
وقال عطاء: إنها في قناديل معلقة بين السماء والأرض من النور، وتلك السلاسل بأيدي ملائكة، فإذا مات من في السموات، ومن في الأرض تساقطت تلك السلاسل من أيدي الملائكة؛ لأنه مات من كان يمسكها (١).
٣ - قوله (تعالى) (٢): ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ قال ابن عباس: تقلعت (٣) من أصولها، فسارت وصارت كالهباء (٤) المنبث (٥)، كقوله: ﴿وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾ [النمل: ٨٨]، وقوله: ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا﴾ [النبأ: ٢٠]، وقوله: ﴿نُسَيِّرُ الْجِبَالَ﴾ [الكهف: ٤٧].
٤ - قوله (تعالى) (٦): ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ العشار: جمع العشراء، قال الليث: يقال: عَشَّرَتْ فهي عُشرَاء، والعدد عُشَرَاوات (٧)، والجميع (٨): عِشَار -قال-: ويقع اسمُ العشار على النُّوق التي نُتج بعضها، وبعضها مقاريب (٩) (١٠) -قال- (الأزهري) (١١): العرب يسمونها
(٢) ما بين القوسين ساقط من: ع.
(٣) في (أ): تعملت.
(٤) بياض في (ع).
(٥) "الوسيط" ٤/ ٤٢٨.
(٦) ما بين القوسين ساقط من: ع.
(٧) في (ع): عشروات.
(٨) في (أ): الجمع.
(٩) في (أ): تقاربت.
(١٠) "تهذيب اللغة" ١/ ٤١٠: (عشر) بنصه.
(١١) ما بين القوسين ساقط من (أ).

عِشارًا بعد وضعها أولادها للزوم الاسم لها بعد الوضع، كما يسمونها لقاحًا (١).
وقال الزجاج: العشار: النوق الحوامل التي في بطونها (٢) أولادها إذا أتت عليها عشرة أشهر، وأحسن ما تكون الإبل، وأنفسها عند أهلها: العشار (٣).
وقال المبرد: وإنما سميت عشارًا؛ لأنها قد كملت (٤) عشرة أشهر، الواحدة منها عُشراء كقولك (٥): نفساء ونفاس (٦).
وقوله: ﴿عُطِّلَتْ﴾ أي تركت هملًا بلا راع، وكل شيء ترك ضياعًا (٧) فهو معطل (٨).
قال ابن عباس (٩)، والمفسرون (١٠): أهملها أهلها لما جاءهم من
(٢) في (ع): بطون.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٨٩ بتصرف.
(٤) في (ع): كلت.
(٥) في (أ): لقوله.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) في (أ): ضاعًا.
(٨) ما انظر (عطل) في: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٦٦، "لسان العرب" ١١: ٤٥٤.
(٩) "التفسير الكبير" ٣١/ ٦٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٣٢٧.
(١٠) وإلى معنى هذا القول ذهب: مجاهد، والحسن، والضحاك. انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٦٦. وبمعناه قال اليزيدي في "غريب القرآن": ٤١٥، وابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" ٥١٦، والثعلبي في: "الكشف والبيان" ج١٣/ ٤٣/ ب. وانظر. "معالم التنزيل" ٤/ ٤٥١، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٤١، "زاد المسير" ٨/ ١٨٩، "القرطبي" ١٩/ ٢٢٦ - ٢٢٧، "لباب التأويل" ٤/ ٣٥٥، "ابن كثير" ٤/ ٥٠٨.