آيات من القرآن الكريم

وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ
ﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ

إذا توجس ركزًا (١) في سنابكها أو كان صاحب أرض أوشكت صدعًا
وقال عامة المفسرين (٢): لما رآهم إبراهيم شبابًا أقوياء، ولم يتحرموا بطعامه لم يأمن أن يكونوا جاءوا لبلاء، وذلك أن سنتهم كانت في ذلك الدهر إذا ورد عليهم القوم فأتوا بالطعام فلم يمسوه ظنوا أنهم عدو أو لصوص، فهنالك أوجس في نفسه فزعًا، ورأوا علامه ذلك في وجهه، وفقالوا له: لا تخف فإنَّا ملائكة الله أرسلنا إلى قوم لوط، فذلك قوله تعالى: ﴿أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾.
قال ابن الأنباري (٣): ومعناها أرسلنا بالعذاب إلى قوم [لوط، فأضمر؛ لقيام الدليل عليه بذكر الله ذلك في قوله في سورة أخرى: ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ] (٤) مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ﴾ [الذاريات: ٣٢، ٣٣] ونحو هذا قال أبو إسحاق (٥) سواء.
٧١ - قوله تعالى: ﴿وَامْرَأَتُهُ﴾، قال المفسرون (٦): يعني سارة بنت هاران بن ناحور ابنة عم إبراهيم.
= الإخطاء يُحم، والبيت من قصيدته في خرقاء يتثمبب بها، انظر: "اللسان" (وجس) ٨/ ٤٧٧٢، (أرض) ١/ ٦٢، (فوم) ٦/ ٣٤٩١ "تهذيب اللغة" ١/ ١٤٨ (أرض)، ٤/ ٣٤٦٨ (ميا)، "جمهرة اللغة" ١١٢٠،"تاج العروس" ٩/ ٢٨، (وجس) ١٠/ ٦ (أرض).
(١) في (ي): (ذكرًا).
(٢) هذا قول قتادة. انظر: الطبري ١٢/ ٧١، الثعلبي ٧/ ٤٩، البغوي ٤/ ١٨٨.
(٣) "زاد المسير" ٤/ ١٢٩.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٦١.
(٦) الثعلبي ٧/ ٤٩ أ، الطبري ١٢/ ٧١١، البغوي ٤/ ١٨٨.

صفحة رقم 473

وقوله تعالى: ﴿قَائِمَةٌ﴾، قيل: كانت قائمة من وراء الستر تتسمع إلى الرسل، وقيل: كانت قائمة تخدم الأضياف، وإبراهيم جالس معهم، ويؤكد هذا التأويل قراءة ابن مسعود (١) (وامرأته قائمة وهو قاعد فضحكت) واختلفوا في معنى الضحك هاهنا وفي سببه، فرُوي عن ابن عباس (٢) أنه قال: ضحكت أي: عجبت من فزع إبراهيم، وهذا قول مقاتل (٣) والكلبي (٤) قالا: ضحكت من خوف إبراهيم من ثلاثة وهو (٥) فيما بين حشمه وخدمه، فقيل لها: يا أيتها الضاحكة ستلدين غلامًا، فذلك قوله: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ﴾، فعلى هذا القول ضحكت للتعجب (٦) ففسر ضحكت: تعجبت لما كان بسبب العجب.
وروى سعيد عن قتادة (٧) قال: ضحكت من غفلة قوم لوط وقرب العذاب منهم، وحكى الفراء (٨) في هذه الآية قولين:
أحدهما: أنها (٩) ضحكت سرورًا بما زال عنها من الخوف؛ لأنها قد

(١) ساقط من (ب)، والقراءة ذكرها الطبري ١٢/ ٧٢، والثعلبي ٧/ ٤٩ أ، والقرطبي ٩/ ٦٦.
(٢) أخرجه إسحاق بن بشر وابن عساكر في "الدر" ٢/ ٦١٣، "زاد المسير" ٤/ ١٣٠.
(٣) "تفسير مقاتل" ١٤٧ ب، الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، البغوي ٤/ ١٨٨، القرطبي ٩/ ٦٧، "زاد المسير" ٤/ ١٣٠.
(٤) الطبري ١٢/ ٧٢، الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، البغوي ٤/ ١٨٩.
(٥) ساقط من (ب).
(٦) في (ب): (للتعجب).
(٧) الطبري ١٢/ ٧٢، الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، عبد الرزاق ٢/ ٣٠٦، وابن المنذر، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٥٤، وأبو الشيخ كما في "الدر" ٣/ ٦١٦، البغوي ٤/ ١٨٩، ورجح هذا القول الطبري ١٢/ ٧٤.
(٨) "معاني القرآن" ٢/ ٢٢.
(٩) في (ب): (أنه).

صفحة رقم 474

كانت خافت كما خاف إبراهيم، فلما قالوا إنَّا أرسلنا إلى قوم لوط زال عنهما جميعًا الخوف فضحكت سرورًا بالأمن.
الثاني: أن هذا على التقديم والتأخير، بتقدير: وامرأته قائمة فبشرناها بإسحاق فضحكت سرورًا بالتبشير، فقدم الضحك ومعناه التأخير، وعلى هذا التقدير يحمل أيضاً ما روي عن ابن عباس (١) ووهب (٢) أنهما قالا: ضحكت تعجبًا من أن يكون لها ولد على كبر سنها وسن زوجها.
وحكى أبو إسحاق (٣) قولاً آخر؛ وهو أن سارة قالت لإبراهيم: اضمم إليك ابن أخيك لوطًا، فإن العذاب سينزل بقومه، فلما قالت الرسل: إنا أرسلنا إلى قوم لوط، ضحكت سرورًا بموافقتها الصواب لما أتى الأمر على ما توهمت.
وقال مجاهد (٤) وعكرمة (٥): فضحكت أي: حاضت عند فرحها بالسلامة من الخوف، وجعل حيضها علامة لقرب وقت المولود الذي تبشر به، قال الفراء (٦): ضحكت: [حاضت لم يسمعه من ثقة، وقال الزجاج (٧):

(١) الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، "زاد المسير" ٤/ ١٣٠، البغوي ٤/ ١٨٩.
(٢) الطبري ١٢/ ٧٢، الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، وابن المنذر كما في "الدر" ٣/ ٦١٦، "زاد المسير" ٤/ ١٣٠، البغوي ٢/ ٣٩٣.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٦١.
(٤) الطبري ١٢/ ٧٣، الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، البغوي ٤/ ١٨٨، "زاد المسير" ٤/ ١٣٠، ابن عطية ٧/ ٣٤٥، القرطبي ٩/ ٦٦.
(٥) الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، البغوي ٤/ ١٨٨، "زاد المسير" ٤/ ١٣٠، القرطبي ٩/ ٦٦.
(٦) "معاني القرآن" ٢/ ٢٢.
(٧) "معانى القرآن وإعرابه" ٣/ ٦٢.

صفحة رقم 475

ليس بشيء ضحكت: حاضت] (١).
قال ابن الأنباري (٢): قد أنكر الفراء (٣) وأبو عبيد (٤)، وأبو عبيدة (٥) أن تكون ضحكت بمعنى (٦) حاضت، وعرفه غيرهم وأنشد (٧):

يضحك الضبع (٨) لقتلى هذيل وترى الذئب لها يستهل
قال: أراد تحيض فرحًا، وحكى الليث (٩) في هذه الآية. فضحكت طمثت، وحكى الأزهري (١٠) أن أصله ضحاك الطلعة إذا انشقت، قال. وقال الأخطل (١١) فيه بمعنى الحيض:
(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٢) "زاد المسير" ٤/ ١٣٠.
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ٢٢، "تهذيب اللغة" (ضحك) ٣/ ٢٠٩٩.
(٤) "الدر المصون" ٤/ ١١٤.
(٥) لم أجده في "مجاز القرآن" في موضعه ١/ ٢٩٣.
(٦) ساقط من (ب).
(٧) القائل: تأبط شرًّا، والبيت في "المحتسب" ١/ ٣٢٤، "جمهرة ابن دريد" ٢/ ١٦٧، "اللسان" (ضحك) ٥/ ٢٥٥٨، "شرح ديوان الحماسة" للمرزوقي ص ٨٣٧، "تهذيب اللغة" (ضحك) ٣/ ٢٠٩٩، "المعاني الكبير" ١/ ٢١٤، وينسب البيت أيضًا للشنفرى، ولابن أخت تأبط شرًّا أو لخلف الأحمر، انظر: "ديوان الشنفرى" ٨٤، و"الأغاني" ٦/ ٨٣، ولخلف الأحمر في "ديوان الحماسة" ٢/ ٨٣٧، و"شرح الحماسة" للتبريزي ٢/ ١٦٤.
(٨) في (ي): (الذئب).
(٩) "تهذيب اللغة" (ضحك) ٣/ ٢٠٩٩.
(١٠) "تهذيب اللغة" (ضحك) ٣/ ٢٠٩٩.
(١١) البيت في "تهذيب اللغة" (ضحك) ٣/ ٢٠٩٩، "اللسان" (ضحك) ٥/ ٢٥٥٨،"تاج العروس" (ضحك) ١٣/ ٦٠٣.

صفحة رقم 476

تضحك الضبع من دماء سليم إذ رأتها على الحداب تمور
قال الكميت:
وأضحكت الضباع سيوف سعد بقتلى ما دفن ولا ورينا
وقال أبو عمرو (١):
سمعت أبا موسى الحامض (٢) قال: سُئل ثعلب عن قوله ﴿فَضَحِكَتْ﴾ أي: حاضت، وقيل: إنه جاء في الخبر، فقال ثعلب: ليس في كلام العرب، والتفسير مسلم لأهل التفسير، فقيل له: فأنت أنشدتنا:
تضحك "الضبع" لقتلى هذيل
فقال ثعلب: تضحك هاهنا تكشر، وذلك أن الذئب ينازعها على القتلى فتكشر في وجهه وعيدًا، فيتركها ويمر.
وقوله تعالى: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ﴾، قال المفسرون (٣): كان إبراهيم قد ولد له من هاجر إسماعيل وكبر وشب، فتمنت سارة أن يكون لها ابن، وأيست من ذلك لكبر سنها، فبشرت على كبر السن بولد يكون نبيًا، ويلد نبيًا وهو قوله: ﴿وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾.
(١) البيت في: "شرح هاشميات الكميت" ٢٨٦، "الطبري" ١٢/ ٧٤، "اللسان" (ضحك) ٥/ ٢٥٥٨.
(٢) أبو موسى الحامض هو: سليمان بن محمد بن أحمد، نحوي، من العلماء باللغة والشعر، تلميذ ثعلب روى عنه أبو عمر الزاهد، من أهل بعداد، كان ضيق الصدر سيء الخلق، فلقب بالحامض، توفي سنة ٣٠٥ هـ. انظر: "وفيات الأعيان" ١/ ٢١٤، "إنباه الرواة" ٢/ ٢١، "الأعلام" ٣/ ١٣٢، "تاريخ بغداد" ٩/ ٦١.
(٣) القرطبي ٩/ ٦٩.

صفحة رقم 477

قال أبو إسحاق (١): بشروها بأنها تلد إسحاق وأنها تعيش إلى أن ترى ولد ولده. ﴿وَرَاءِ﴾ هنا تُفسر تفسيرين، أحدهما بمعنى: بعد، وهو قول ابن عباس (٢) في رواية الكلبي ومقاتل (٣)؛ قالوا: ومن بعد إسحاق يعقوب.
وروى حيان بن أبحر (٤) قال: كنت عند ابن عباس فجاءه رجل من هذيل فقال له: ما فعل فلان؟ لرجل منهم، قال: مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء، قال الله تعالى: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ يعني: ولد الولد، وهو قول الشعبي (٥) في هذه الآية، ورُوي أنه أقبل ومعه ابن ابن له، فقيل له: هذا ابنك؟ فقال: هذا ابني من الوراء، ونحو هذا قال قتادة، فإن قيل يعقوب ولد إسحاق لصلبه فكيف يكون وراء له وإنما هو وراء للجد، كما قال الشعبي لولد ولده هذ ابن ي من الوراء [ونحو هذا] (٦).
قال ابن الأنباري (٧): معناه من الوراء المنسوب إلى إسحاق يعقوب؛

