
وقيل المعنى: الحمد لله الذي هدانا إلى الجنة.
﴿لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحق﴾.
أي: جاءتنا في الدنيا بالحق عن الله.
قوله: ﴿ونادى أَصْحَابُ الجنة أَصْحَابَ النار﴾، الآية.
المعنى: ونادى أهل الجنة أهل النار بعد الدخول: يا أهل النار، قد وجدنا ما وعدنا ربنا في الدنيا على ألسنة الرسل (حقاً، من الثواب، والنعيم والكرامة، فهل وجدتم ما وعدكم في الدنيا على ألسنة الرسل) من العقاب والثواب حقاً؟ فأجاب أهل النار: نعم، قد وجدنا ذلك حقاً، ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ [الله] عَلَى الظالمين﴾.
تَمَّ الإخبار عما يكون يوم القيامة.
ثم ابتدأ بصفة من استحق هذه اللعنة، فأخبر بصفتهم في الدنيا، فقال: ﴿الذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾، إلى ﴿كَافِرُونَ﴾، فهما قصتان، إحداهما في الآخرة.

والأخرى في الدنيا، اتصلتا.
﴿الذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً.
أي: حاولوا أن يغيروها، ويبدلوها عما جعلها الله (عليه) من استقامتها. {وَهُمْ بالآخرة﴾. أي: بالبعث. ﴿كَافِرُونَ﴾. أي: جاحدون.
والعربتقول للميل في الطريق والدين " عِوَجٌ " بالكسر، وفي ميل الرجل على الشيء وهو العطف عليه: " عَاجَ إليه يَعُوج عِيَاجاً وَعَوَجاً وعِوَجاً "، بكسر العين وفتحه. وما كان خلقه في الإنسان، فإنه يقال فيه: " الَعَوج " بالفتح، يقال: " ما أبين