
﴿وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾
صفحة رقم 148
قوله عز وجل: ﴿ما ننزل الملائكة إلا بالحق﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: إلا بالقرآن، قاله القاسم. الثاني: إلا بالرسالة، قاله مجاهد. الثالث: إلا بالقضاء عند الموت لقبض أرواحهم، قاله الكلبي. الرابع: إلا بالعذاب إذا لم يؤمنوا، قاله الحسن. ﴿وما كانوا إذاً منظرين﴾ أي مؤخَّرين. قوله عز وجل: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر﴾ قال الحسن والضحاك يعني القرآن. ﴿وإنا له لحافظون﴾ فيه قولان: أحدهما: وإنا لمحمد حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه، حكاه ابن جرير. الثاني: وإنا للقرآن لحافظون. وفي هذا الحفظ ثلاثة أوجه: أحدها: حفظه حتى يجزى به يوم القيامة، قاله الحسن. الثاني: حفظه من أن يزيد فيه الشيطان باطلاً، أو يزيل منه حقاً، قاله قتادة. الثالث: إنا له لحافظون في قلوب من أردنا به خيراً، وذاهبوان به من قلوب من أردنا به شراً.
صفحة رقم 149