(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٦٢.
(٢) "زاد المسير" ٤/ ١٣١، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٥٦.
(٣) "زاد المسير" ٤/ ١٣١، ولم أجده في "تفسير مقاتل".
(٤) ذكره في "الدر" ٣/ ٦١٦ عن ابن الأنباري في الوقف والابتداء. وقال عن حسان، وانظر: الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، الطبري ١٢/ ٧٥.
(٥) أخرجه ابن الأنباري في "الوقف والابتداء". انظر: "الدر" ٣/ ٦١٦، وانظر: الثعلبي ٧/ ٤٩ ب، الطبري ١٢/ ٧٥.
(٦) ساقط من (ي).
(٧) "الأضداد" ٦٩، "زاد المسير" ٤/ ١٣١، "اللسان" (ورى) ٨/ ٤٨٢١.

صفحة رقم 478

لأنه قد كان الوراء لإبراهيم -عليه السلام -، من جهة إسحاق وإسماعيل عليهما السلام، فلو قال من الوراء يعقوب لم يعلم أهذا الوراء منسوب إلى إسحاق أم إلى إسماعيل، فأضيف إلى إسحاق لينكشف المعنى، ومثل هذا من الإضافة قوله -عز وجل-: ﴿أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [القصص: ٧٤، ٦٢]. يريد أين الشركاء المنسوبون إليّ بزعمكم، قال: ومن حمل وراء على (بعد) (١) لزم ظاهر العربية، إذ العرب تقول: ليس وراء هذا شيء أي بعده قال النابعة (٢):
حلفتُ فلم أتركْ لنفسكَ ريبةً.... وليس وراءَ الله للمرء مذهبُ
يعني: بعد الله، قال ورُفع يعقوب بـ (من) لأن المعنى فبشرناها [بإسحاق وبشرناها من وراء إسحاق] (٣) بيعقوب، فلما لم يظهر التبشير ثانيًا ولم يعد معه باء غلَّب الظاهر فرفع يعقوب بمن، وهو داخل بالتبشير في المعنى، كما تقول العرب: أمرت لزيد بإبل ولأخيه غنم، فيرفعون الغنم باللام والمعنى وأمرت لأخيه بغنم، فلما لم يعد الأمر مع الباء غلب الظاهر فرفعت الغنم بلام الصفة، وذلك منوي مراد.
وقال أبو إسحاق (٤): رفعه على ضربين؛ أحدهما: ابتداء مؤخر معناه التقديم، المعنى: ويعقوب يحدث لها من وراء إسحاق، وهذا هو القول الذي ذكره أبو بكر؛ لأن من رفعه بـ (من) جعله ابتداء مؤخرًا، كما تقول

(١) في (ي): (البعد).
(٢) النابغة الذبياني "ديوانه" ص ٢٧، وفي معاهد التنصيص ٧/ ٢ (مطلب) بدل (مذهب). "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨٧٨.
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(٤) "معانى القرآن وإعرابه" ٣/ ٦٣.

صفحة رقم 479

(في الدار زيد). الثاني مما ذكره أبو إسحاق أنه مرفوع بالفعل الذي يعمل في (١) ﴿مِنْ وَرَاءِ﴾؛ كأنه قال: ويثبت لها من وراء إسحاق يعقوب، وقرأ ابن عامر وحمزة ﴿يَعْقُوبَ﴾ (٢) بفتح الباء، قال [الفراء (٣): من قرأ ذلك نوى به الخفض يريد: ومن وراء] (٤) إسحاق بيعقوب قال: ولايجوز هذا إلا بإظهار الباء.
قال أبو بكر (٥): من قال: إن (يعقوب) على قراءة حمزة في موضع خفض بالباء فقد غلط عند الفراء (٦) وسيبويه (٧)؛ لأن واو النسق لا يفصل بينها وبين المنسوق بالصفات ولا غيرها، فلا يقال: مررت بأخيك ومن بعده أبيك؛ لأن الواو مع الأب بمنزلة الشيء الواحد فلا تدخل بينهما الصفة، ولا يجوز أن يضمر بعد الواو في الآية تبشير آخر معه باء؛ لأنه لا يصلح ضمير شيئين على هذه الشريطة، ولا تعمل الباء مضمرة إذا كانت صلة لفعل يتصل به ضمير، كما لا تعمل إلا مظهرة حتى يظهر الفعل معها، ألا ترى أن الذي يقول مررت أبيك لا يضمر الباء هاهنا ويخفض بها، فامتناعها هناك من أن تظهر وتعمل كامتناعها هاهنا، قال: والصحيح في

(١) ساقط من (ي).
(٢) قرأ حفص وابن عامر وحمزة بفتح الباء، والباقون بالرفع، انظر: "السبعة" ص ٣٣٨، "إتحاف" ٢٥٨، "الكشف" ١/ ٥٣٤، "الحجة" ٤/ ٣٦٤.
(٣) "معاني القرآن" ٢/ ٢٢.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(٥) "تهذيب اللغة" (عقب) ٣/ ٢٥٠٨، "اللسان" (عقب) ٥/ ٣٠٣٠.
(٦) "معاني القرآن" ٢/ ٢٢.
(٧) "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ١٠١، وانظر: "الكتاب" ١/ ٤٨ - ٤٩.

صفحة رقم 480

إعراب ﴿يَعْقُوبَ﴾ النصب بفعل مضمر يشاكل معناه معنى (١) التبشير على تقدير: ومن وراء إسحاق وهبنا لها يعقوب، كما تقول العرب: مررت بأخيك وأباك، يريدون بـ (مررت) (جُزْت) كأنه قيل: جزت أخاك وأباك وكما قال جرير (٢):

جئني بمثل بني بدر لقومهم أو مثل أسرة منظور بن سيار
أو عامرَ بن طفيل في مركبة أو جارنا يوم نادى القوم يا جار
أراد: أعطني مثل بني بدر أو مثل (٣) أسرة. وقال آخر (٤):
لو جئت بالتمر له ميسرًا
والبيضَ مطبوخًا معًا والسكرا
لم يرضه ذلك حتى يسكرا
أراد لو أطعمته التمر والبيض. قال رؤبة (٥):
(١) ساقط من (ب).
(٢) القائل جرير في هجاء الأخطل، والبيت في "ديوانه" ص١٦٣، سيبويه والشنتمري ١/ ٤٨، ٨٦، "المقتضب" ٤/ ١٥٣، وهو بلا نسبة في الطبري ١٢/ ٧٥، "المحتسب" ٢/ ٧٨، "معاني القرآن" ٢/ ٢١، ٣/ ١٢٤، وهو في هذه القصيدة يفخر ببني قيس عيلان بن مضر بن نزار جميعًا علي بني ربيعة بن نزار وهم قوم الأخطل التغلبي، فذكر "بني بدر" الفزاريين من قيس عيلان، و"منظور بن سيار الفزاري" العبسي و"عامر بن الطفل" من بني جعفر بن كلاب، انظر: تعليق محمود شاكر على الطبري ١٥/ ٣٩٦ - ٣٩٧.
(٣) ساقط من (ي).
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٢ قال: أنشدني بعض بني باهلة.
(٥) من أرجوزة له. انظر: "ملحق ديوانه" ص ١٩٠، "أساس البلاغة" (فسق)، وينسب للعجاج كما في سيبويه والشنتمري ١/ ٤٩، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في "شرح شذور الذهب" ٤٠٢، "المحتسب" ٢/ ٤٣، "الخصائص" ٢/ ٤٣٢، "شرح التصريح" ١/ ٢٨٨.

صفحة رقم 481

يهوين في نجد وغورا غائرًا فواسقا عن قصدها جوائرا
أراد: يدخلن نجدًا. وكل ما ذكره أبو بكر من ردّ وجه الخفض وتوجيه النصب هو قول الفراء والزجاج وشرح كلامهما. وذكر أبو علي (١) أن قومًا ذهبوا في قراءة حمزة إلى العمل على موضع الجار (٢) والمجرور كقوله (٣):
إذا ما تلاقينا من اليوم أو غدًا
وقوله (٤):
فلسنا بالجبال ولا الحديدا
كذلك هاهنا قوله: ﴿إِسْحَاقَ﴾ الجار والمجرور في موضع النصب فحمل عليه قوله: ﴿وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ بالعطف، قال أبو علي: وهذا الوجه في الفتح كوجه قول من جعل يعقوب في موضع الخفض، وذلك أن الفصل في هذا بين واو العطف والحرف المعطوف بالظرف قبيح، سواء
(١) "الحجة" ٤/ ٣٦٤ - ٣٦٧ بتصرف.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) عجز بيت لكعب بن جعيل، وصدره:
ألا حيّ ندماني عُمْيدَ بن عامرٍ
انظر: سيبويه والشنتمري ١/ ٣٤ - ٣٥، ابن السيرافي ص ٢٥٣، وبلا نسبة في "الإنصاف" ٢٨٥، و"المقتضب" ٤/ ١١٢، ١٥٤، و"المحتسب" ٢/ ٣٦٢.
(٤) عجز بيت لعقيبة الأسدي، أو لعبد الله بن الزبير، وصدره:
معاوي إننا بشر فأسجح
انظر: سيبويه ١/ ٣٤، ٣٥٢، "الخزانة" ١/ ٣٤٣، ٢/ ١٤٣، "شرح المفصل" ٢/ ١٠٩، "شرح أبيات المغني" ٧/ ٥٣، "الإنصاف" ٢٨٤، "سر صناعة الإعراب" ١/ ٢٩٤، ١٣١، "سمط الآلئ" /١٤٨، "نسبه في الأزمنة والأمكنة" ٢١/ ٣١٧ لعمرو بن أبي ربيعة.

صفحة رقم 482

عطفت على المرفوع أو المنصوب أو المجرور، وذلك أن الفعل [يصل بحرف العطف، وحرف العطف هو الذي يشرك في الفعل وبه] (١) يصل الفعل إلى المفعول به، كما يصل بحرف الجر إذا قلت (مررت يزيد) (٢)، ولا يجوز الفصل بين الباء وزيد، كذلك لا يجوز الفصل في قولك ضربت زيدًا وعمرًا بين الواو وعمرو؛ لأن الحرف العاطف مثل الجار في أنه يشرك في الفعل، كما يوصل الجار الفعل وليس نفس الفعل العامل في الموضعين جميعًا وإذا كان كذلك قبح الفصل بالظرف في العطف، وقد جاء (٣) ذلك في الشعر، قال ابن أحمر (٤):

أبو حنش يؤرقنا وطلق وعبّادٌ وآونةً أثالُ
ففصل بالظرف في العطف على المرفوع. وقال الأعشى:
يوما تراها كشبه أرديه الـ ـعصب ويومًا أديمها نغلا (٥)
(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(٢) قائمًا كما في "الحجة" ٤/ ٣٦٥.
(٣) في (ب): (جاز)، والصحيح ما أثبتهُ كما في "الحجة" ٤/ ٣٦٦.
(٤) من قصيدة يذكر فيها جماعة من قومه لحقوا بالشام فصار يراهم في النوم إذا أتى الليل، انظر: "ديوانه" ص ١٢٩، "الحماسة البصرية" ١/ ٢٦٢، " أمالي ابن الشجري" ١/ ١٩٢، "الخصائص" ٢/ ٣٧٨، "الإنصاف" ٢٩٩، المذكور (أثالا). "الكتاب" ٢/ ٢٧٠، "شرح أبيات سيبويه" ١/ ٤٨٧، "اللسان" (حنش) ٢/ ١٠٢٣، "المقاصد النحوية" ٢/ ٤٢١.
(٥) البيت من قصيدة له يمدح فيها سلامة ذا فائش، في "ديوانه" ص ١٧٠ (أردية الخمس)، والعصب: ضرب من البرود، ونغل الأديم: فسد في الدباغ. وانظر: "شرح أبيات المغني" ٢/ ١٦٣ - ١٦٤، "اللسان" (نغل) ٨/ ٤٤٩٠، وبلا نسبة من "الخصائص" ٢/ ٣٩٥، "الإيضاح" / ١٤٨.

صفحة رقم 483
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية