للعطف على مقدر والتقدير أيستمعون إليك فانت تسمعهم اى تقدر على أسماعهم وقد اصمهم الله بسوء أعمالهم والمنكر هو وقوع الاسماع لا الاستماع فانه امر محقق وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ اى ولو انضم الى صممهم عدم تعلقهم لان الأصم العاقل ربما تفرس إذا وصل الى صماخه صوت واما إذا اجتمع فقدان السمع والعقل جميعا فقدتم الأمر وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ بنظر الحس ويعائن دلائل نبوتك الواضحة وفى بصيرته عمى أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ جمع الأعمى اى عقيب ذلك أنت تهديهم وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ اى ولو انضم الى عدم البصر عدم البصيرة فان المقصود من الابصار هو الاعتبار والاستبصار والعمدة فى ذلك البصيرة ولذلك يحدس الأعمى المستبصر ويتفطن لما يدركه البصير الأحمق فحيث اجتمع فيهم الحمق والعمى فقد انسد عليهم باب الهدى فقد شبه الله المكذبين الذين أصروا على التكذيب بالأصم والأعمى من حيث ان شدة بغضهم وكمال نفرتهم عن رسول الله منعهم عن ادراك محاسن كلامه ومشاهدة دلائل نبوته كما يمنع الصمم فى الاذن عن ادراك محاسن الكلام ويمنع العمى فى العين عن مشاهدة محاسن الصورة وقرن عدم العقل بعدم السمع وبعدم البصر عدم الإدراك تفضيلا لحكم الباطن على الظاهر فلما بلغوا فى معرض العقل الى حيث لا يقبلون الفلاح والطبيب إذا رأى مريضا لا يقبل العلاج اعرض عنه ولا يستوحش من عدم قبوله للفلاح فقد وجب التبري منهم وعدم الانفعال من إصرارهم على التكذيب قال يونان وزير كسرى خمسة أشياء ضائعة. المطر فى الأرض السبخة. والسراج المشتعل فى ضوء الشمس. والمرأة الحسنة الصورة عند الرجل الأعمى. والطعام الطيب عند المريض. والرجل العاقل عند من لا يعرف قدره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً [الله ظلم نكند بر مردمان هيچ چيز يعنى سلب نكند حواس وعقول ايشانرا] وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [ستم كنند بر نفسهاى خود وحس وعقل كه آلت ادراك آيات قدرتست در ملاهى استعمال نمايند ومنافع وفوائد آن بدركات از ايشان فائت كردد]
چشم از براى ديدن آيات قدرتست
گوش از پى شنيدن اخبار حضرتست
هر كه كه حق نبيند وحق نشنود كسى
كور وكرست بلكه از آن هم بتر بسى
وفى التأويلات النجمية إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً بان لا يعطيهم استعداد الهداية وقبول فيض الايمان ثم يجبرهم على الهداية وقبول الايمان بل أعطاهم استعداد الهداية وقبول الايمان بفطرة الله التي فطر الناس عليها وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ بإفساد الاستعداد الفطري فى مخالفات الأوامر والنواهي الشرعية انتهى. وفيه دليل على ان للعبد كسبا وانه ليس مسلوب الاختيار بالكلية كما زعمت الجبرية وان كل ما ابتلى به فانما اتى من جانبه: وفى المثنوى
عاشق بوده است در ايام پيش
پاسبان عهد اندر عهد خويش
سالها در بند وصل ماه خود
شاه مات ومات شاهنشاه خود
عاقبت جوينده يابنده بود
كه فرج از صبر زاينده بود
صفحة رقم 48
بعضهم بعضا كما كانوا يعرفون فى الدنيا فكأنهم لم يتفارقوا بسبب الموت إلا مدة قليلة لا تؤثر فى زوال ذلك التعارف أول ما خرجوا من القبور ثم ينقطع التعارف إذا عاينوا العذاب ويتبرأ بعضهم من بعضهم وهو حال اخرى مقدرة لان التعارف بعد الحشر يكون قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللَّهِ شهادة من الله على خسرانهم وتعجب منه اى قد غبن المكذبون بالحساب والجزاء وَما كانُوا مُهْتَدِينَ فى تجارتهم إذ باعوا الايمان بالكفر والتصديق بالتكذيب فلم يكونوا على نفع وقد مضى الوقت
چهـ خوش كفت با كودك آموزگار
كه كارى نكرديم وشد روزكار
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ أصله ان نرك وما مزيدة لتأكيد معنى الشرط اى ان نبصرنك بان نظهر لك بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ من العذاب ونعجله فى حياتك كما أراه ببدر والجواب محذوف لظهوره اى فذاك هو المأمول وانا عليهم مقتدرون أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ قبل ان نريك فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ اى رجوعهم رجوعا اضطراريا فنريكه فى الآخرة وانا منهم منتقمون وهو جواب نتوفينك لان الرجوع انما يكون فى الآخرة بعد الموت فهو لا يصلح ان يكون جوابا للشرط وما عطف عليه ولان قوله تعالى فى حم الزخرف فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ يدل على ما ذكرنا والقرآن يفسر بعضه بعضا هكذا لاح ببال الفقير أصلحه الله القدير ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ اى مجاز على أفعالهم السيئة. ذكر الشهادة وأراد نتيجتها ومقتضاها ولذلك رتبها على الرجوع بثم الدالة على التراخي ولو كان المراد من الشهادة نفسها لم يصح الترتيب المذكور لانه تعالى شهيد على ما يفعلونه من التكذيب والمحاربة حال رجوعهم اليه تعالى وقبله وقال فى الكواشي ثم بمعنى الواو او لترتيب الاخبار نحو زيد قائم ثم هو كريم وليس التأخير عجزا بل للايذان بانه تعالى قادر عليهم فى كل آن وَلِكُلِّ أُمَّةٍ من الأمم الماضية رَسُولٌ يبعث إليهم بشريعة خاصة مناسبة لاحوالهم ليدعوهم الى الحق فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ بالبينات فكذبوه قُضِيَ بَيْنَهُمْ اى بين كل امة ورسولها بِالْقِسْطِ بالعدل وحكم بنجاة الرسول والمؤمنين به وهلاك المكذبين وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ فى ذلك القضاء المستوجب لتعذيبهم لانه من نتائج أعمالهم يقول الفقير ان قلت يرد على ظاهر الآية زمان الفترة فانها بظاهرها ناطقة بانه لم يهمل امة قط ولم يبعث لاهل الفترة رسول كما يشهد عليه قوله تعالى لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ قلت مساق الآية الكريمة على ان كل امة قضى لها بالهلاك قد انذروا اولا على لسان رسول من الرسل ولم يعذب اهل الفترة لان العرب لم يرسل إليهم رسول بعد إسماعيل غير رسول الله عليهما الصلاة والسلام فعذب أعقابهم ببدر وغيره لتكذيبهم رسول الله كما دل عليه قوله تعالى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا وقد انتهت رسالة إسماعيل بموته كبقية الرسل لان ثبوت الرسالة بعد الموت من خصائص نبينا عليه السلام كما فى انسان العيون وبهذا ظهر بطلان قول ابن الشيخ فى حواشيه ان عموم الآية لا يقتضى ان يكون الرسول حاضرا مع كل واحدة منهم لان تقدم الرسول على بعض منهم لا يمنع من كونه رسولا الى ذلك البعض كما لا يمنع
صفحة رقم 50