آيات من القرآن الكريم

فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ

﴿لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا﴾ (يريد المساكين) (١)، ﴿لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ﴾ بدل من قوله: ﴿لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا﴾ (٢)؛ لأنهم المؤمنون.
٧٧ - قوله تعالى: ﴿فَعَقَرُوا النَّاقَةَ﴾ الآية. قال الأزهري: (العقر عند العرب: كشف عرقوب البعير، ثم تجعل النحر عقرًا؛ لأن العقر سبب النحر، وناحر البعير يعقره ثم ينحره، هذا هو الأصل ثم جعل النحر عقرًا وإن لم يكن هناك قطع للعرقوب) (٣)، قال امرؤ القيس:
وَيوْمَ عَقَرْتُ للِعَذارَى مَطيِّتي (٤)
وقوله تعالى: ﴿وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾، يقال: عتَا يَعْتُو عُتُوًا (٥) إذا

(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢٠٤ بلا نسبة، وهو قول الأكثر. انظر: "المراجع السابقة"، وفي "تنوير المقباس" ٢/ ١٠٧، قال: (استضعفوا قهروا) اهـ.
(٢) انظر: "المسائل البصريات" لأبي علي ٢/ ٨٣١، و"غرائب الكرماني" ١/ ٤١٣، و"الكشاف" ٢/ ٩٠، و"البيان" ١/ ٣٦٧، و"زاد المسير" ٣/ ٢٢٥، و"التبيان" ١/ ٣٨٢، و"الفريد" ٢/ ٣٢٧، و"الدر المصون" ٥/ ٣٦٥.
(٣) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٥١٤. والعَقْر: النحر والجرح والقتل، وعَقَرته: أصبت عُقْرَه أي: أصله، وعَقَرت البعير: نحرته، وعقر الفرس بالسيف: إذا ضربت قوائمه. انظر: "العين" ١/ ١٤٩، و"الجمهرة" ٢/ ٧٦٨، و"الصحاح" ٢/ ٧٥٣، و"المجمل" ٣/ ٦٢١، و"المفردات" ص ٥٧٧، و"اللسان" ٥/ ٣٠٣٤ (عقر).
(٤) "ديوانه" ص ١١٢، و"تهذيب اللغة" ١٣/ ٢٥١٤، و"مقاييس اللغة" ٤/ ٩، و"اللسان" ٥/ ٣٠٣٤، و"البحر" ٤/ ٣١٥، و"الدر المصون" ٥/ ٣٦٦، والبيت من معلقته المشهورة وعجزه: (فَيَا عَجَبًا مِن رَحْلِها المَتحمِّل). قال النحاس في "شرح القصائد" ١/ ٩: (العذارى: جمع عذراء، والمطية: الراحلة) اهـ. وانظر: "شرح القصائد" لابن الأنباري ص ٣٣.
(٥) جاء أيضاً: عتيَّا بالكسر. انظر: "العين" ٢/ ٢٢٦، و"الجمهرة" ٢/ ١٠٣٢، و"تهذيب اللغة" ٣/ ٢٣١٣، و"الصحاح" ٦/ ٢٤١٨، و"المجمل" ٣/ ٦٤٦، و"مقاييس اللغة" ٤/ ٢٢٥، و"المفردات" ص ٥٤٦، و"اللسان" ٥/ ٢٠٨٤ (عتا).

صفحة رقم 212

استكبر، ومنه يقال: جبار عَاتٍ.
قال مجاهد: (العتو (١): الغلو في الباطل).
قال ابن عباس: (عقروا الناقة عُتُوًا وتكذيبًا بما جاء به صالح) (٢).
وقال الكلبي (٣) ومقاتل (٤): (﴿وَ (٥) عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾: عصوا الله وتركوا أمره في الناقة).
وقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا﴾، أصل: ﴿ائْتِنَا﴾ (٦) اأتنا بهمزتين (٧) أحدهما للوصل، والثانية للأصل، إلا أنه لما لم يجز اجتماع همزتين في موضع واحدة من كلمة واحدة لينت الثانية، فإذا وصل بكلام قبله سقط ألف الوصل فظهرت همزة الأصل في قوله: ﴿يَا صَالِحُ

(١) في (ب): (العتو والعلوا)، وهو تحريف، والعلو والغلو كلاهما صحيح وله وجه، وهو في "تفسير مجاهد" ١/ ٢٣٩، وأخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٥١٥ ب بلفظ: (غلوا في الباطل)، وأخرجه الطبري ٩/ ٢٣٢ من عدة طرق جيدة بلفظ (علوا)، وفي رواية: (علوا عن الحق لا يبصرون) اهـ، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ١٨٤ بلفظ (غلوا).
(٢) في "تنوير المقباس" ٢/ ١٠٧ نحوه، وقال الزجاج في "معانيه" ٢/ ٣٥١: (أي: جاوزوا المقدار في الكفر) اهـ، ونحوه قال النحاس في "معانيه" ٣/ ٤٩، وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢١٨، و"غريب القرآن" لليزيدي ص ١٤٧، و"نزهة القلوب" ص ٣٢٥.
(٣) "تنوير المقباس" ٢/ ١٠٧.
(٤) في "تفسير مقاتل" ٢/ ٤٧، {وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ﴾ يعني: التوحيد) اهـ.
(٥) لفظ: (الواو) ساقط من (ب).
(٦) لفظ: (ائتنا) ساقط من (ب).
(٧) انظر: مذهب القراء في الهمزتين في كلمة واحدة في "السبعة" ص ١٣٩، و"المبسوط" ص ١١٢، و"التذكرة" ١/ ١٥٢.

صفحة رقم 213
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية