آيات من القرآن الكريم

كَلَّا لَا وَزَرَ
ﯞﯟﯠ

على قراءة من قرأ: (المفِر) بكسر الفاء (١)؛ لأن المكسور العين من هذا الباب معناه: الموضع.
قال الفراء - (فيما حكى عنه ابن السكيت) (٢) -: ما كان على (فعل)، (يفعل)، فالْمَفْعَل منه إذا أردت الاسم مكسورًا، وإذا أردت المصدر فهو (المفعل) بفتح العين، المدِبُّ، والمدَبُّ، والمفِر، والمفَر.
(وقال في المعاني: هما لغتان: المفِر، والمفَرُّ) (٣)، وما كان (يفعِل) منه مكسور العين مثل: يفِر، ويدِب، ويصِحُّ، فالعرب تقول: مَفِر، ومَفَر، (ومَدَب، ومَدِب، ومَصَح، ومَصِح، فعلى هذا: المفِر، والمفَر) (٤) كلاهما للموضع (٥).
١١ - قال الله تعالى: ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ (١١)﴾ قال الليث: الوزر: جبل حصين يلجأ إليه القوم فيمنعهم يقال: مَا حصن ولا وزر (٦). قال العجاج:

(١) قرأ بذلك: ابن عباس، وعكرمة، وأيوب السختياني، والحسن، وآخرون.
انظر: "المحتسب" لابن جني: ٢/ ٣٤١، و"إتحاف فضلاء البشر" للبنا: ٤٢٨، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٢٦.
وهذه القراءة شاذة، لعدم صحة سندها، ولعدم ذكرها في كتب القراءات، ووجودها ضمن الشواذ في كتب الشواذ، ولقراءة الحسن البصري، وهو مما اشتهر عنه الشاذ، والله أعلم.
(٢) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٠ بتصرف.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد جاء في "الصحاح" الوَزَر: الملجأ، وأصل الوزر: الجبل المنيع، وكل معقل وزر: ٢/ ٨٤٥: مادة: (وزر)، وانظر: "لسان العرب" ٥/ ٢٨٢: مادة: (وزر).

صفحة رقم 488

وَعَهْدَ عُثمانَ وعَهْدَ عُمَر وعَهْدَ إخوانٍ هُمُ كانُوا وَزَر (١)
وقال أبو عبيدة: (الوزر) الجبل، (لا وزر) لا جبل، وأنشد (٢):
لَعَمْرُكَ ما لِلْفَتَى مِنْ وَزَرْ مِنَ الموتِ يلحقه والْكِبَرْ (٣) (٤)
قال المبرد (٥) والزجاج (٦): أجل الوزر: الجبل المنيع، يقال لكل ما التجأت إليه وتحصنت به: وزر، وأنشد (المبرد) (٧) (٨) لكعب (٩) بن مالك، في النبي (١٠) -صلى الله عليه وسلم- (١١):
الناس ألْبٌ علَيْنا فيكَ لَيْسَ لَنا إلا السُّيوفَ وَأطْرافَ القَنَا وَزَرُ (١٢)
والمعنى: لا شيء يعتصم به من أمر الله. قال عطاء عن ابن عباس: لا
(١) "ديوانه" ٦ تح: عزة حسن، برواية: وعهدًا من عمر. ومعنى الوزر: الملجأ.
(٢) البيت لابن الذئبة.
(٣) وقد ورد في "المجاز" (ينجيه) بدلًا من: (يلحقه) ٢/ ٢٧٧.
(٤) ما بين القوسين من قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٧ بتصرف يسير.
(٥) "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٢١.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٢.
(٧) انظر: "الكامل" ٢/ ٦١٤، و"المقتضب" ٤/ ٣٩٧.
(٨) ساقطة من (أ).
(٩) في (ع): قول كعب.
(١٠) في (ع): للنبي.
(١١) في (أ): قوله تعالى، وهو خطأ.
(١٢) وقد ورد البيت أيضًا غير منسوب في: "كتاب سيبويه" ٢/ ٣٣٦، و"شرح أبيات سيبويه" للنحاس ١٤٨: ش: ٥٢٤، و"الإنصاف" ٢/ ٢٧٦ ش: ١٦٤، و"المفصل" ٢/ ٧٩ منسوب، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٢١ برواية (ألت) بدلا من (ألب).
ومعنى البيت: ألب: أي مجتمعون متألبون قد تضافروا على خصومتنا، وإرادة النيل منا، الوزر: بفتع الواو والزاي جميعًا: الحصن والملجأ، وأصل معناه: الجبل - حاشية "الإنصاف" ١/ ٢٧٦.

صفحة رقم 489
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية