حكاية أشياء أخرى عن الجن
[سورة الجن (٧٢) : الآيات ٨ الى ١٧]
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (٨) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (٩) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (١٠) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً (١١) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (١٢)
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (١٣) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (١٤) وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (١٥) وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (١٦) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (١٧)
الإعراب:
فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً فَوَجَدْناها: فعل وفاعل ومفعول، وإما أن تجعل «وجد» متعدية إلى مفعولين، بمعنى علمناها، وإلها: المفعول الأول، وجملة مُلِئَتْ المفعول الثاني، وإما أن تجعل متعدية إلى مفعول واحد، بمعنى أصبناها، وتجعل مُلِئَتْ في موضع الحال، بتقدير «قد»، وحَرَساً: تمييز منصوب.
أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ أَنْ: مخففة من الثقيلة: أنه.
وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً هَرَباً منصوب على المصدر في موضع الحال، تقديره: ولن نعجزه هاربين.
وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ بالعطف على هاء آمَنَّا بِهِ على تقدير حذف حرف الجر، لكثرة حذفه مع «أنّ» علما بأن العطف على الضمير المجرور لا يجوز. وبكسر إنا بالعطف على قوله:
فَقالُوا وما بعده في تقدير الابتداء والاستئناف، قال ابن بحر: كل ما في هذه السورة من «إن» المكسورة المثقلة، فهي حكاية لقول الجن الذين استمعوا القرآن، فرجعوا إلى قومهم منذرين، وكل ما فيها من «أن» المفتوحة، فهي وحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا أَنْ: مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف، أي وأنهم.
يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً عَذاباً منصوب بتقدير حذف حرف الجر، تقديره: يسلكه في عذاب، فحذف حرف الجر، فاتصل الفعل به، فنصبه. وصَعَداً: مصدر وصف به العذاب.
البلاغة:
نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ بينهما جناس الاشتقاق.
وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً تأدب مع الله بنسبة الخير إلى الله، دون الشر، وبين لفظ «الشر» و «الرشد» طباق في المعنى.
كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً استعارة، استعار الطرق للمذاهب المختلفة.
الْمُسْلِمُونَ والْقاسِطُونَ بينهما طباق.
المفردات اللغوية:
لَمَسْنَا السَّماءَ طلبنا بلوغها واستماع أخبارها. حَرَساً حرّاسا من الملائكة، وهو اسم.
جمع كالخدم، مفرده حارس. شَدِيداً قويا. وَشُهُباً نجوما محرقة، جمع شهاب: وهو الشعلة من نار ساطعة. نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ أي نحاول الاستماع والترصد. رَصَداً أي أرصد وهيئ له ليرمي به. أَشَرٌّ أُرِيدَ بعد استراق السمع. بِمَنْ فِي الْأَرْضِ بحراسة السماء.
رَشَداً خيرا وصلاحا.
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ المؤمنون الأبرار بعد استماع القرآن. وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ أي ومنا قوم دون ذلك، أي غير صالحين، فحذف الموصوف. كُنَّا طَرائِقَ ذوي طرائق، أي مذاهب.
قِدَداً متفرقة مختلفة، مسلمين وكافرين، جمع قدة، من قدّ: إذا قطع. ظَنَنَّا علمنا.
أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ، فِي الْأَرْضِ، وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً لا نفوته ولا نفلت منه كائنين في الأرض، أينما كنا فيها، أو هاربين منها في السماء، إن طلبنا. الْهُدى القرآن. فَلا يَخافُ أي فهو لا يخاف. بَخْساً نقصا من حسناته. وَلا رَهَقاً ظلما بالزيادة في سيئاته.
الْقاسِطُونَ الجائرون عن طريق الحق وهو الإيمان والطاعة. تَحَرَّوْا رَشَداً قصدوا وتوخوا طريق الحق والهداية ليبلغهم إلى دار الثواب. طَباً
وقودا للنار. عَلَى الطَّرِيقَةِ
هي طريق الإسلام. ماءً غَدَقاً كثيرا. لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ لنختبرهم فيه كيف يشكرونه.
ذِكْرِ رَبِّهِ تذكيره وهو الوحي أو القرآن، أو مواعظه. يَسْلُكْهُ ندخله. عَذاباً صَعَداً شاقا يعلو المعذّب ويغلبه.
سبب النزول: نزول الآية (١٦) :
وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا: أخرج الخرائطي عن مقاتل في قوله: وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً قال: نزلت في كفار قريش حين منعوا المطر سبع سنين.
