آيات من القرآن الكريم

وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ
ﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ ﯗﯘﯙﯚﯛ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﯵﯶﯷﯸﯹ

ثم جاء فى موازنة الاحمرار قوله تعالى فى السعداء وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ فان الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه فالضحك فى السعداء احمرار الوجنات ثم جعل فى موازنة تغيير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى مُسْتَبْشِرَةٌ وهو ما اثره السرور فى بشرتهم كما اثر السواد فى بشرة الأشقياء فَما أَغْنى عَنْهُمْ اى لم يدفع عنهم ما نزل بهم يقال ما يغنى عنك هذا اى ما يجدى عنك وما ينفعك ما كانُوا يَكْسِبُونَ من بناء البيوت الوثيقة والأموال الوافرة والعدد المتكاثرة- روى- ان صالحا عليه السلام انتقل بعد هلاك قومه الى الشام بمن اسلم معه فنزلوا رملة فلسطين ثم انتقل الى مكة فتوفى بها وهو ابن ثمان وخمسين سنة وكان اقام فى قومه عشرين سنة وعن جابر رضى الله عنه مررنا مع رسول الله ﷺ على الحجر فقال لنا (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم الا ان تكونوا باكين حذرا ان يصيبكم مثل ما أصاب هؤلاء) ثم زجر رسول الله ﷺ راحلته فاسرع حتى خلفها وكان هذا فى غزوة تبوك خشى ﷺ على أصحابه رضى الله عنهم ان يجتازوا على تلك الديار غير متعظين بما أصاب اهل تلك الديار فنبه عليه الصلاة والسلام على ان الإنسان لا ينبغى له السكنى فى أماكن الظلمة مخافة ان يصيبهم بلاء فيصاب به او تسرق طباعه من طباعهم ولو كانت خالية منهم لان آثارهم مذكرة بأحوالهم وربما أورثت قسوة وجبروتا يقول الفقير إذا كان لا ينبغى للمؤمن السكنى فى أماكن الظلمة لا ينبغى له أداء الصلاة فيها ولا الحركة إليها بلا ضرورة قوية فان الله تعالى خلق الأماكن على التفاوت كما خلق الأزمان كذلك وشان التقوى العزيمة دون الرخصة والمرء إذا اطلق أعضاءه الظاهرة اطلق قواه الباطنة وفيه اختلال الحال وميل القلب الى ما سوى الله المتعال ولن يكون عارفا الا بالتوجه الى الحضرة العلياء ذو النون المصري قدس سره [ميكويد روزى در أثناء سفر بدر شهرى رسيدم خواستم كه در اندرون شهر روم بر در آن شهر كوشكى ديدم وجويى روان بنزديك جوى رفتم وطهارت كردم چون چشم بر بام كوشك افتاد كنيزكى ديدم ايستاده در غايت حسن وجمال چون نظر او بمن افتاد كفت اى ذو النون چون ترا از دور ديدم پنداشتم كه مجنونى و چون طهارت كردى تصور كردم كه عالمى و چون از طهارت فارغ شدى و پيش آمدى پنداشتم كه عارفى اكنون محقق شدم كه نه مجنونى ونه عالمى ونه عارفى كفتم چرا كفت اگر ديوانه بودى طهارت نكردى واگر عالم بودى نظر بخانه بيكانه ونامحرم نكردى واگر عارف بودى دل تو بما سوى الله مائل نبودى: قال الخجندي

سالك پاك رو نخوانندش آنكه از ما سوى منزه نيست
آستين كوتهى چهـ سودانرا كه ز دنياش دست كوته نيست
وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما اى بين جنسى السموات والأرضين ولو أراد بين اجزاء المذكور لقال بينهن وفيه اشارة الى ان اصل السموات واحدة عند بعضهم ثم قسمت كذا فى الكواشي إِلَّا بِالْحَقِّ اى الا خلقا ملتبسا بالحق والحكمة لا باطلا وعبثا او للحق والباء توضع موضع اللام يعنى لينظر عبادى إليهما فيعتبروا

صفحة رقم 484

رب العالمين وهى السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) وهذا يدل على جواز اطلاق القرآن على بعضه قال فى فتح القريب عطف القرآن على السبع المثاني ليس من باب عطف الشيء على نفسه وانما هو من باب ذكر الشيء بوصفين أحدهما معطوف على الآخر اى هى الجامعة لهذين الوصفين يقول الفقير لما كانت الفاتحة أعظم ابعاض القرآن من حيث اشتمالها على حقائقه صح اطلاق الكل عليها واما كونها مثانى فباعتبار تكرر كل آية منها فى كل ركعة ولا يبعد كل البعد ان يقال ان تسميتها بالمثاني باعتبار كونها من أوصاف القرآن والجزء إذا كان كأنه الكل صح اتصافه بما اتصف به الكل لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ اى نظر عينيك ومد النظر تطويله وان لا يكاد يرده استحسانا للمنظور اليه اى ولا تطمح ببصرك طموح راغب ولا تدم نظرك إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ من زخارف الدنيا وزينتها ومحاسنها وزهرتها إعجابا به وتمنيا ان يكون لك مثله أَزْواجاً مِنْهُمْ أصنافا من الكفرة كاليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأصنام فان ما فى الدنيا من اصناف الأموال والذخائر بالنسبة الى ما أوتيته من النبوة والقرآن والفضائل والكمالات مستحقر لا يعبأ به فان ما أوتيته كمال مطلوب بالذات مفض الى دوام اللذات يعنى قد أعطيت النعمة العظمى

پيش درياى قدر حرمت تو نه محيط فلك حبابى نيست
دارى آن سلطنت كه در نظرت ملك كونين در حسابى نيست
فاستغن بما أعطيت ولا تلتفت الى متاع الدنيا ومنه الحديث (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) ذكر الحافظ لهذا الحديث اربعة أوجه: أحدها ان المراد بالتغنى رفع الصوت. والثاني الاستغناء بالقرآن عن غيره من كتاب آخر ونحوه لفضله كما قال ابو بكر رضى الله عنه من اوتى القرآن فرأى ان أحدا اوتى من الدنيا أفضل مما اوتى فقد صغر عظيما وعظم صغيرا. والثالث تغريد الصوت بحيث لا يخل بالمعنى فاختار رسول الله ﷺ ان يترك العرب التغني بالاشعار بقراءة القرآن على الصفة التي كانوا يعتادونها فى قراءة الاشعار. والرابع تحسين الصوت وتطييبه بالقراءة من غير تغريد الصوت وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ اى على الكفرة حيث لم يؤمنوا ولم ينتظموا فى سلك اتباعك ليتقوى بهم ضعفاء المسلمين لان مقدورى عليهم الكفر وقال الكاشفى [واندوه مخور بر ياران خود به بى نوايى ودرويشى] وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وتواضع لمن معك من فقراء المؤمنين وارفق بهم وطب نفسا عن ايمان الأغنياء مستعار من خفض الطائر جناحه إذا أراد ان ينخط قال فى تهذيب المصادر الخفض [فرو بردن] وهو ضد الرفع قال الله تعالى خافِضَةٌ رافِعَةٌ اى ترفع قوما الى الجنة وتخفض قوما الى النار [ودر كشف الاسرار كفته كه خفض جناح كنايتست از خوش خويى ومقرر است كه خلعت خلق عظيم جز بر بالاى آن حضرت نيامده]
ذات ترا وصف نكو خوييست خوى تو سرمايه نيكوييست
روز ازل دوخته حكيم قديم بر قد تو خلعت خلق عظيم
وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ اى المنذر المظهر لنزول عذاب الله وحلوله وقال فى انسان

صفحة رقم 487
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية