اى ملقون له كائنا ما كان من اصناف السحر. وفى إبهام ما أنتم تخسيس له وتقليل واعلام انه لا شىء يلتفت اليه فان قيل كيف أمرهم بالسحر والعمل بالسحر كفر والأمر بالكفر كفر فالجواب انه أمرهم بإلقاء الحبال والعصى ليظهر للخلق ان ما أتوا به عمل فاسد وسعى باطل لا انه أمرهم بالسحر فَلَمَّا أَلْقَوْا ما القوا من العصى والحبال واسترهبوا الناس وجاؤا بسحر عظيم قالَ لهم مُوسى غير مكترث بهم وبما صنعوا ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ اى الذي جئتم به هو السحر لا ما سماه فرعون وقومه سحرا من آيات الله سبحانه فما موصولة وقعت مبتدأة والسحر خبرها والحصر مستفاد من تعريف الخبر إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ اى سيمحقه بالكلية بما يظهره على يدى من المعجزة فلا يبقى له اثر أصلا او سيظهر بطلانه للناس والسين للتأكيد
إذا جاء موسى والقى العصا
فقد بطل السحر والساحر
سحر با معجزه پهلو نزند ايمن باش
إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ اى لا يثبته ولا يكمله ولا يديمه بل يمحقه ويهلكه ويسلط عليه الدمار قال القاضي وفيه دليل على ان السحر إفساد وتمويه لا حقيقة له انتهى. وفيه بحث فانه عند اهل الحق ثابت حقيقة ليس مجرد اراءة وتمويه وكون اثره هو التخييل لا يدل على انه لا حقيقة له أصلا وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ [آنچهـ من آورده ام] اى يثبته ويقويه بِكَلِماتِهِ باوامره وقضاياه وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ذلك والمراد بهم كل من اتصف بالاجرام من السحرة وغيرهم قال الكاشفى [يعنى حق سبحانه وتعالى بوعده نصرت وفا كند واز خشم وكراهت دشمنان باك ندارد ودر مثنوى معنوى اشارتى بدين معنى هست]
حق تعالى از غم وخشم خصام
كى كذارد أوليا را در عوام «١»
مه فشاند نور وسگ وع وع كند
سگ ز نور ماه كى مرتع كند «٢»
خس خسانه ميرود بر روى آب
آب صافى ميرود بي اضطراب «٣»
مصطفى مه ميشكافد نيمشب
ژاژ مى خايد ز كينه بو لهب
آن مسيحا مرده زنده ميكند
وآن جهود از خشم سبلت ميكند
وفى الآيات اشارة الى موسى القلب وهارون السر وفرعون النفس وصفاتها وما يجرى بينهما من الدعوة وعدم القبول فان موسى القلب وهارون السر يدعو ان النفس الى كلمة التوحيد وعبادة الله تعالى والنفس تدعى الربوبية ولا تثبت آلها غير هواها وتمتنع ان تكون السلطنة والتصرف لهما فى ارضها والله تعالى يحق الحق بكلمة لا اله الا الله ولو كره المجرمون من اهل الهوى من النفوس المتمردة الامارة بالسوء: قال الحافظ
اسم أعظم بكند كار خود اى دل خوش باش
كه بتلبيس وحيل ديو سليمان نشود
- يحكى- ان الشيخ الجنيد العجمي اجتهد أربعين سنة لينال السلطنة فلم يتيسر ثم جاء من أولاده سلاطين روافض كشاه إسماعيل وشاه عباس وشاه طهماس فهزمهم الله تعالى على أيدي الملوك العثمانية فاندفع شرهم وارتفعت فتنتهم من الأرض فقد ظهر ان الحق من اهل الحق فهم كموسى وهارون واهل الباطل كفرعون وقد ثبت ان لكل فرعون موسى وذلك
(١) لم أجد فى نسخ المثنوى
[مه فشاند نور وسگ عوعو كند
هر كسى بر خلقت خود مى تند
(٢) در ديباجه دفتر شيشم: نيز در أوائل دفتر شيشم در بيان جواب مريد وز زجر كردن آن طعام إلخ
(٣) در أوائل دفتر دوم صلوا خريدن شيخ احمد حضرويه إلخ [.....]
صفحة رقم 70
الدماء او فى الكبر والعتو حتى ادعى الربوبية واسترق أسباط الأنبياء وهم بنوا إسرائيل فانهم من فروع يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم عليهم السلام وَقالَ مُوسى لما رأى تخوف المؤمنين منه يا قَوْمِ [اى كروه من] إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ اى صدقتم به وبآياته وعلمتم ان إيصال المنافع ودفع المضار بقبضة اقتداره فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا وثقوا به واعتمدوا عليه ولا تخافوا أحدا غيره قال بعضهم وصف نوح عليه السلام نفسه بالتوكل على وجه يفيد الحصر فقال فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ وموسى عليه السلام امر قومه بذلك فظاهر ان هذه الدرجة فوق درجة نوح انتهى يقول الفقير كان الكلام فى القصة الاولى مع نوح وفى الثانية مع قوم موسى ولذا اقتصر نوح فى تخصيص التوكل بالله تعالى على نفسه وموسى امر بذلك وذا لا يدل على رجحان درجته على درجة نوح فى هذا الباب لتغاير الجهتين كما لا يخفى على اولى الألباب إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ مستسلمين لقضاء الله مخلصين له وليس هذا من تعليق الحكم الذي هو وجوب التوكل بشرطين مختلفين هما الايمان بالله والإسلام والا لزم ان لا يجب التوكل بمجرد الايمان بالله بل هما حكمان علق كل واحد منهما بشرط على حدة علق وجوب التوكل على الايمان بالله فانه المقتضى له وعلق حصول التوكل ووجوده على الإسلام فان الإسلام لا يتحقق مع التخليط ونظيره ان احسن إليك زيد فاحسن اليه ان قدرت فَقالُوا مجيبين له من غير تلعثم فى ذلك عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا لانهم كانوا مؤمنين مخلصين ولذلك أجيبت دعوتهم ثم دعوا ربهم قائلين رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ اى موضع عذاب لهم بان تسلطهم علينا فيعذبونا ويفتنونا عن ديننا وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ من كيدهم وشؤم مشاهدتهم وسوء جوارهم: قال المتنبي
ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى
عدوا له ما من صداقته بد
وفى تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على ان الداعي ينبغى ان يتوكل اولا لتجاب دعوته وحقيقة التوكل إسقاط الخوف والرجاء عما سوى الله تعالى والاستغراق فى بحر شهود المسبب والانقطاع عن ملاحظة الأسباب وقال بعضهم التوكل تعلق القلب بمحبة القادر المطلق ونسيان غيره يعنى لم يثبت لنفسه ولا لغيره قوة وتأثيرا بل كان منقادا للحكم الأزلي بمثابة الميت فى يد الغسال
هر كه در بحر توكل غرقه كشت
همتش از ما سوى الله درگذشت
اين توكل كر چهـ دارد رنجها
فهو حسبه بخشد از وى كنجها
ولما آمن هؤلاء الذرية بموسى واشتغلوا بعبادة الله تعالى لزمهم ان يبنوا مساجد للاجتماع فيها للعبادة فان فرعون كان قد خرب مساجد بنى إسرائيل حين ظهر عليهم لكن لما لم يقدروا على اظهار شعائر دينهم خوفا من أذى فرعون أمروا باتخاذ المساجد فى بيوتهم كما كان المؤمنون فى أول الإسلام يعبدون ربهم سرا فى دار الأرقم بمكة وذلك قوله تعالى وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ هارون أَنْ مفسرة للمفعول المقدر اى أوحينا إليهما شيأ هو تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً يقال تبوأ المكان إذا اتخذه مباءة ومنزلا. والمعنى اجعلا بمصر المعروفة او الاسكندرية كما فى الكواشي بيوتا من بيوته مباءة لقومكما ومرجعا يرجعون إليها
صفحة رقم 72
للسكنى والعبادة وَاجْعَلُوا أنتما وقومكما بُيُوتَكُمْ تلك قِبْلَةً مساجد متوجهة نحو القبلة وهى الكعبة فان موسى عليه السلام كان يصلى إليها وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ فيها وهذا ينبئ ان الصلاة كانت مفروضة عليهم دون الزكاة ولعل ذلك لفقرهم وَبَشِّرِ يا موسى لان بشارة الامة وظيفة صاحب الشريعة الْمُؤْمِنِينَ بالنصرة فى الدنيا اجابة لدعوتهم والجنة فى العقبى وفى الآية اشارة الى ان السلاك ينبغى ان لا يتخذوا المنازل فى عالم النفس السفلية بل يتخذوا المقامات فى مصر عالم الروحانية ويقيموا الصلاة اى يديموا العروج من المقامات الروحانية الى القربات والمواصلات الربانية فان سير الممكنات متناه وذوقها منقطع واما سير الواجب فغير متناه وذوقه دائم فى الدنيا والآخرة وذرة من سيره وذوقه لا يساويها لذة الجنان الثمان وجميع ذوق الرجال بانواع الكرامات لا يعادل محنة اهل الفناء عند الله وان تألموا هنا ولكن ذلك ليس بألم بل أشد والألم فيما إذا رأى اهل الذوق مراتب اهل الفناء فوقهم واقله التألم من تقدمهم. وغبطة موسى عليه السلام ليلة المعراج بنبينا عليه السلام من هذا القبيل ثم هذا بالنسبة الى من كان فى التنزل والإرشاد واما من بقي فى الوصلة فلا تألم له من شىء ولا مفخر فوق الحقيقة كما فى الواقعات المحمودية. ثم ان الابتلاء ماض الى يوم القيامة قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر اعلم انه لا بد لجميع بنى آدم من العقوبة والألم شيأ بعد شىء الى دخولهم الجنة لانه إذا نقل الى البرزخ فلا بد له من الألم وأدناه سؤال منكر ونكير فاذا بعث فلا بد من الم الخوف على نفسه او غيره وأول الألم فى الدنيا استهلال المولود حين ولادته صارخا لما يجده من مفارقة الرحم وسخونته فيضربه الهواء عند خروجه من الرحم فيحس بالم البرد فيبكى فان مات فقد أخذ حظه من البلاء انتهى كلامه وكان امية بن خلف يعذب بلالا رضى الله عنه لا سلامه فيطرحه على ظهره فى الرمضاء اى الرمل إذا اشتدت حرارته لو وضعت فيه قطعة لحم لنضجت ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدر وهو يقول أحد أحد اى الله أحد فيمزج مرارة العذاب بحلاوة الايمان وقد وقع له رضى الله تعالى عنه انه لما احتضر وسمع امرأته تقول وا حزناه صار يقول وا طرباه
نلقى غدا الاحبه... محمدا وحزبه
فكان يمزج مرارة الموت بحلاوة اللقاء وقد أشير الى هذه القصة فى المثنوى
كفت جفت امشب غريبى ميروى... از تبار خويش غائب ميشوى
كفت نى نى بلكه امشب جان من... ميرسد خود از غريبى در وطن
كفت رويت را كجا بينيم ما... كفت اندر حلقه خاص خدا
كفت ويران كشت اين خانه دريغ... كفت اندر مه نكر منكر بميغ
كرد ويران تا كند معمور تر... قومم أنبه بود وخانه مختصر
من كدا بودم درين خانه چو چاه... شاه كشتم قصر بايد بهر شاه
قصرها خود مرشهانرا مأنس است... مرده را خانه ومكان كورى بس است
انبيا را تنك آمد اين جهان... چون شهان رفتند اندر لامكان
مردكان را اين جهان بنمود فر... ظاهرش زفت؟؟؟ وبمعنى تنك تر