التفسير والبيان:
يتابع الحق عزّ وجلّ حكاية أشياء أخرى وهي سبعة أنواع بالإضافة إلى الأنواع الستة المتقدمة، فيصير المجموع ثلاثة عشر نوعا، والأنواع السبعة هي:
٧- وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ، فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً أي لما بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنزل عليه القرآن، طلبنا خبر السماء كما جرت به عادتنا فوجدناها- ملئت حرّاسا أقوياء من الملائكة يحرسونها عن استراق السمع، ووجدنا أيضا نيرانا من الكواكب تحرق وتمنع من أراد استراق السمع كما كنا نفعل، كما قال تعالى: وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ [الملك ٦٧/ ٥]. فالشهب:
انقضاض الكواكب المحرقة للجن عن استراق السمع.
أخرج أحمد والترمذي والنسائي عن ابن عباس قال: كان للشياطين مقاعد في السماء يسمعون فيها الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا، فأما الكلمة فتكون حقا، وأما ما زاد فيكون باطلا، فلما بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منعوا مقاعدهم، فذكروا ذلك لإبليس، ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك، فقال لهم: ما هذا إلا من أمر قد حدث في الأرض، فبعث جنوده، فوجدوا
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائما يصلي بين جبلين بمكة، فأتوه فأخبروه، فقال: هذا هو الحدث الذي حدث في الأرض.
والخلاصة: أن الشياطين منعت بعد بعثة النّبي صلّى الله عليه وسلّم من استراق السمع لئلا يسترقوا شيئا من القرآن، فيلقوه على ألسنة الكهنة، فيلتبس الأمر ويختلط، ولا يدرى من الصادق.
٨- وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ، فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً أي أننا كنا نقعد في السماء مقاعد لاستراق السمع، وسماع أخبار السماء من الملائكة لإلقائها إلى الكهنة، فحرسها الله سبحانه عند بعثة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالشهب المحرقة، فمن يروم أن يسترق السمع اليوم، يجد له شهابا مرصدا له، لا يتخطاه ولا يتعداه، بل يمحقه ويهلكه.
٩- وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً أي وأننا لا نعلم بسبب هذه الحراسة للسماء، أشرّ أو عذاب أراده الله أن ينزله على أهل الأرض، أم أراد بهم ربهم خيرا وصلاحا، بإرسال نبي مصلح. وهذا من أدبهم في العبارة حيث أسندوا الشر إلى غير فاعل والخير أضافوه إلى الله عزّ وجلّ.
وقد ورد في الصحيح: «والشر ليس إليك».
١٠- وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أي أخبر تعالى عن الجن أنهم قالوا مخبرين عن أنفسهم، لما دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم: كنا قبل استماع القرآن: منّا المؤمنون الأبرار الموصوفون بالصلاح، ومنّا قوم دون ذلك، أي غير صالحين أو كافرين، كنا جماعات متفرقة، وأصنافا مختلفة، وأهواء متباينة. والمراد أنهم كانوا أقساما، فمنهم المؤمن ومنهم الفاسق ومنهم الكافر، كما هي حال الإنس. قال سعيد بن المسيب: كانوا مسلمين ويهودا ونصارى ومجوسا.
١١- وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ، وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً أي وأننا علمنا أن قدرة الله حاكمة علينا، وأنا لا نفلت من قدرة الله ولا نفوته إن طلبنا وأراد بنا أمرا، سواء كنا كائنين في الأرض أو هاربين منه إلى السماء، فإنه علينا قادر لا يعجزه أحد منا.
١٢- وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ، فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ، فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً أي وأننا لما سمعنا القرآن، صدقنا أنه من عند الله، ولم نكذب به، كما كذبت به كفرة الإنس، فمن يصدق بربه وبما أنزله على رسله، فلا يخاف نقصانا من حسناته، ولا عدوانا وظلما وطغيانا بالزيادة في سيئاته.
١٣- وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ، فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً أي وأن بعضنا مؤمنون مطيعون لربّهم يعملون الصالحات، وبعضنا جائرون ظالمون حادوا عن طريق الحق والخير ومنهج الإيمان الواجب، فمن آمن بالله وأسلم وجهه لله بطاعة شريعته، فأولئك قصدوا وتوخوا الطريق الموصل للسعادة، وطلبوا لأنفسهم النجاة من العذاب، وهذا ثواب المؤمنين.
ويلاحظ أن القاسط: الجائر عن الحق الناكب عنه لأنه عادل عن الحق، بخلاف المقسط وهو العادل لأنه عادل إلى الحق، والقاسطون: الكافرون الجائرون عن طريق الحق، من قسط أي جار، والمقسط: القائم بالعدل، من أقسط، أي عدل.
ثم ذم الجن الكافرين بقولهم:
أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
أي وأما الجائرون الحائدون عن منهج الإسلام فكانوا وقودا للنار توقد أو تسعر بهم، كما توقد بكفرة الإنس.
وبعد بيان النوع الأول من الموحى به إلى رسوله، ذكر تعالى النوع الثاني الموحى به إليه، فقال:
وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً، لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ أي وأوحي إلي أنه لو استقام الجن والإنس على طريقة الإسلام لأسقيناهم ماء كثيرا، ولآتيناهم خيرا كثيرا واسعا، لنختبرهم أي لنعاملهم معاملة المختبر، فنعلم كيف شكرهم على تلك النعم، فإن أطاعوا ربّهم أثبناهم، وإن عصوه عاقبناهم في الآخرة، وسلبناهم النعمة، أو أمهلناهم ثم أهلكناهم، كما أبانت الآية التالية:
وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً أي ومن يعرض عن القرآن أو عن الموعظة، فلا يأتمر بالأوامر ولا ينتهي عن النواهي، يدخله عذابا شاقا صعبا لا راحة فيه.
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على ما يأتي:
١- تغير الحال بعد البعثة النبوية عن الجن، فإنهم كعادتهم طلبوا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها، فوجدوها ملئت حفظة، أي ملائكة، ورموا بالشهب: وهي الكواكب المحرقة لهم، منعا من استراق السمع.
قال الرازي: والأقرب إلى الصواب أن هذه الشهب كانت موجودة قبل المبعث، إلا أنها زيدت بعد المبعث، وجعلت أكمل وأقوى، وهذا هو الذي يدل عليه لفظ القرآن لأنه قال: فَوَجَدْناها مُلِئَتْ وهذا يدل على أن الحادث هو الملء والكثرة، وكذلك قوله: نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ أي كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب، والآن ملئت المقاعد كلها «١».
٢- لم يفهم الجن القصد من تشديد الحراسة على أخبار السماء، فهل أراد الله بهذا المنع أن ينزل على أهل الأرض عذابا، أو يرسل إليهم رسولا؟ وهل المقصود من المنع من الاستراق هو إرادة الشر بأهل الأرض، أم الصلاح والخير؟!
٣- أخبر الجن عن حقيقتهم قبل البعثة النبوية، فقال بعضهم لبعض لما دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم: إنا كنا قبل استماع القرآن من الصالحون ومنا الكافرون، فكنا فرقا شتى، وأديانا مختلفة، وأهواء متباينة. والمعنى: لم يكن كل الجن كفارا، بل كانوا مختلفين: منهم كفار، ومنهم مؤمنون صلحاء، ومنهم مؤمنون غير صلحاء. قال سعيد بن المسيب: كنا مسلمين ويهودا ونصارى ومجوسا.
٤- علم الجن وأيقنوا أنهم لن يعجزوا الله ولن يفوتوه أو يفلتوا منه، سواء أكانوا في الأرض أينما وجدوا فيها، أم صاروا هاربين منها إلى السماء.
٥- بادر الجن عند سماع القرآن إلى الإيمان بالله تعالى، والتصديق بمحمد صلّى الله عليه وسلّم على رسالته. وهذا دليل على أنه صلّى الله عليه وسلّم كان مبعوثا إلى الإنس والجن.
قال الحسن البصري: بعث الله محمدا صلّى الله عليه وسلّم إلى الإنس والجنّ، ولم يبعث الله تعالى قطّ رسولا من الجنّ، ولا من أهل البادية، ولا من النساء، وذلك قوله تعالى:
وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى [يوسف ١٢/ ١٠٩].
وفي الصحيح: «بعثت إلى الأحمر والأسود» «١»
أي الإنس والجن.
وجزاء الإيمان: أنه لا يخاف أن ينقص من حسناته، ولا أن يزاد في سيئاته.
٦- كذلك كان الجن بعد استماع القرآن مختلفين، فمنهم من أسلم، ومنهم من كفر، فمن أسلم، فقد طلبوا لأنفسهم النجاة، وقصدوا طريق الحق وتوخّوه، ومن جار عن طريق الحق والإيمان، فإنهم في علم الله تعالى وقود جهنم.