
﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ﴾ أي المستكبرين منهم المتولين للأمر والنهي المتصدِّين للعقد والحل وقوله تعالى ﴿إَّلا أَن قَالُواْ﴾ استثناءٌ مفرَّغٌ من أعم الأشياء أي ما كان جواباً من جهة قومِه شيءٌ من الأشياءِ إِلاَّ قولُهم أي لبعضهم الآخرين المباتشرين للأمور معرضين عن مخاطبته عليه السلام ﴿أَخْرِجُوهُم﴾ أي لوطان ومن معه من أهله المؤمنين ﴿مّن قَرْيَتِكُمْ﴾ أيْ إلاَّ هذا القولُ الذي يستحيلُ أنْ يكونَ جواباً لكلام
صفحة رقم 245
الأعراف آية ٨٣ ٨٥
لوطٍ عليه السلام وقرىء برفع جواب على أنه اسم كان وإلا أن قالوا الخ خبرُها وهو أظهرُ وإن كان الأول أقوى في الصناعى لأن اللأعرف أحقُّ بالاسمية وأيا ما كان فليس المرادُ أنَّه لم يصدُرْ عنُهم بصددِ الجوابِ عن مقالات لوطٍ عليه السلام ومَواعظِه إلا هذه المقالةُ الباطلةُ كما هو المتسارعُ إلى الإفهام بل أنه لم يصدُرْ عنهم في المرَّةِ الأخيرةِ من مراات المحاورات الجاريةِ بينهم وبينه عليه السلام إلا هذه الكلمة الشنبيعة وإلا فقد صدرَ عنُهم قبل ذلك كثيرٌ من التُرَّهات حسبما حُكي عنهم في سائرِ السورِ الكريمةِ وهذا هو الوجهُ في نظائره الواردةِ بطريق القصر وقوله تعالى ﴿إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ تعليلٌ للأمر بالإخراج ووصفهم بالتطهير للاستهزاء والسخرية بهم وبتطهرهم من الفواحش والخبائث والافتخارِ بما هُم فيه من القذارة كما هو دين الشُطّار والدُعّار