
وصالح النبي [عليه السلام]، هو: صالح بن عبيد بن عابر بن إِرَم بن سام بن نوح.
قال وهب: بعثه الله إلى قومه حين رَاهَقَ الحلم، وارتحل صالح بمن كان معه إلى مكة محرمين فأقاموا بها حتى ماتوا، فقبورهم بين دار الندوة والحِجْر.
روي أنه كان بين موت هود وصالح، صلوات الله عليهما، أكثر من خمس مائة سنة.
قوله: ﴿واذكروا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ﴾، إلى: ﴿جَاثِمِينَ﴾.
قرأ الحسن: " تَنْحَتُونَ "، بالفتح، للمبالغة.

وقرأ الأعمش " تَعِثوا "، بكسر الثاء، وهي لغة.
والمعنى: إن صالحاً، عليه السلام، ذكرهم نعم الله ( تعالى) عليهم، وأنه استخلفهم في الأرض بعد عاد.
﴿وَبَوَّأَكُمْ فِي الأرض﴾. أي: جعل لكم فيها مساكن وأزواجاً.
﴿تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً﴾. أي: تبنون في السهل من الأرض قصوراً.
﴿وَتَنْحِتُونَ الجبال بُيُوتاً﴾. قال السدي: كانوا ينقبون في الجبال البيوت، وذلك لطول أعمارهم.
﴿فاذكروا آلآءَ الله﴾.

أي: نعمة الله عليكم.
﴿وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأرض مُفْسِدِينَ﴾. أي: تفسدوا أشد الفساد. والعثو: أشد الفساد.
ف: ﴿قَالَ الملأ الذين استكبروا مِن قَوْمِهِ﴾، أي: الأشراف الذين استكبروا عن الإيمان، ﴿لِلَّذِينَ استضعفوا﴾، وهم: أهل المسكنة من تُبَّاع صالح (عليه السلام)، المؤمنين منهم، ﴿أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً﴾، رسول الله، ﴿قالوا إِنَّا﴾ بالذي أرسله الله به ﴿مُؤْمِنُونَ﴾، أي: مقرون أنه من عند الله ( تعالى)، ﴿ قَالَ الذين استكبروا﴾، عن أمر الله (سبحانه)، ﴿إِنَّا بالذي آمَنتُمْ بِهِ﴾ ما جاء به صالح، ﴿كَافِرُونَ﴾

، أي: جاحدون.
فعقرت ثمود ناقة الله ( تعالى)، ﴿ وَعَتَوْاْ﴾، أي: تجبروا وتكبروا عن أمر ربهم.
وقال مجاهد: ﴿عَتَوْاْ﴾: علو في الباطل.
وسألوه أن يأتيهم العذاب الذي أوعدهم به، ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة﴾، أي: الصيحة.
قال مجاهد والسدي: ﴿الرجفة﴾: هي الصيحة.
يقال: رجف بفلان: إذا حرك وارتجج.

و " الرجفة " في اللغة: الزلزلة الشديدة.
﴿فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾.
أي: ساقطين على رُكَبِهِمْ. وأصل الجُثُومِ، للأرنب، والطير، وشبهه، وهو البروك على الركب.
ومعنى ﴿دَارِهِمْ﴾: عند مسكنهم، وموضعهم اجتماعهم وهي القرية.
ومعنى ﴿دِيَارِهِمْ﴾ [هود: ٦٧]: منازلهم.