آيات من القرآن الكريم

يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ
ﯣﯤﯥﯦ

وقلت:

فقالوا:
ولمّا أتى الواشين أنّى زرتها جحدت حذارا أن تشيع السرائر
نرى في وجهك اليوم نضرة كست محيّاك «١».. وهاذاك ظاهر!
وبردك لا ذاك الذي كان قبله به طيب نشر لم تشعه المجامر
فما كان منّى من بيان أقيمه وهيهات أن يخفى مريب مساتر!
قوله جل ذكره:
[سورة المطففين (٨٣) : الآيات ٢٥ الى ٢٨]
يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (٢٦) وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)
«مَخْتُومٍ» أي رحيق لا غشّ فيه.
ويقال: عتيق طيّب.
ويقال: إنهم يشربون شرابا آخره مسك.
ويقال: بل هو مختوم قبل حضورهم.
ويقال: «خِتامُهُ مِسْكٌ». ممنوع من كلّ أحد، معدّ مدّخر لكلّ أحد باسمه.
«وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ». وتنافسهم فيه بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة، والسباق إلى القرب، وتعليق القلب بالله، والانسلاخ عن الأخلاق الدّنيّة، وجولان الهمم فى الملكوت «٢»، واستدامة المناجاة.
قوله جل ذكره: «وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ» «تَسْنِيمٍ» أي: عين تسنّم عليهم من علوّ.
وقيل: ميزاب ينصبّ عليهم من فوقهم.
ويقال: سمّى تسنيما لأن ماءه يجرى في الهواء متسنّما فينصبّ في أوانى أهل الجنة
(١) كذا بالأصل ولعلّها (بدت في محياك) كى يستقيم الوزن.
(٢) هكذا في ص وهي أصح مما في م (المكتوب) فهى مشتبهة على الناسخ.

صفحة رقم 703
تفسير القشيري
عرض الكتاب
المؤلف
عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري
تحقيق
إبراهيم البسيوني
الناشر
الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر
سنة النشر
2000
الطبعة
الثالثة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية