم ابن العاص فجعل الحكم يغمز به عليه السلام فرآه فقال (اللهم اجعل به وزغا) فرجف وارتعش مكانه والوزغ الارتعاش وهذا لا ينافى ما هو عليه من الحلم والإغضاء على ما يكره قلت ظهر له فى ذلك اذن من الله تعالى ففعل ما فعل وهكذا جميع أفعاله وأقواله فان الوارث الكامل لا يصدر منه الا ما فيه اذن الله تعالى فما ظنك بأكمل الخلق علما وعملا وحالا إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ بقمعهم وإهلاكهم قال الكاشفى [بدرستى كه ما كفايت كرديم از تو شر استهزا كنندكان] الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ [آنانكه ميزنند وشريك ميكنند با خداى حق] إِلهاً آخَرَ [خداى ديكر باطل] يعنى الأصنام وغيرها والموصول منصوب بانه صفة المستهزئين ووصفهم بذلك تسلية لرسول الله ﷺ وتهوينا للخطب عليه بإعلامه انهم لم يقتصروا على الاستهزاء به عليه الصلاة والسلام بل اجترءوا على العظيمة التي هى الإشراك بالله سبحانه فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [پس زود بدانند عاقبت كار وبينند مكافات كردار خود را] فهو عبارة عن الوعيد وسوف ولعل وعسى فى وعد الملوك ووعيدهم يدل على صدق الأمر وجده ولا مجال للشك بعده فعلى هذا جرى وعد الله ووعيده والجمهور على انها نزلت فى خمسة نفر ذوى شأن وخطر كانوا يبالغون فى إيذاء رسول الله ﷺ والاستهزاء به فاهلكهم الله فى يوم واحد وكان إهلاكهم قبل بدر منهم العاص بن وائل السهمي والدعمر وبن العاص رضى الله عنه كان يخلج خلف رسول الله بانفه وفمه يسخر به فخرج فى يوم مطير على راحلة مع ابنين له فنزل شعبا من تلك الشعاب فلما وضع قدمه على الأرض قال لدغت فطلبوا فلم يجدوا شيأ فانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير فمات مكانه ومنهم الحارث بن القيس بن العطيلة أكل حوتا مالحا فاصابه عطش شديد فلم يزل يشرب الماء حتى انقد اى انشق بطنه فمات فى مكانه ومنهم الأسود بن المطلب بن الحارث خرج مع غلام له فاتاه جبريل وهو قاعد الى اصل شجرة فجعل ينطح اى يضرب جبريل رأسه على الشجرة وكان يستغيث بغلامه فقال غلامه لا أرى أحدا يصنع بك شيأ غير نفسك فمات مكانه وكان هو وأصحابه يتغامزون بالنبي وأصحابه ويصفرون إذا رأوه ومنهم اسود بن عبد يغوث خرج
صفحة رقم 491
من اهله فاصابه السموم فاسود حتى صار كالفحم واتى اهله فلم يعرفوه فاغلقوا دونه الباب ولم يدخلوه دارهم حتى مات قال فى انسان العيون هواى الأسود هذا ابن خال النبي عليه الصلاة والسلام وكان إذا رأى المسلمين قال لاصحابه استهزاء بالصحابة قد جاءكم ملوك الأرض الذين يرثون كسرى وقيصر وذلك لان ثياب الصحابة كانت رثة وعيشهم خشنا ومنهم الوليد ابن المغيرة والد خالد رضى الله عنه وعم ابى جهل خرج يتبختر فى مشيته حتى وقف على رجل يعمل السهام فتعلق سهم فى ثوبه فلم ينقلب لينحيه تعاظما فاخذ طرف ردائه ليجعله على كتفه فاصاب السهم اكحله فقطعه ثم لم ينقطع عنه الدم حتى مات وقال الكاشفى فى تفسيره [آورده اند كه پنج تن از اشراف قريش در إيذاء وآزار سيد عالم ﷺ بسيار كوشيدندى وهر جا كه ويرا ديدندى بفسوس واستهزاء پيش آمدندى روزى آن حضرت در مسجد حرام نشسته بود با جبرائيل اين پنج تن بر آمدند وبدستور معهود سخنان كفته بطواف حرم مشغول شدند جبرائيل فرمود يا رسول الله
مرا فرموده اند كه شر ايشانرا كفايت كنم پس اشارت كرد بساق وليد بن مغيره وبكف پاى عاص بن وائل وبه بينى حارث بن قيس وبر وى اسود بن عبد يغوث وبچشم اسود بن مطلب وهر پنج ازيشان در اندك زمانى هلاك شدند وليد بدكان تير تراشى بگذشت و پيكانى در دامن او آويخت از روى عظمت سر زير نكرد كه از جامه باز كند آن پيكان ساق ويرا مجروح ساخت ورك شريانى از آن بريده كشت وبدوزخ رفت وخارى در كف پاى عاص خليده پايش ورم كرد وبدان بمرد واز بينى حارث خون وقبح روان شد وجان بداد واسود روى خود را بخاك وخاشاك ميزد تا هلاك شد و چشم اسود بن مطلب نابينا شد از غضب سر بر زمين زد تا جانش بر آمد] وحينئذ يكون معنى كفاية هذا له عليه الصلاة والسلام انه لم يسع ولم يتكلف فى تحصيل ذلك كما فى انسان العيون وهؤلاء هم المرادون بقوله إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ وان كان المستهزءون غير منحصرين فيهم فقد جاء ان أبا جهل وأبا لهب وعقبة والحكم بن العاص ونحوهم كانوا مستهزئين برسول الله ﷺ فى اكثر الأوقات بكل ما أمكن لهم من طرح القذر على بابه والغمز ونحوهما: وفى المثنوى
آن دهان كژ كرد واز تسخر بخواند
مر محمد را دهانش كژ بماند
باز آمد كاى محمد عفو كن
اى ترا الطاف وعلم من لدن
من تر أفسوس مى كردم ز جهل
من بدم أفسوس را منسوب واهل
چون خدا خواهد كه پرده كس درد
ميلش اندر طعنه پاكان برد
ور خدا خواهد كه پوشد عيب كس
كم زند در عيب معيوبان نفس
وفى التأويلات إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الذين يستعملون الشريعة بالطبيعة للخليقة ويرائون انهم لله يعملون استهزاء بدين الله الله يستهزئ بهم الى قوله وما كانوا مهتدين لانهم الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وهو الخلق والهوى والدنيا فى استعمال الشريعة بالطبيعة فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حين يجازيهم الله بما يعملون لمن عملوا كما قيل
صفحة رقم 492